موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
البابا فرنسيس يلتقي بالفقراء في كينيا 2015 (صورة أرشيفية من إعلام الفاتيكان)
"اْبسُطْ يَدَكَ لِلفَقيرِ" (را. سي 7، 32)
لقد وضعت الحكمةُ القديمة هذه الكلمات بمثابة قانون مقدّس يجب اتّباعه في الحياة. تترددّ اليوم هذه الكلمات بكل ما تحمله من معنى كي تساعدنا نحن أيضًا في تركيز نظرنا على الأمور الأساسية وفي تخطّي حواجز اللامبالاة. يتّخذ الفقر دائمًا وجوهًا مختلفة تتطلّب الانتباه إلى كلّ حالة خاصّة: في كل منها يمكننا أن نلتقي بالربّ يسوع، الذي أعلمنا أنه موجود في إخوته الأكثر ضعفًا (را. متى 25، 40).
1. لنأخذ بين أيدينا سفر يشوع بن سيراخ، أحد أسفار العهد القديم. نجد فيه كلمات معلّمٍ في الحكمة، عاش قبل المسيح بنحو مئتي سنة. كان يبحث عن الحكمة التي تجعل الأشخاص أفضل وقادرين على التمعّن في تقلّبات الحياة. كان يفعل ذلك في أوقات المحن القاسية التي يمرّ بها شعب إسرائيل، وفي أوقات الألم والحزن والبؤس بسبب هيمنة قوى أجنبية عليه. كونه رجلًا ذا إيمان كبير، متجذرًا في تقاليد الآباء، كان اهتمامه الأوّل اللجوءَ إلى الله كي يطلب منه نعمة الحكمة. والربّ لم يحرمه من عونه.
يبدأ بن سيراخ منذ الصفحات الأولى للكتاب، بشرح نصيحته بشأن العديد من أوضاع الحياة الملموسة، والفقر هو إحداها. ويصرّ على أن الإنسان، في الشدائد، يجب أن يؤمن بالله: "لا تَكُنْ قَلِقًا في وَقتِ الشِّدَّة. تَمَسَّكْ بِه ولاتَحِدْ لِكَي يَرتَفعِ شَأنُكَ في أَواخِرِكَ. مَهْما نابَكَ فاْقبَلْه كنْ صابِرًا على تَقلُباتِ حالِكَ الوَضيع فإِنَّ الذَّهَبَ يُمتَحَنُ في النَّار والمَرضِيِّينَ مِنَ النَّاسِ في أتّونِ الذُّلّ. تَوَكَّلْ علَيه يَنصُرْكَ وقَوَمْ سُبُلَكَ وأجعَل فيه رَجاءَكَ. أيها المُتَّقونَ لِلرَّبَ انتَظِروا رَحمَتَه ولا تَحيدوا لِئَلاَّ تَسقُطوا" (2، 2- 7).
2. صفحة تلو الأخرى، نجد خلاصة نصائحٍ قيّمة حول كيفية التصرّف في ضوء علاقة حميمة مع الله، الخالق ومحبّ الخلق، والعادل والمدبّر تجاه جميع أبنائه. لكن الإشارة المستمرّة إلى الله، لا تصرف الانتباه عن النظر إلى الإنسان الملموس، لا بل، فإن الأمرين مرتبطان ارتباطًا وثيقًا.
ويتجلّى ذلك بوضوح في المقطع الذي يؤخذ منه عنوان هذه الرسالة (را. 7، 29- 36). لا يمكن الفصل بين الصلاة لله والتضامن مع الفقراء والمعذّبين. كي نمارس عبادة ترضي الربّ، من الضروري أن نعترف بأن كلّ شخص، حتى الأكثر فقرًا واحتقارًا، يحمل صورة الله مطبوعة في نفسه. من هذا الانتباه تأتي نعمة البركة الإلهية، التي يجذبها السخاء تجاه الفقراء. لذا، فلا يمكن للوقت الذي نكرسه للصلاة أن يصبح عذرًا لإهمال القريب المحتاج. والعكس صحيح: إنّ بركة الربّ تحلّ علينا وصلاتنا تبلغ هدفها عندما تصحبها خدمة الفقراء.
