موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الأحد، ١٩ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠
اختلاف الثقافات والاستغلال على منصات التواصل يعرضان حياة الأطفال للخطر

منى أبو حمور :

يبدو أن الخطورة الكبيرة في إنشاء الأطفال حسابات خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، تحديدا “انستغرام”، والاطلاع على ثقافات ومجتمعات بعيدة عن نمط حياتهم، وفيها الكثير من الانفتاح والاستغلال الذي قد يتعرضون له؛ تحمل خطورة اجتماعية ونفسية تنعكس عليهم بشكل مخيف، وفق خبراء.

وهنا يأتي دور الوالدين بأهمية ممارسة الدور الرقابي على الأبناء، وتقديم الحماية لهم ومتابعة حساباتهم ومراقبة سلوكياتهم باستمرار، وكل التغيرات التي قد تطرأ عليهم من عالم إلكتروني يمتلئ بالاستغلال وصدمات قد يتعرضون لها.

الاتهام الذي وجهته “تك كرانش”، لـ”إنستغرام” و”فيسبوك” خلال المقال الذي نشرته مؤخرا بعدم تحقق “انستغرام” من أعمار مستخدميها كباقي وسائل التواصل الاجتماعي، يضع الشبكة في مواجهة تهمة انتهاك قانون حماية خصوصية الطفل عبر الإنترنت، ما دفعها للإعلان عن إغلاق حسابات أشخاص يشتبه في أنهم يبلغون أقل من 13 عاما.

وأعلنت “إنستغرام” التابعة لـ”فيسبوك”، أنها ستطلب من المستخدمين الجدد تأكيد أنهم يبلغون من العمر أقله 13 عاما عندما ينضمون إليها.

وتهدف هذه الخطوة إلى مساعدة “إنستغرام” على الامتثال لقانون الولايات المتحدة وسياساته الخاصة التي تتطلب من أي مستخدم لأي وسيلة تواصل على الانترنت، ألا يقل عمره عن 13 عاما.

وجاء في إحدى مدونات “إنستغرام”، “إن طلب هذه المعلومات سيساعد على منع الأشخاص دون السن القانونية من الانضمام إلى إنستغرام، ويساعدنا على إبقاء الشباب أكثر أمانا”.

وقالت الشركة إن المعلومات المتعلقة بالعمر لن تكون مرئية للآخرين، لكنها ستساعد على إنشاء “تجارب أكثر أمانا ومناسبة لسن” مستخدمي هذه الشبكة الاجتماعية التي تضم أكثر من مليار مستخدم.

خبير إدارة مواقع التواصل الاجتماعي الدكتور عمران سليمان، أكد بدوره صعوبة ضبط مستخدمي موقع “إنستغرام” وحصره على عمر معين؛ إذ يعتمد ذلك على مصداقية المستخدمين، وهو أمر لا يمكن ضبطه.

ويشير عمران إلى أن ضبط أعمار مستخدمي “انستغرام” بهدف منع من هم تحت سن 13 من استخدامه يعد أمرا غير منطقي، ويتطلب تكاتف جهود حكومات، الأمر الذي يصعب حدوثه، وهنا لا بد من تدخل الوالدين ومراقبة الأبناء.

ويلفت عمران إلى أهمية الدور الرقابي للوالدين على الأبناء عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وحمايتهم من المخاطر الكبيرة؛ كالاستغلال الجنسي وتعرضهم للتنمر، لذلك ينبغي متابعة حساباتهم ومراقبة سلوكياتهم.

ويضيف “على الأهل أن يطلعوا على حسابات أولادهم، ومعرفة أصدقائهم ومتابعيهم ومن يتابعونهم أيضا”، فضلا عن رصد التغيرات النفسية التي قد تطرأ عليهم، بسبب هذه المواقع.

ويقول عمران “عند رؤية تغير على الأبناء في تصرفاتهم ونفسيتهم، لابد من البحث في مواقع التواصل الاجتماعي، فـ”المتهم” حتما سيكون هناك”.

كما يشدد عمران على ضرورة توعية الأبناء بخطورة مواقع التواصل، وكيفية التعامل معها ورفع وعيهم بمشاركة أهلهم بأي شيء قد يواجههم أو حتى لفت انتباههم وإشعارهم بالقلق.

“وينبغي على الأهل تشجيع الأبناء على التواصل مع الأجهزة الأمنية وتبليغها بكل ما يواجههم”، حسب عمران، متابعا أن 50 % من التغيرات النفسية التي يتعرض لها الطفل تكون بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، فالأهل أكثر معرفة بأبنائهم، لذلك لابد من مراقبتهم.

ومن جهته، يشدد التربوي الدكتور عايش نوايسة في البداية على أهمية أن يكون الطفل لديه توعية وتربية إعلامية ولديه اطلاع ومعرفة حول كيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بالطريقة السليمة. ويشير إلى أن فرض الرقابة على الطفل وتوجيهه من خطورة استخدام هذه المواقع يجب أن يكون مصدرهما الأسرة، والثاني التربية الإعلامية على مستوى المدارس بأنواعها كافة.

ومن جهة أخرى، يلفت نوايسة إلى معرفة كيفية مراقبة الطفل ومتابعته في ظل تشكل تعابير لغوية غريبة عجيبة مثل “التك توك” و”يوتيوب” والحالات في “إنستغرام”؛ حيث يبدأ الطفل بنشر ومشاركة الناس قصصا تحدث داخل الأسرة أو ربما يشاركهم تفاصيل حياته بدون أن يعي خطورة ذلك وينقل خصوصيات المجتمع الذي يعيش فيه.

ويضيف “ترك الحبل على الغارب بدون رقابة يشكل خطورة على النمو النفسي للطفل وكذلك يشكل ثقافة غريبة لا تناسب مجتمعنا”، وذلك في ظل اختلاف الثقافات، ما يشكل خطورة على النمو اللغوي والثقافي وصدمة وفجوة ثقافية بين الأجيال.

ويستدرك نوايسة “ترتبط الخطورة بشكل مباشر بمدى الوقت المتاح له على هذه المواقع، فهي خليط من الثقافة، فما يناسب الغرب لا يناسب العرب، وبالتالي فإن الخطورة تكون كبيرة على الأطفال”. ومن جهة أخرى، أشارت دراسة في دول خليجية إلى أن 80 % من الأسر فيها لا يعملون على تقنين استخدام أبنائهم للتطبيقات الحديثة؛ حيث تطرقت إلى تأثير استخدام هذه المواقع على أخلاق الناشئة واهتماماتهم وسلوكياتهم، وهو من أسوأ ما تتركه وسائل التواصل الاجتماعي في حياتهم.وقد شملت الدراسة طلابا أعمارهم بين (10 و14 عاما) حول تعرضهم للتحرش على الانترنت، فكانت النتائج، أشارت الى أن 42 % من الأطفال تعرضوا للتحرش، في أثناء وجودهم على الشبكة، 35 % من الطلاب تعرضوا للتهديد على الشبكة.

كما أن 58 % من الأطفال يعترفون بأن شخصا قال لهم كلمات بذيئة ومؤذية على الشبكة، في حين أن 58 % لم يخبروا أولياء أمورهم بما حصل معهم أو تعرضوا له على الشبكة العنكبوتية.

(الغد الأردنية)