موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم
نشر الأربعاء، ١٧ يوليو / تموز ٢٠١٩
إليكم حقيقة الاعتداء على الأب مارسيلو روسّي في البرازيل

النهار اللبنانية :

لا تلاعب في الفيديو، ولا تزوير. ما تشاهدونه فيه حقيقي. الكاهن استرسل في الوعظ. واذ بامرأة تقتحم المكان وهي تركض، وتدفعه بقوة من الخلف، ليقع من المسرح أرضًا، وسط ذهول آلاف في المكان. هذه الواقعة التي شهدتها البرازيل أخيرًا، تكلّمت عليها محطات ومواقع اخبارية محلية وعالمية، خصوصًا ان الكاهن يتمتع بشهرة واسعة: الأب مارسيلو روسي الكاثوليكي Padre Marcelo Rossi.

شرطة، تحقيق، بيانات، تصاريح للأب روسي والمرأة المعتدية... وفي الوقت ذاته، بدأت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي تنشر الفيديو، مع زعم ان المرأة "دفعت الكاهن بعدما قال: النساء السمينات لا يذهبن إلى الجنة". والتشارك في هذا البوست على قدم وساق. مهلا، هل قال فعلاً الأب روسي هذا الكلام، وفقًا للزعم؟ وما الذي بيّنته التحقيقات الرسمية في هذا الشأن؟ وماذا قالت المرأة بعد حادثة الاعتداء؟ وماذا عن الاب روسي؟

النتيجة: الزعم ان "المرأة دفعت الكاهن روسي بعدما قال ان "النساء السمينات لا يذهبن إلى الجنة" زعم كاذب، ملفق. "الاب روسي لم يقل هذا الكلام اطلاقا، ولا يمكن ابدا ان يقوله. هذا الزعم مجرد خبر كاذب محزن"، بتأكيد المكتب الاعلامي لدى الاب روسي لـ"النهار".

كذلك، أكد، مشكورًا، خبير أكاديمي في اللغة لـ"النهار" ان "الاب روسي لم يقل اي شيء من هذا القبيل" في مقطع الفيديو المتناقل. والى جانب هذين التأكيدين، اعلنت الشرطة البرازيلية ان المرأة "تعاني اضطرابات عقلية".

إليكم الوقائع، كما نشرتها مواقع اخبارية برازيلية موثوق بها:

الأحد 14 تموز 2019. "الاب مارسيلو روسي تعرّض لاعتداء خلال احتفاله بالقداس... وننتظر صدور بيان رسمي للحصول على معلومات عن وضعه الصحي. لنصلّ من أجله"، على ما غرّد حساب Cooperadores da Verdade الكاثوليكي على "تويتر".

7 ثوان فقط. مقطع الفيديو القصير انتشر بسرعة ليتخطى الحدود البرازيلية الى مختلف ارجاء العالم. "امرأة دفعت الأب مارسيلو روسي خلال احتفاله بالقداس في كاشويرا باوليستا، ساو باولو. وقد وقع عن المسرح، مما تسبب بقلق بين المؤمنين. ولحسن الحظ، لم يصب بأذى"، على ما اورد موقع جريدة Extra البرازيلية يومذاك.

الاب روسي الذي هو ايضا مؤلف كتب ومنشد، يكتب مقالة في جريدة Extra (اكسترا). وقد افاد موقعها ان "المرأة المعتدية اقتيدت إلى مركز الشرطة" بعد الواقعة. "وبعد دقائق من وقوع روسي، عاد الى المسرح وأكد أنه لن يرفع شكوى ضد المرأة. وكان نحو 50 ألف شخص يحضرون القداس".

المناسبة: القداس الختامي للمخيم الشبابي‘Por Hoje Não’، احد ابرز النشاطات التي تنظمها جماعة Canção Nova الكاثوليكية"، وفقًا لموقع Globo البرازيلي. وكان النقل التلفزيوني مباشرًا. وقد حصلت الواقعة "قرابة الساعة 2.50 بعد ظهر الأحد 14 تموز. واعلنت الشرطة ان المرأة المعتدية تبلغ 32 عامًا. وكانت ضمن مجموعة جاءت من ريو دي جانيرو لحضور هذا الحدث". وافادت ان "اصحاب المرأة ابلغوا اليها بأنها تعاني اضطرابات عقلية"، مشيرة الى ان "الاب روسي امتنع عن تقديم شكوى ضد المرأة".