3. كم هي حالية هذه التعاليم القديمة، بالنسبة لنا أيضًا! فكلمة الله في الواقع، تتخطّى المكان والزمان والأديان والثقافات. السخاء الذي يساند الضعيف، ويعزّي المعذّبين، ويهدّئ المعاناة، ويعيد الكرامة إلى المحرومين منها، هو شرط لحياة إنسانية بالكامل. وخيار الاهتمام بالفقراء، وباحتياجاتهم العديدة والمختلفة، لا يمكن أن يكون مشروطًا بالوقت المتاح لنا أو بالمصالح الخاصّة، ولا بمشاريع غريبة عن الواقع، رعوية كانت أو اجتماعية. لا نقدر أن نخمد قوّة نعمة الله بنزعتنا النرجسية التي تحثنا على وضع ذواتنا في المركز الأوّل على الدوام.
من الصعب إبقاء نظرنا على الفقراء، ولكنه ضروري للغاية من أجل أن نعطي الاتّجاه الصحيح لحياتنا الشخصية والاجتماعية. المسألة ليست في كثرة الكلام، إنما في بذل الحياة بشكل ملموس، بدفع من المحبّة الإلهية. إني أعود كلّ عام، مع اليوم العالمي للفقراء، إلى هذا الواقع الأساسي لحياة الكنيسة، لأن الفقراء هم وسيظلون معنا دائمًا (را. يو 12، 8) كي يساعدونا في قبول صحبة المسيح في حياتنا اليومية.
4. إن مقابلة شخص فقير تستحثّنا دائمًا وتجعلنا نتساءل. كيف يمكننا المساعدة في التخلّص من تهميشه ومعاناته أو على الأقل تخفيفهما؟ كيف يمكننا مساعدته في فقره الروحي؟ إنّ الجماعة المسيحية هي مدعوة إلى الاشتراك في خبرة المشاركة هذه، مدركة أنه لا يحقّ لها تفويضه للآخرين. ولكي نساند الفقراء، من الضروري أن نعيش الفقر الإنجيلي شخصيًّا. لا يمكننا الشعور بأننا "على ما يرام" عندما يضحي فرد من الأسرة البشرية في الخلف ويصبح ظلًا. إنّ الصرخة الصامتة للعديد من الفقراء يجب أن تجد شعب الله في المقدّمة، دائمًا وفي كلّ مكان، كي يمنحهم فرصة إسماع أصواتهم والدفاع عنهم ودعمهم في مواجهة الكثير من النفاق والعديد من الوعود الخائبة، وكي يدعوهم للمشاركة في حياة الجماعة.
صحيح أن الكنيسة لا تملك حلولًا شاملة تقترحها، ولكنها تقدّم، بنعمة المسيح، شهادتها وأعمال مشاركة. علاوة على ذلك، تشعر أنه عليها أن توصّل صوت احتياجات الذين لا يملكون ما يلزمهم للعيش. أمّا تذكير الجميع بالقيمة العظيمة للصالح العام فهو، بالنسبة للشعب المسيحي، التزام لمدى الحياة، يتحقّق عندما نحاول عدم نسيان أيّ شخص تُنتَهك إنسانيته في الاحتياجات الأساسية.
