موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٠ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
الأب العلامة بولس الفغالي، أستاذ الكتاب المقدس بامتياز، ينتقل إلى ديار النور
الراحة الأبدية أعطه يا رب، والنور الدائم فليضىء له

أبونا :

 

انتقل الأب العلامة بولس الفغالي الماروني، الباحث في الأديان وفي تفسير الكتاب المقدس، إلى ديار النور، عن 85 عامًا، منها 58 سنة كاهنًا للرب، كان خلالها المبشر والمعلم والمحاضر من السند إلى الهند. كتب وألف وبحث، فأغنى المكتبة العربية والمسيحية بكتبه التي أصبحت من أهم المراجع الدينية، لاسيما حول الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.

 

من أهم أعماله الأب الراحل: ترجمة العهد القديم كله، وإعداد الحواشي المستفيضة للعهد الجديد والعهد القديم. كان الدكتور والمونسنيور والعلامة، إلا أن اللقب الأحب إلى قلبه كان: الأب بولس... لبنان والكنيسة في العالم العربي تفتقد هذه الهامة الكبيرة.. الله يرحمه ويعوّض على كنائسنا بأمثاله ممن عشقوا الكتاب المقدس، وقدموه لملايين الناس باحترافية تامة، في قلب الكنيسة المقدسة.


 

السيرة الذاتية

 

من مواليد بلدة كفر عبيدا اللبنانيّة عام 1935. درس في الإكليريكيّة اليسوعيّة، ثمّ في الجامعة اليسوعيّة حتّى الإجازة في اللاهوت. سيم كاهنًا في 25 آذار عام 1962، وأخذ يعلّم في الإكليريكية الصغرى لمدة عام واحد، من بعدها عيّن ولمدة سبع سنوات كاهنًا لرعية بشرّي حتّى سنة 1970، ثم في كفرعبيدا حتى سنة 1977. عمل أستاذًا للغة الفرنسيّة وللتعليم المسيحي في تكميلية بشري، ثم أستاذًا في ثانويّة بشرّي، وبعدها في البترون حيث تسلَّم الإدارة في Terminales وأشرف على الشهادات الرسميّة.

 

سنة 1967، نال إجازة في اللغة الفرنسية، واستمرّ في تعليمه العالي ليحصل على الإجازة في الفلسفة، والماجستير في الفلسفة، والماجستير في اللاهوت. انتقل إلى باريس سنة 1977، حيث حصل هنالك على عدة شهادات في اللغات العبريّة والسريانيّة واليونانيّة وغيرها من اللغات الشرقيّة القديمة، بالإضافة إلى الكتاب المقدس. ونال شهادة الدكتوراة في اللاهوت الكتابي (الكتاب المقدس)، وشهادة دكتوراة ثانية في الفلسفة حول تاريخ الديانات من جامعة السوربون الفرنسيّة.

 

عمل سنة 1979 أستاذًا في الجامعة اللبنانية، حتّى سنة 1999، سنة التقاعد. وفي مدينة زحلة، علّم تاريخ الفلسفة والعلوم الاجتماعية والأنثروبولوجيا. وفي الفنار، عاد إلى العلوم الأركيولوجية. كما علّم الكتاب المقدس في كل من جامعة الروح القدس (الكسليك)، والمعهد البولسيّ في حريصا، والمعهد الأنطونيّ، وجامعة الحكمة. وعلّم في معاهد التثقيف الدينيّ في مدن لبنانيّة عدة، إضافة إلى إلقائه المحاضرات في لبنان، سورية، الأردن، مصر، السودان، وفرنسا.

 

شارك في مؤتمرات عديدة حول العالم حول الكتاب المقدس منذ سنة 1979، كما شرع في تنظيم مؤتمرات الرابطة الكتابيّة والأيام البيبليّة في لبنان. كان عضوًا في الهيئة الإدارية لجمعية الكتاب المقدس منذ عشرين سنة، ومنسّقًا للرابطة الكتابيَّة في الشرق. عيّن أمين سرّ الرابطة الكهنوتية، ثم ترأسها مع انطلاقة المجلة الكهنوتية منذ سنة 1984، والتي صارت مجلَّة اللاهوت في الشرق العربيّ.

 

عمل مع جمعية الكتاب المقدس في ترجمة العهد القديم كلّه، كباحث لغويّ ولاهوتيّ مع الشاعر يوسف الخال، ثم وضع العناوين والحواشي الموجزة للكتاب المقدس كلِه. ثم عمل على إعداد الحواشي المستفيضة للعهد الجديد، بالإضافة إلى إعداد الحواشي للعهد القديم (قرابة 2500 صفحة). ترجم وألّف الكثير من الكتب والعظات والعاجم والمجموعات الكتابيّة، حيث زاد مجموع ما كتبه الـ350 كتاب، ناهيك عن المقالات العديدة ومئات المقابلات التلفزيونيّة.