موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٤ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٢
إعادة افتتاح كنيسة سيدة النجاة (أم الشهداء) بعد صيانتها وترميمها
بغداد - أبونا ووكالات :

افتتح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الجمعة "كنيسة سيدة النجاة" في بغداد بعد إعادة ترميمها من آثار الهجوم عليها في العام 2010 الذي أدى إلى مقتل عشرات المصلين.

وقال المالكي في حفل داخل الكنيسة حضره رجال دين مسيحيون ومسلمون أن "رسالتنا للعالم اليوم هي أن المسلمين والمسيحيين في بلدنا موحدون تحت خيمة العراق، والجرح الذي يصيب المسيحيين العراقيين أو أي مكون آخر يصيب العراقيين جميعاً".

وأضاف: "لقد صمد المسيحيون في العراق بوجه الهجمة الشرسة، وها هي كنيسة سيدة النجاة تشمخ من جديد وتحتضن المصلين مرة أخرى"، معتبراً أن "هدف هؤلاء المجرمين كان النيل من وحدة وطننا وإخلاء العراق من المسيحيين".

وأشار المالكي إلى أنه "حتى لا يخلو الشرق من المسيحيين، ولا يخلو الغرب من المسلمين وتستمر قاعدة التكامل الإنسانية، طلبنا من قداسة البابا مساندتنا في هذا الأمر، وكان له الموقف الداعم لنا، حينما أصدر بياناً يوجب فيه بقاء المسيحيين العراقيين في بلدهم".

وشارك في حفل الافتتاح البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث، بطريرك السريان الكاثوليك، والكاردينال عمانوئيل الثالث دلي، بطريرك الكلدان، والكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس المجمع البابوي للكنائس الشرقية، ممثلاً البابا بندكتس السادس عشر، والبطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الآشورية، والمطران جورجيو لينغوا، سفير الكرسي الرسولي لدى العراق، وعدد من الأساقفة والكهنة من مختلف الكنائس المسيحية، إضافة إلى حشد من الشخصيات السياسية والمدنية والإسلامية.

وافتتح الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الكنيسة وشهداء العراق، ثم قراءة من الإنجيل المقدس.

من جانبه، قال الكاردينال ليوناردو ساندري، "بالدعم والرجاء يشجع الرب مسيحيي الشرق، وبشكل خاص أولئك العراقيين على الشِّركة والشهادة".

وأضاف الكاردينال في كلمته التي ألقاها أثناء الحفل "نطلب من الرب لكي تعمل الدموع التي سُكِبت في هذا المكان المقدس على تنمية بذور الشّركة والشهادة الطيبة وأن تؤتي ثمارا وفيرة"، ثم "استذكر بعض أقوال البابا بندكتس السادس عشر من إرشاد ما بعد سينودس كنائس الشرق الأوسط"، كما "شمل بكلماته الكنائس المسيحية الأخرى، وكذلك العراقيين الذين يؤمنون معنا من خلال الإسلام بالإله الواحد".

وأشار رئيس المجمع البابوي للكنائس الشرقية أن "الجماعة الكنسية تود الإسهام بتحقيق السكينة والتقدم وفوق كل شيء ضمان السلام في هذا البلد الشرق أوسطي وفي العالم"، وأردف أن "المسيحيين يلتزمون من خلال حس مسكوني في مجال التعاون بين الأديان بروح الحقيقة والاحترام والمعاملة بالمثل لكي تجد مختلف الثقافات والتقاليد قبولا متبادلا باسم الله"، وخلص الى القول "هذه هي الخدمة التي يجب أن تُكفل للحرية الدينية وضمانها للأفراد والمجتمعات، في كل مكان ومن أجل الصالح العام".

بدوره أكد البطريرك يونان أن المسيحيين في العراق لا يبحثون عن تمييز بل عن العدالة والمساواة والمواطنة الحقة في بلد حضارة عريقة، مذكراً بأنه قال ذلك سابقاً الى رئيس الوزراء، ويعيدها اليوم ويشكره على ذكرها.

وفي ختام الاحتفال منح البطريرك يونان درع الكنيسة إلى رئيس الوزراء العراقي ورجال الدين الحاضرين والمسؤولين الحكوميين الحاضرين الذين كان لهم دور في إعادة إعمار الكنيسة.

يذكر أنه في 31 تشرين الأول 2010 اقتحم عدد من المسلحين "كنيسة سيدة النجاة" للسريان الكاثوليك الواقعة في منطقة الكرادة وسط بغداد وقتلوا 44 من المصلين، بالإضافة إلى كاهنين وستة من عناصر الأمن.

وبلغت أعداد المسيحيين في العراق حوالي مليون نسمة قبيل العام 2003، إلا أنها تراجعت اليوم وتدنت إلى حوالي 400 ألف نسمة يتوزعون خصوصاً على المحافظات الشمالية والعاصمة بغداد، وفقاً لأرقام الكنائس ومراكز الأبحاث.

وتشير هذه الأرقام إلى أن 57 من بين نحو 170 كنيسة ودار عبادة استهدفت في العراق منذ 2003 وحتى اليوم، فيما أدت هذه الهجمات إلى مقتل نحو 900 مسيحي وإصابة أكثر من ستة آلاف بجروح.