5. أن نمد يدنا يجعلنا نكتشف أوّلًا وقبل كلّ شيء أن هناك في داخلنا القدرة على القيام بأعمال تعطي معنى للحياة. كم من الأيدي الممدودة نرى كلّ يوم! ولكن لسوء الحظ، إنّ الاستعجال يُدخِلنا أكثر فأكثر في دوّامة اللامبالاة، لدرجة أننا لم نعد نعرف كيف نرى الخير الكثير الذي يتحقّق يوميًّا بصمت وبسخاء كبير. وهكذا يحدث، حتى أن أعيننا لم تعد قادرة على رؤية صلاح القدّيسين "المجاورين"، "الذين يعيشون بقربنا وهم انعكاس لحضور الله" (الإرشاد الرسولي إفرحوا وابتهجوا، 7)، إلّا عند حدوث أمور تهزّ مسار حياتنا. لكن لا أحد يتكلّم عن هؤلاء القديسين. تكثر الأخبار السيئة على صفحات الصحف وعلى المواقع الإلكترونية وعلى شاشات التلفزيون، بما يكفي لجعلنا نفكّر أن الشرّ يسود. الأمر ليس كذلك. بالطبع، الشر كثير، وأيضًا العنف، وسوء المعاملة، والفساد، لكن الحياة منسوجة بأعمال من الاحترام والسخاء، التي لا تعوّض فقط عن الشرّ، بل تدفعنا لتخطّي ذلك ولأن نمتلئ بالرجاء.
6. أن نمد يدنا للآخرين هو علامة: علامة تدعو على الفور إلى التقارب والتضامن والمحبّة. كم من الأيدي الممدودة قد رأينا في هذه الأشهر، التي بدا خلالها وكأن فيروسًا قد طغى على العالم بأسره وجلب الألم والموت واليأس والحيرة! الطبيب مدّ يده كي يهتّم بكلّ مريض محاولًا أن يجد العلاج المناسب. الممرضات والممرضون مدّوا أيديهم، مُتَخطّين ساعات العمل بكثير، من أجل رعاية المرضى. الذين يعملون في الإدارة ويوفرون الوسائل لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح مدّوا أيديهم. الصيدلي مدّ يده وهو يرزح تحت الطلبات العديدة ويعرّض نفسه لتواصلٍ خطر مع الناس. الكاهن مدّ يده كي يبارك بحسرة قلب. المتطوّع مدّ يده كي يساعد الذين يعيشون في الشارع وأيضًا الذين، على الرغم من أن لديهم سقف يحميهم، ليس لديهم ما يأكلونه. رجال ونساء يعملون لتقديم الخدمات الأساسية والأمن، مدّوا أيديهم. يمكننا أن نضيف أياد أخرى قد مدّت، فنؤلف مجموعة من أعمال الخير. كلّ هذه الأيدي تحدّت العدوى والخوف من أجل تقديم الدعم والعزاء.
7. لقد أتت هذه الجائحة بشكل مفاجئ ووجدتنا غير مستعدّين، فشعرنا بالضياع والعجز. ولكن اليد الممدودة للفقير لم تأتِ بشكل مفاجئ. بل إنها بالأحرى تشهد على كيفيّة استعدادنا للتعرّف على الفقير كيما نخدمه وقت الحاجة. لا يمكننا أن نكون أدوات رحمة بطريقة ارتجالية. من الضروري أن نتدرّب يوميًّا، منطلقين من إدراكنا إلى مدى احتياجنا نحن أولًا إلى يد ممدودة لنا.