وفي وقت ساد قلق ازاء الوضع الصحي للاب روسي، اطل في مقطع فيديو "نشرته الجماعة الكاثوليكية" بعد الاعتداء عليه. ومما قال فيه: "مريم (العذراء) وقفت في الامام وداست رأس الافعى. انا بخير. اطمئنوا. اشعر ببعض الألم، لكنني لم اصب بكسور"، وفقًا لموقع Globo.

بدورها، صرّحت المرأة المعتدية "لدى مغادرتها مركز الشرطة حيث ادلت بأقوالها" بعد الواقعة، بأن ما حصل "هو بيني وبينه" (اي الكاهن)، وفقا لموقع Noticias البرازيلي. وفي وقت تم التحفظ عن اعلان اسمها، اشارت الى "انها تعاني اضطراب ثنائي القطب، وخضعت لمعالجة نفسية".

وذكر قائد الشرطة دانيال كاسترو ان "المرأة ادلت باقوال غير متطابقة"، منها "أنها أرادت التحدث مع الكاهن، وأنها شعرت بالخوف عندما رأت الحراس يركضون وراءها. هذه روايتها. لكن أي شخص يشاهد الفيديو يدرك انه لا يوجد شيء من هذا القبيل (اي حراس أمن يركضون وراءها)، و(قالت) انها شعرت بالخوف ودفعت الكاهن عندما شعرت بالهلع، وفقدت السيطرة. لكن لم تكن لديها نية (لمهاجمته)، وانها أرادت فقط التحدث معه".

الاثنين 15 منه، اطل الأب روسي في فيديو على حسابه في "يوتيوب"، قائلا ان نجاته بالامس "اعجوبة". وصرّح: "صدقوني، لقد أنقذت. لقد كانت معجزة. لم أضرب رأسي. الكل يعلم أن لدي مشكلة في العمود الفقري، لكنه لم يصب. لقد اصيبت ساقي، لكن كل شيء على ما يرام، الحمد لله، آمين" (موقع Extra).

في وقت تفاعل الاعتداء على الاب روسي، ونشرت مواقع اخبارية محلية وعالمية تقريرا عن واقعة الاعتداء عليه، بدأت حسابات ومواقع تنشر الفيديو مع زعم، بالاسبانية والانكليزية والفرنسية، وايضا التركية والعربية، ان المرأة "اقتحمت المكان... ودفعت روسي بعدما قال: النساء السمينات لا يذهبن إلى الجنة". وايضا "راهب قال إن السمينات لا يدخلن الجنة، فجاءه العقاب الفوري. الراهب قال في موعظة في البرازيل ان الجنة ستكون خالية من النساء السمينات، وانهن لا يدخلن الجنة".

على سبيل المثال ايضا، نشر حساب جريدة El Popular الصادرة بالاسبانية، ومقرها تورنتو بكندا: "في البرتغال، قال كاهن إن السمينات لن يذهبن إلى الجنة. وقد استاءت امرأة، ودفعته من فوق المسرح" (6,30 صباح الاثنين 15 تموز 2019). وقد ابقى تغريدته الخاطئة، رغم نشره تغريدة تصحيحية لاحقا: "الواقعة التي شهدتها البرازيل مردها ان المعتدية تعاني اضطرابات نفسية" (16 تموز).

ويمكن ايجاد حسابات ومواقع نشرت هذه المزاعم هنا وهنا وهنا....

"مجرد خبر كاذب محزن"

ردًا على هذه المزاعم، اليكم تأكيدين نضيفهما الى اعلان الشرطة البرازيلية عن معاناة المرأة المعتدية "اضطرابات نفسية":

الاول من المكتب الاعلامي للاب روسي الذي أكد، في بريد الكتروني لـ"النهار"، "الاب روسي لم يقل هذا الكلام اطلاقا، ولا يمكن ابدا ان يقوله. هذا الزعم مجرد خبر كاذب محزن".

الثاني من خبير أكاديمي في اللغة اطلع على الفيديو المتناقل، مشكورا، وأكد لـ"النهار" ان "الاب روسي لم يقل اي شيء من هذا القبيل" في المقطع. "فهو لم يأت على ذكر النساء، ولا حتى لفظ كلمة امرأة او نساء خلال كلامه. ما قاله هو اننا ضعفاء. وتكلم على الايدي المباركة...".

النتيجة: ما تزعمه هذه الحسابات والمواقع الاجنبية والعربية ان الاب روسي قال إن "السمينات لن يذهبن إلى الجنة" زعم كاذب، ملفق تماما. وقد اثبتنا في هذه المقالة، من خلال مصادر عدة موثوق بها، عدم صحة هذا الزعم.