موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٢٧ فبراير / شباط ٢٠١٨
اغلاق كنيسة القيامة

د. صفوت حدادين :

للمرة الأولى منذ احتلال القدس عام ١٩٦٧، تُقفل أبواب كنيسة القيامة حتى اشعارٍ آخر في خطوة أعلن من خلالها رؤساء الكنائس في القدس أنهم ضاقوا ذرعاً بالتضييق الذي تمارسه اسرائيل ضد الكنائس و الأوقاف المسيحية.

بلدية الاحتلال أعلنت عن فرض ضرائب على العقارات الدينية العائدة للكنائس و مطالبة الكنائس بمبلغ ١٩٠ مليون بأثر رجعي منذ عام ١٩٦٧.

كنيسة القيامة سبق و أن أغلقت أبوابها في العام ١٩٩٠ لمدة ٤٨ ساعة احتجاجاً على استيلاء جماعات (عطيرت كوهنيم) في البلدة القديمة على مبنى ضيافة مار يوحنا الذي تمتلكه بطريركية الروم الأرثوذكس.

قلق المسيحيين في القدس ليس فقط من فرض الضريبة على العقار الديني بل من مشروع قانون يسمح بالعبث و بمصادرة الأملاك و الأوقاف الكنسية تقدمت به إلى الكنيست النائب المتطرف (راحيل عازاريا) مع أربعين عضو كنيست.

الاجراءات الاسرائيلية جزء من مسعى اسرائيل للتهويد الكامل في القدس و لا شك أن الموقف الأميركي من القدس منح حكومة الاحتلال دفعة قوية للسير قدماً دون تردد.

رؤساء الكنائس يأملون أن تؤدي خطوتهم للفت أنظار المجتمع الدولي تجاه ما يجري في القدس عموماً و ما تتعرض له الكنائس تحديداً و ارسال رسالة إلى العالم مفادها أن اسرائيل لا تريد غير اليهود في المدينة المقدسة.

أملاك الكنيسة الأرثوذكسية في القدس مستهدفة تحديداً فحسب بعض المصادر التاريخية فالكنيسة كانت تملك في مرحلة من المراحل ما يقدر ب ٤٨٪؜ من مساحة القدس و هو ما يفسر جري اسرائيل وراء بطريرك المدينة المقدسة للروم الأرثوذكس لمحاولات انتزاع أكبر ما يمكن من املاك الكنيسة الأرثوذكسية و قلبها إلى معالم ذات طابع يهودي.

اغلاق الكنيسة كان أكثر ما يمكن أن تفعله الكنائس في القدس لحماية املاكها و ارثها و المسيحيون هناك يعلمون أن بواطن السياسة تخفي أكثر بالتزامن مع انتظار صفقة القرن.

اسرائيل متيقنة أن ما ستحمله صفقة القرن سيكون في صالحها و سيحمل خيبة أمل للفلسطينيين، لكنها تنتظرها على أحر من الجمر كونها خطوة فاصلة ستقلب الادارة الأميركية كلياً على الفلسطينيين الذين سيرفضون الصفقة و بالتالي ستتمكن اسرائيل من السير قدماً في كل ما تخطط له دون توجس أو عرقلات من البيت الأبيض.

ما تبقى من القدس يضيع و نحن نتفرج، فيما أكثر ما استطاع المسيحيون الفلسطينيون فعله لحماية كنائسهم هو اغلاقها!

(نقلا عن الرأي الأردنية)