إنّ هذا الوقت الذي نعيشه قد أدخل في أزمة العديدَ من الأمور "المضمونة" حتى الآن. فنحن نشعر بأننا أفقر وأضعف لأننا اختبرنا معنى المحدودية والحرية المقيّدة. أمّا فقدانُ الوظيفة وأعزّ الأحباب، وكذلك الافتقارُ إلى العلاقات الشخصيّة المعتادة، ففتحوا فجأة آفاقًا لم نعد معتادين على رؤيتها. لقد شكّينا بغنانا الروحي والمادّي واكتشفنا أننا خائفون. وقد اكتشفنا مجدّدًا ونحن منغلقون في صمت منازلنا، مدى أهمّية البساطة والحفاظ على نظرنا محدقًا في ما هو أساسيّ. لقد اختبرنا الحاجة إلى أخوّة جديدة قادرة على المساعدة المتبادلة والتقدير المتبادل. هذا هو الوقت المناسب كي "نشعر مجدّدًا بأننا بحاجة بعضنا إلى بعض، وأنه تقع علينا مسؤولية تجاه الآخرين وتجاه العالم [...] لقد عرفنا حقًا التدهور الأخلاقي لمدة طويلة، مستهزئين بالأخلاقيات، وبالصلاح، وبالإيمان، وبالصدق [...] إنّ هذا التدمير لكل أساس للحياة الاجتماعية سوف يدفعنا للوقوف كلّ منّا ضد الآخر من أجل الدفاع عن المصالح الشخصية، ويتسبّب بظهور أنواع جديدة من العنف ومن القسوة، ويحول دون نموّ ثقافة حقيقية لحماية البيئة" (الرسالة العامة كن مُسبّحًا، عدد 229). باختصار، لن تتوقّف الأزمات الاقتصادية والمالية والسياسية الخطيرة طالما أننا نسمح بخمول المسؤولية التي يجب أن يشعر بها الجميع تجاه القريب وتجاه كلّ شخص.
8. "اْبسُطْ يَدَكَ لِلفَقيرِ" هي بالتالي دعوة إلى المسؤولية كالتزام مباشر من قِبَلِ أيّ شخص يشعر بأنه يشارك المصير نقسه. إنه حثّ على تحمّل أعباء الضعفاء، كما ذكّر به القدّيس بولس: "بِفَضلِ المَحَبَّةِ اخدِموا بَعضُكم بَعضًا، لأَنَّ تمامَ الشَّريعةِ كُلِّها في هذهِ الكَلِمةِ الواحِدة: أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ [...] لِيَحمِلْ بَعضُكم أَثْقالَ بَعض" (غلا 5، 13- 14؛ 6، 2). يعلّم الرسول أن الحرّية التي أُعطيت لنا بموت وقيامة يسوع المسيح هي مسؤولية بالنسبة لكلّ واحد منّا، كي نضع أنفسنا في خدمة الآخرين، ولا سيما الأضعف. هذه ليست نصيحة اختيارية، بل هي شرط لنثبت صدق الإيمان الذي نعترف به.
وفي هذا يساعدنا مجدّدًا سفر يشوع بن سيراخ: فهو يقترح أعمالًا ملموسةً لمساندة الأضعف ويستخدم أيضًا بعض الصور الموحية. يأخذ بعين الاعتبار أوّلًا ضعف المحزونين: "لا تَتَوارَ عنِ الباكينَ" (7، 34). فقد أجبرتنا فترة الجائحة على العزلة القسرية، ومنعتنا حتى من أن نعزّي وأن نكون قريبين من الأصدقاء والمعارف الذين يتألمون لفقدان أحبّائهم. ويؤكّد مجدّدًا المؤلف الكتابي: "لا تَتَقاعَدْ عن عِيادَةِ المَريض" (7 ،35). لقد اختبرنا استحالة التقرّب من الذين يعانون، وفي الوقت نفسه أدركنا هشاشة وجودنا. باختصار، إن كلمة الله لا تتركنا أبدًا مطمئنّين وتحفّزنا باستمرار على الخير.
9. "اْبسُطْ يَدَكَ لِلفَقيرِ"، يُبرِز، في المقابل، موقفَ الذين يبقون أيديهم في جيوبهم ولا يتأثّرون بالفقر، الذي غالبًا ما يشاركون به. اللامبالاة والسخرية هما طعامهم اليومي. يا له من فرق بين هذه الأيدي والأيدي السخيّة التي وصفناها! في الواقع، هناك أيادي ممدودة كي تستخدم لوحة مفاتيح الكمبيوتر بسرعة وتنقل مبالغ مالية من جزء إلى جزء آخر من العالم، معلنةً غنى "أقلية حاكمة" محدودة وبؤس الكثيرين أو إفلاس دول بأكملها. هناك أيادي ممتدّة لتجميع الأموال من بيع الأسلحة التي ستستخدمها أيد أخرى، حتى أيادي الأطفال، كي تزرع الموت والفقر. هناك أيادي ممدودة تتبادل جرعات الموت في الظلّ كي تغتني وتعيش في الترف والطمأنينة الزائلة. هناك أيد ممدودة تتبادل الخدمات غير القانونية لتحقيق مكاسب سهلة وفاسدة. وهناك أيضًا أيادي ممدودة، لأشخاص يضعون القوانين، متظاهرين بالصلاح، ولا يلتزمون بها شخصيًّا.
