موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
احتجاجات عنيفة تعمّ مدنًا أميركية، وإحراق قبو كنيسة تاريخية قبالة البيت الأبيض
لليلة السادسة على التوالي حصلت مواجهات بين متظاهرين ورجال الشرطة الى جانب أعمال نهب

وكالات :

 

أطلقت الشرطة الأميركية الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق متظاهرين خارج البيت الأبيض، في وقت متأخّر من يوم الأحد، مع اندلاع اشتباكات عنيفة في العاصمة الأميركيّة، خلال ليلةٍ سادسة من التظاهرات التي تعمّ أنحاء البلاد.

 

ونقل عدد من المراسلين عن مصادر في شرطة واشنطن تأكيدها أن متظاهرين أقدموا على إشعال حريق في قبو كنيسة سانت جونز التاريخيّة قبالة البيت الأبيض، وفي مقر الاتحاد الاميركي للعمال، وهو أكبر نقابة عمالية في الولايات المتحدة. كما أكد مصدر في جهاز الخدمة السرية إصابة 50 من عناصره على الأقل في الاشتباكات في محيط البيت الأبيض.

 

وفُرض حظر للتجوّل الأحد في واشنطن، بعد خروج تظاهرات جديدة قرب البيت الأبيض. وكتب رئيس بلديّة العاصمة موريل باوزر على تويتر أنّ حظر التجوّل سيكون ساري المفعول بدءًا من الساعة "23,00 الأحد حتّى الساعة 06,00 الإثنين"، مضيفًا أنّه أمر بنشر الحرس الوطني في المدينة لدعم الشرطة.

 

وتجمع مئات الأشخاص مساء الأحد أمام البيت الأبيض الذي وُضع تحت حراسة مشدّدة.

 

وكانت وفاة الشاب الأميركي من أصول إفريقيّة جورج فلويد في ولاية مينيسوتا سببًا لاحتجاجات عنيفة أجبرت قوّات الحرس الوطني على تسيير دوريّات في مدن أميركيّة عدّة الأحد. كما توسعت الاحتجاجات لتنتقل إلى لندن وبرلين وتورنتو.

 

"أمة تتألم"

 

وزار المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن، الأحد، موقعًا يحتج فيه مناهضون للعنصرية، في ولاية ديلاوير، قائلاً إن الولايات المتحدة "تتألم". وكتب بايدن في تويتر "نحن أمة تتألم الآن، ولكن يجب ألا نسمح لهذا الألم بتدميرنا".

 

ودارت مواجهات في أكثر من عشرين مدينة بينها لوس أنجليس وشيكاغو وأتلانتا، ما دفع السلطات في هذه المدن إلى فرض حظر تجول ليليًا، في حين استدعت ولايات عدة قوات الحرس الوطني للمساعدة في السيطرة على الاضطرابات الأهلية التي لم تشهد الولايات المتحدة مثيلا لها منذ سنوات عدة.

 

ومن سياتل إلى نيويورك تظاهر عشرات الآلاف للمطالبة بتوجيه تهمة القتل العمد وتوقيف آخرين في قضية فلويد، الذي قضى اختناقًا بعدما ثبّته الشرطي الأبيض ديريك شوفين على الأرض بساقه. وفي لوس أنجليس أطلق عناصر الأمن الأعيرة المطاطية واستُخدمت الهراوات لتفريق متظاهرين أحرقوا سيارة تابعة للشرطة. وفي مدن عدة بينها نيويورك وشيكاغو وقعت مواجهات بين المحتجين والشرطة التي استخدمت رذاذ الفلفل ردًا على رشقها بمقذوفات، في حين تم تكسير الواجهات الزجاجية لمحال عدة في فيلادلفيا.

 

وكتب الرئيس دونالد ترامب في تغريدة "تهاني للحرس الوطني على العمل الرائع الذي قاموا به عند وصولهم فورا الى مينيابوليس" مضيفا "يجب الاستعانة بهم في ولايات أخرى قبل أن يفون الأوان". وأعلن البنتاغون أنه تمت تعبئة حوالى خمسة آلاف عنصر من الحرس الوطني في 15 ولاية وكذلك في العاصمة واشنطن مع تجهيز ألفين آخرين احتياطيا.

 

وكان الرئيس الأميركي اتهم اليسار المتطرّف بإثارة أعمال العنف التي شملت النهب وإشعال الحرائق. وقال ترامب الذي دان مرات عدة الموت "المفجع" لجورج فلويد، إن المتظاهرين يلحقون العار بذكرى الرجل. واعتبر أنه "يجب علينا ألا نسمح لمجموعة صغيرة من المجرمين والمخربين بتدمير مدننا". ونسب حالة الفلتان إلى "مجموعات من اليسار الراديكالي المتطرف" وخصوصًا المعادين للفاشية.

 

وتسبب قضية وفاة فلويد بتظاهرات خارج الولايات المتحدة أيضًا لا سيما كندا وبريطانيا.