موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٣١ مايو / أيار ٢٠٢٠
الأب بشير بدر يكتب من العاصمة الإيطاليّة في عيد حلول الروح القدس "العنصرة"

الأب بشير بدر :

 

مع انتهاء (أو حلول) اليوم الخمسين للفصح، أود أن أستلهم من المصادفة هذا العام مع انتهاء الاغلاق الدرامي لزمن الوباء، لألقي الضوء على فكرتين روحيتين انسانيتين جاذبتين من وحي عيد حلول "روح القدس":

 

الأولى: الروح والباطن: لقد فرض زمن الاغلاق علينا جميعًا أن نستنفذ كثيرًا من الطاقات الانسانية فينا. ولكن الامتحان الأصعب كان أنه وضع رصيد الروح فينا تحت الاختبار، وأشعرنا بأن هذا المورد الحيوي فينا كان قد أوشك على الجفاف بسبب أساليب الحياة الاستهلاكية والبحث عن المتع والرضى المادي. عيد اليوم يدعونا إلى إثراء الاحتياط الروحي الاستراتيجي لقدراتنا الفكرية والعاطفية واستثمارها وتطويرها. 

 

الثانية: الرقّة: إنها طريقة للتواصل باللمس وتخلق التواصل اللطيف مع الروح والقلب. في هذا الزمن الذي انقطع فيه التواصل المادي فيما بيننا، ولكنه أشعرنا بالحاجة إلى رفع أو إعادة علاقاتنا الإنسانية والأسرية لأساليب سامية من التواصل الروحي الرقيق والفكري اللطيف.

 

قالت القديسة الأم تريزا ذات يوم: "إن عالم اليوم بارد، مريض باللامبالاة: ويعاني من نقص المحبة". أما في هذا الزمن فيمكننا القول: "إن عالم اليوم يغلي، مريض بالعزلة والتباعد... ويعاني بالأكثر من غياب الروح"... الروح القدس،  أعني، وهذا الروح لا يمكن للإنسان تعويضه بأي بديل.

 

أختم بهذه الصلاة الجميلة للروح القدس، وتذكرنا بعطاياه الروحية والانسانية لحياتنا اليومية:

 

هلمَّ أيُّها الرّوح القُدُس، وأرسِل مِن السّماءِ شعاع نورك. هلمَّ يا أبا المَساكين. هلمَّ يا مُعطي المواهب. هلمَّ يا ضياء القُلوب. أيُّها المعزّي الجَليل، يا ساكِن القُلوب العَذب، أيّتها الإستراحة اللذيذة، أنت في التعب راحة، وفي الحرّ اعتِدال، وفي البُكاءِ تَعزية. أيُّها النّور الطوباويّ، إملأ باطِن قلوب مؤمِنيك، لأنّه بِدون قُدرتك لا شيء في الإنسان ولا شيء طاهِر: طهِّر ما كان دَنِسًا، إسقِ ما كان يابِسًا، إشفِ ما كان مَعلولاً، لَيِّن ما كانَ صَلبًا، أضرِم ما كان بارِدًا، دَبِّر ما كان حائدًا. أعطِ مؤمِنيك المتّكلين عليك المواهِب السبع، إمنحهم ثَواب الفَضيلة، هَب لهُم غاية الخَلاص، أعطهِم السُرور الأبدي. آمين