في هذا السيناريو، "يلبث المُستبعَدون في الانتظار. ومن أجل المحافظة على نمط عيشٍ يقصي الآخرين، أو التمتّع بالحياة مع هذه العقلية الأنانية، توسّعت عولمة اللامبالاة. ودون أن ندرك، أصبحنا غير قادرين على الإحساس بالشفقة أمام صراخ وجع الآخرين، لم نعد نبكي أمام مأساة الآخرين؛ لا يهمّنا الاعتناء بهم، كما لو أن كلّ شيء هو مسؤولية غريبة عنا، وليست من اختصاصنا" (الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، 54). لا يمكننا أن نرضى إلّا عندما تتحوّل هذه الأيدي التي تزرع الموت إلى أدوات للعدالة والسلام للعالم أجمع.
10. "في جَميع أَعْمالِكَ اْذكُرْ أَواخِرَكَ" (سير 7، 36). إنه التعبير الذي يختتم فيه سيراخ تأمّله هذا. يمكن تفسير هذا النصّ بطريقة مزدوجة. الطريقة الأولى تُظهِر أننا بحاجة إلى أن نضع في اعتبارنا دائمًا نهاية حياتنا. أن نتذكّر مصيرنا المشترك قد يساعدنا في أن نعيش حياة ونحن نهتمّ بالذين هم أفقر منا ولم ينالوا نفس الإمكانيات. هناك أيضًا تفسير آخر، يسلّط الضوء بالأحرى على النهاية، والغرض الذي يتوق كلّ منا واحد إليه. إنها نهاية حياتنا التي تتطلّب مشروعًا علينا تحقيقه ومسيرة علينا إتمامها دون أن نكلّ. بالتالي، الهدف من جميع أعمالنا لا يمكن أن يكون إلّا الحبّ. هذا هو الهدف الذي نسير نحوه ولا شيء يجب أن يلهينا عنه. وهذا الحبّ هو مشاركة وتفاني وخدمة، لكنه يبدأ من اكتشافنا بأننا أوّلًا محبوبون وقد أوقِظنا كي نحبّ. تظهر هذه النهاية عندما يلتقي الطفل بابتسامة أمّه ويشعر بأنه محبوب لمجرّد أنه موجود. حتى الابتسامة التي نشاركها مع الفقراء هي مصدر حبّ وتسمح بالعيش في فرح. عسى أن تغتني اليد الممدودة دائمًا بالتالي، من ابتسامة الذين لا يشكّل حضورُهم ولا المساعدةُ التي يقدّمونها عبأً على الآخرين، بل يفرحون فقط من عيشهم أسلوب تلاميذ المسيح.
في مسيرة اللقاء اليومي مع الفقراء هذه، ترافقنا والدة الله، التي هي أمّ الفقراء أكثر من أيّ أمّ أخرى. تعرف مريم العذراء صعوبات ومعاناة المهمّشين عن قرب، لأنها ولدت ابن الله في اسطبل. وبسبب تهديد هيرودس، هربت إلى بلد آخر مع يوسف خطّيبها ويسوع الصغير، وقد اختبرت العائلةَ المقدّسة لبضع سنوات حالة اللاجئين. عسى أن تجمع صلاة أمّ الفقراء أبناءَها الأحباء بالذين يخدمونهم باسم المسيح. وعسى أن تحوّل الصلاة اليدَ الممدودة إلى عناق من المشاركة الأخوّة المتجدّدة.