موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
وسط جو احتفالي كبير بمناسبة الاسبوع العالمي للوئام بين الاديان، اقام المركز المجتمعي المسكوني (الخيمة) التابع لكنيسة الراعي الصالح الإنجيلية اللوثرية في منطقة أم السماق الشمالي، بعمّان، احتفالية شارك فيها فرق ترانيم مسيحية وفرقة ابتهالات اسلامية.
في بداية الاحتفال الذي اداره د. مهدي العلمي، قدم القس سامر عازر، رئيس المركز، كلمة أشار فيها الى ان الصراع الجوهري هو بين صوت الاعتدال وصوت التطرف في كل دين من الاديان، مبينا ان هناك خطوات عملية تتخذ على ارض الواقع من المؤسسات الدينية والاعلامية والتربوية. ودعا الى ضرورة الانتقال الى التعاون العملي بدلا من الانشاء اللفظي والسعي لاجل المواطنة الصالحة، ونبذ خطاب الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي.
بعد ذلك انشدت دانا صادق زيدان دعاء اسلاميا، تلتها ميرفت عبله عازر في ترنيمة مسيحية تدعو الى تمجيد الله بكل محبة ووقار، وميرفت شطارة ترنيمة مسيحية، تدعو الى المحبة بين الشعوب، بعدها رتل الاب عماد بواب عدة تراتيل مسيحية تدعو الى الغفران والمسامحة واتباع الحق وتمجيد الخالق. لتقدم فرقة انشاد اسلامية بقيادة عمر هشهش فقرات ابتهالات دينية اسلامية.
إلى ذلك قدمت مديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية د. ماجدة عمر محاضرة بعنوان «انسانيتنا المشتركة» أكدت فيها أن الوئامَ بين أتباع الأديان يوحي بضرورة التأليفِ بين أتباع مذاهبَ وديانات ومعتقدات مختلفة تجمعُهم إنسانيتُنا المشتركة. ويكون للدين دورٌ في بناء السلم وتحقيق الوحدةِ والعيش المشترك، وعامل لقاءٍ ومصالحة، لا عنصرًا معطّلاً لأشكال التعاون أو سببًا للانقسام والخصام أو ذريعة للحروب والنزاعات.
واضافت د. عمر ان التآلفَ والوئام بين الأديان قيمةٌ إنسانيّةٌ أساسيّةٌ ومصيريّة، كرّس الحكماءُ والعقلاءُ عبر التاريخ جهودَهم لتحقيقها، لأنه لا سعادةَ في هذا الوجود ولا استقرارَ في هذا الكون إلا بإشاعة روحِ الأخوةِ الإنسانية والتضامنِ والتعاون والعيش المشترك السلمي والانفتاحِ الإيجابي على الآخر، مهما اختلفت الدياناتُ والمذاهبُ وتنوّعت الثقافاتُ والحضارات»
وأشارت الى أن إبرازُ الجمال والإتقان، واختلافُ الألسنة والألوان، وتعدّدُ الثقافات والحضارات، وتنوّعُ الشرائع والأديان، من أهداف إبداعِ الوجود والكونِ في الظاهر، مبينة أن التصوّرَ الرّافض للنسبية والتعددية، لا يترددُ في إقصاء التجارب والتقاليد الدينية الأخرى والسعي إلى إفحامها دون تجشّم عناءَ معرفة عقائدها من الداخل مشيرة الى أنه في الحوار بين أتباع الأديان لا بد من الانتقالِ من رفض التعدديةِ الدينية ومحاربتِها أو التسامحِ تجاهَها إلى اعتمادها كمبدأ تصبحُ بموجبِه معرفةُ الآخر جزءًا لا يتجزأ من التجربةِ الروحية لكل مؤمن.
وأكدت أن انفتاحَ الأديان على العلوم والمعارف الحديثة من شأنه إذا تعمّق وترسّخَ أن يُحدثَ ثورةً أو انطلاقةً حواريةً فيما بين الأديان خدمةً للإنسانية. إنّ التقاليد الدينية المختلفة تواجه اليوم تحديًا مشتركًا يتمثل في البحث عن سبل الإبقاء على شرارة رسالتِها حية وتقديمها للإنسانية بأقصى ما يمكن من الحيوية والابتكار.