موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٩ يوليو / تموز ٢٠١٥
افتتاح متحف آرام بازكيان كشاهد حي على شهداء الإبادة الأرمنية
جبيل - أبونا والبطريركية المارونية :

في إطار نشاطات المئوية، افتتح بطريرك الأرمن الأرثوذكس آرام الأول متحف آرام بازكيان لأيتام الإبادة الأرمنية، خلال إحتفال أقيم في دار الأيتام التابعة لكاثوليكوسية بيت كيليكيا في مدينة جبيل اللبنانية.

وشارك في الافتتاح رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين الكاردينال كورت كوخ، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأنبا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة الأثيوبية الأرثوذكسية الأنبا متياس الأول، بطريرك الكنيسة الهندية الأرثوذكسية باسيليوس توما الأول، بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس ثيودور الثاني، ورئيس أساقفة قبرص كيرسوستوموس الثاني.

وألقى البطريرك آرام الأول كلمة أكد فيها أنهم "شركاء في الذكرى المئوية للمجازر الأرمنية من خلال دعمهم العملي للشعب الأرمني في نضاله لتحقيق مطالبه المشروعة". أضاف "إن هذه الذكرى بالنسبة لنا هي دعوة لنتذكر شهداءنا ولتجديد وفاء شعبنا تجاه وصية شهدائه الأبرار وتذكير كل البشرية بأن الاعتراف بالمجازر الإرمنية وادانتها هو أمر جوهري لمنع حدوث مجازر أخرى في المستقبل والمطالبة بالعدالة من الحكومة التركية".

وتابع: "إن هذا المتحف شاهد حي لمليون ونصف مليون من الشهداء الذين استشهدوا بسبب المجازر التي خططت ونفذت من قبل الأتراك العثمانيين، وهو شاهد حي لآلاف اليتامى الذين تلقوا الرعاية والتربية في لبنان من قبل المنظمات الإنسانية الأميركية والسويسرية والدانمركية، وهو أيضاً شهادة ناطقة لدور لبنان الأساسي في نهضة الشعب الأرمني".

كما ألقى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: "نحن في لبنان نشهد بالمناسبة لحيوية الشعب الأرمني العزيز، ولإخلاصه للبنان، فأصبح أبناء هذا الشعب مواطنين مخلصين فيه، فاعلين وبنائين. وكلنا في لبنان نعرب لهم عن تقديرنا لحبهم لهذا الوطن وحمل همه. ذلك أنهم فهموا وبمرارة ماذا يعني فقدان الوطن. ولهذا قيل: "الأيادي التي جرحتها المسامير هي تعرف كيف تلمس الجراح".

أضاف "نحن هنا لكي نندد عالياً بالإبادة الأرمنية التي حصلت سنة 1915، وحصدت من شعبها مليوناً ونصف المليون بالإضافة إلى مئات الألوف من السريان والأشوريين واليونانيين والكلدان. فهي جريمة ضد الإنسانية وضد الله. وندين معها كل أنواع الإبادات على يد تنظيمات إرهابية تكفيرية، أكانت إبادات جماعية أم فردية، أكانت بدفعة واحدة أم بدفعات، كالتي نشهدها اليوم في بعض من بلدان الشرق الأوسط، كما وفي بلدان أخرى من العالم".

وتابع "لا مكن للضمير العالمي وللأسرة الدولية وللأمة الإسلامية القبول بمثل هذه المجازر والإبادات بسبب الدين أو العرق، وبخاصة باسم الدين. فالسكوت عنها مشاركة في الجريمة، والتلطي وراءها لأغراض سياسية واقتصادية واستراتيجية جريمة أفظع. نحن هنا لنقول لهم: إن لم تعترفوا بجريمة الإبادة التي نجتمع لإحياء ذكراها المئوية، وإن لم تقروا بهذه الخطيئة الجسيمة ضد الله والإنسانية، فمعنى ذلك أنكم لن تتوانوا في المستقبل عن ارتكاب أو تغطية مثيلاتها عندما تقتضيها مصالحكم السياسية والاقتصادية والاستراتيجية".