موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الجمعة، ٣١ يوليو / تموز ٢٠٢٠
أ. د. خالد البقاعين، يكتب: الآثار الجانبية لـ«كوفيد-19» على التعليم وحماية الأجيال
الأستاذ الدكتور خالد البقاعين، رئيس كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا

الأستاذ الدكتور خالد البقاعين، رئيس كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا

أ. د. خالد البقاعين :

 

منذ بدء انتشار جائحة «كوفيد-19» لم ينج أي قطاع من القطاعات الحياتية والاقتصادية في العالم من الآثار المدمرة للجائحة وتعطلت أغلب جوانب الحياة.

 

ومن بين اكثر القطاعات تأثرًا جاء القطاع الصحي في المركز الأول، ويليه القطاع الاقتصادي وقطاع التعليم الذي عانى من شلل واضطراب شديدين.

 

وتباينت ردود الأفعال من دولة إلى أخرى، وفي أغلب الأحيان اضطرّت الكثير من المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات إلى اللجوء إلى التعليم عن بُعد، وهذا لا يعد مشكلة من حيث المبدأ، حيث إن هناك الكثير من الجامعات في العالم كانت تستخدم التعلم عن بعد من قبل وصول الجائحة.

 

المشكلة تكمن أن أغلب الجامعات والمدارس في المنطقة عامة، وفي الكويت على وجه التحديد، لم تكن على الاستعداد الكافي للتدريس والتفاعل والتقييم بهذا الأسلوب، ولذلك لجأت تلك المؤسسات إلى العديد من الاجراءات التي تنتقص من نوعية التعليم الأساسية مثل اختصار وتقليل المنهاج المدرسي وإلغاء الامتحانات والتقييم بشكل عام وإلغاء الجانب العملي والاقتصار على الحضور كمقياس للتحصيل، وكذلك تضخم الدرجات الممنوحة للطلبة بغرض الارضاء.

 

وحتى المؤسسات والجامعات التي حاولت المحافظة على الحد الأدنى لنوعية التعليم اضطرت الى اللجوء الى بعض هذه الممارسات تحت الضغوط الرسمية والشعبية. إن هذه الاجراءات إذا اقتصرت على فصل دراسي واحد بسبب الجائحة فإنه يمكن تجاوز آثارها السلبية على التحصيل العلمي للطلبة في الفصول التالية حتى ولو استمر التعليم عن بعد.

 

أما الخطر الأكبر فهو أن تستغل هذه الظروف لتوطين الممارسات التي تنتقص من نوعية التعليم، مما سيؤدي الى انخفاض كبير في نوعية مخرجات الجامعات (وهي في الوضع الحالي ليست في المستوى المطلوب).

 

ومع الإعلان عن بوادر إيجابية بالنسبة للجائحة، حيث إن هناك الكثير من «المطاعيم» المبشرة في بريطانيا وغيرها أصبحت في درجات متقدمة من الفحوصات، مما يبشر أن الجائحة ستزول في المستقبل القريب إن شاء الله، فسينتعش الاقتصاد وتعود الحياة إلى طبيعتها في أغلب القطاعات الاقتصادية والحياتية.

 

وعليه فإن هناك مسؤولية كبيرة على كل القائمين في القطاع التعليمي أن يعملوا على معالجة الآثار الجانبية وغير المباشرة للجائحة والعمل على وضع أسس قوية لرفع مستوى التعليم العالي إلى المستويات السابقة أو أفضل والا تدهورت نوعية التعليم ودمرت سمعة المؤسسات التعليمية وكانت هي الطامة الكبرى التي ستبقى وتدمر أجيال المستقبل.

 

(صحيفة الأنباء الكويتية)