موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
اقتصاد الأرض المقدسة "على ركبتيه" مع توقف رحلات الحج والسياحة بسبب جائحة كورونا

أبونا :

 

وجهّت جائحة فيروس كورونا المستجّد ضربة قاسيّة لرحلات الحج إلى الأرض المقدسة، والتي تمثل أحد مصادر الدخل الرئيسية للمسيحيين الفلسطينيين. ونتيجة لذلك، ستكون عائداتهم من السياحة الدينية لعام 2020 قريبة من الصفر.

 

ويُقرأ في عنوان مقال ظهر في صحيفة هآرتس اليومية الإسرائيلية: "لأول مرّة منذ 1600 عامًا: لا حجاج في الأرض المقدسة". فـ"بعد عام واحد من تحطيم الرقم القياسي في العام 2019، فقد توقف سيل الزوار المسيحيين تقريبًا بسبب جائحة كورونا. فهل يمكن لمبيعات الهدايا التذكارية والصلوات عبر الانترنت أن تملىء هذا الفراغ؟" تتساءل الصحيفة في مقالها.

 

توقفت السياحة والحج إلى الأرض المقدسة في آذار الماضي. وبحلول أواخر شهر آب بلغت الخسائر 320 مليون دولار أمريكي، وهو ما يعادل جميع الأجور في القطاع. لقد أثّرت الأزمة بشدة، ليس فقط على المشغلين القدامى، إنما أيضًا على الأشخاص الذين استثمروا مؤخرًا في القطاع سريع النمو، مرفقًا مع تحسن الإيرادات والأنشطة والوظائف بشكل ملحوظ.

 

قام بعض الناس بالاستثمار في أعمال تجارية صغيرة ومتوسطة الحجم، في متاجر تبيع هدايا تذكاريّة منتجة محليًا للحجاج. بينما اقتنى آخرون البضائع عبر القروض، وأعاد بعضهم تهيئة منازلهم لتشمل غرفًا للضيوف، وأماكن للمبيت وتناول وجبات الإفطار، إضافة إلى بناء نُزل صغيرة، وكل هذا تم بالاقتراض.

 

وتُعد رحلات الحج ضرورية للحفاظ على الوجود المسيحي في فلسطين. ومن الأهميّة بمكان أن يتم استئناف رحلات الحج بمجرد أن يسمح الوضع الصحي العالمي بذلك. على موقع terrasanta.net، يمكنك أن تتلمس حجم الأزمة الناجمة عن الوباء والخسائر الاقتصاديّة الناجمة عن انهيار الحج الديني.

 

تمثل الإيرادات السياحية في فلسطين حوالي 40 بالمئة من التحويلات المصرفية من الخارج. ويوظّف هذا القطاع الذي يبلغ قيمته مليار دولار حوالي 32000 ألف فلسطيني في خدمات النقل والضيافة والتموين والإرشاد السياحي، ويوفّر الدخل لـ10300 أسرة.

 

ففي عام 2019، وهو عام قياسي للسياحة الدينية في الأرض المقدسة، زار فلسطين أكثر من 3.5 مليون سائح، وبلغ متوسط معدل إشغال الفنادق 70 في المئة، مما حفّز دخول استثمارات ونمو جديد مع إضافة 155 ألف غرفة نوم جديدة منذ عام 2018.

 

وبسبب الجائحة وتوقف مجيء الحجاج والسياح، خسر القطاع الفندقي حوالي 145 مليون دولار أمريكي، بينما بلغت خسائر قطاع التموين 7.5 مليون دولار أمريكي. وتراكمت ديون أصحاب الحافلات السياحية حوالي 85 مليون دولار أمريكي، بينما بلغت الخسائر الإجماليّة حوالي 320 مليون دولار أمريكي في هذا القطاع.

 

بالنسبة لرئيس جمعية السياحة الوافدة في الأراضي المقدسة، طوني خشرم، فإن "الوضع أسوأ مما كان عليه خلال أيام الانتفاضة". ففي ذلك الوقت "لم يتوقف الحج بشكل كامل". ففي عام 2000، فقدت السياحة 90 بالمئة، لكنّ الزوار قد عادوا من جديد بعد بضعة أشهر، وتمكّن مشغلو السياحة من تخفيف آثار الأزمة.

 

ويضيف: "مع الوباء الحالي، فنحن نشهد انهيارًا تامًا من يوم لآخر، ولا نتوقع انتعاشًا". أما بالنسبة للمستقبل، فإنه يأمل أن يلمس "خطة تسويقية شاملة لما بعد الأزمة" تشمل أيضًا الحكومة الفلسطينية، بدعمٍ من كنائس العالم والأبرشيات، ومن قبل البابا أيضًا الذي يمكنه إطلاق نداء لزيارة الأراضي المقدسة".

 

(آسيا نيوز)