موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٤ يونيو / حزيران ٢٠١٦
أولى رسائل المدبر الرسولي: أنا بالخدمة

القدس - أبونا :

<p dir="RTL"><span style="color:#006699;">غداة تعيينه من قبل البابا فرنسيس، اليوم الجمعة 24 حزيران 2016، مدبراً رسولياً لأبرشية البطريركية اللاتينية في القدس، التي تشمل أربع دول هي: الأردن، فلسطين، إسرائيل، وقبرص، بعث الأب بيير باتيستا بيتسابالا أولى رسائله شدد فيها بأنه آتٍ من جديد إلى الأرض المقدسة للخدمة.</span></p><p dir="RTL"><strong>وفيما يلي نص الرسالة:</strong></p><p dir="RTL">إخوتي وأخواتي الأحباء، ليكن سلام الرب معكم!</p><p dir="RTL">لقد طلب الرب مني، من خلال قداسة البابا، وبعد الخبرة الطويلة كحارس للأراضي المقدّسة، &quot;العودة إلى القدس&quot; (لوقا 24)، على مثال تلميذي عمواس عقب الأمور التي جرت فيها، بعد لقاء المسيح القائم من بين الأموات.</p><p dir="RTL">لقد فاجأني هذا الطلب نظراً لمحدوديتي الشخصية والموضوعية. لذلك يمكنكم تصور تردّدي وقلقي تجاه هذه المهمّة التي أُوكِلت لي. كما وأتفهم تساؤلاتكم العديدة ولربما بعض الحيرة من طرفكم.</p><p dir="RTL">بالرغم من ذلك، أعلم أن المسيح هو الذي يدعو ويرسل. لذا أضع ثقتي به. &quot;تكفيك نعمتي&quot; (2 قور 12: 9).</p><p dir="RTL">أعود إلى القدس وكلي رغبة في خدمة الإكليروس والجماعة المسيحية بأسرها. كما وأطلب في الوقت نفسه تفهمكم وصداقتكم وتعاونكم.</p><p dir="RTL">في يوم عيد القدّيس يوحنا المعمدان، إذ تُردّد كنيسة القدس، من خلال نشيد زكريا، الخلاص العظيم الذي أنبأ به ذاك الذي أرسله الله ليُهيّئ طريق الرب، أنا مثله مدعوٌ إلى أن أهيّء الطريق للرب، هنا حيث بدأ كل شيء.</p><p dir="RTL">وعلى غرار القديس يوحنا المعمدان، يجب علينا أن ننظر إلى المسيح، ومن خلال نظرتنا إليه، نكتشف أننا كنيسة. حينها فقط نستطيع أن نصبح بلسماً شافياً لجروح هذه الأرض وسكانها.</p><p dir="RTL">تهيئة الطريق هي الهدف المنشود ولا أرى غيره. لتكن طرقنا مفتوحة دائماً. حرّروا أنفسكم من جميع ما يعيق لقاءكم مع المسيح ومع بعضكم البعض. أنا لست وحيداً بل أستنير وأستقوي بالذين سبقوني: غبطة البطريرك ميشيل وغبطة البطريرك فؤاد وجميع المطارنة المساعدين والسابقين، والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والجماعات المؤمنة وشعب الله المقدَّس. كما أود أن أرفع صلاة خاصة من أجل طلاب المعهد الإكليريكي الذين سأقابلهم قريباً. أؤكد لكم بروح السينودس تعاوني الكامل مع مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة ومجلس الأساقفة اللاتين في الدول العربية.</p><p dir="RTL">يعتمد مستقبل كنيستنا على فئة الشباب، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى المؤسسات المختلفة التي تديرها البطريركية: المدارس والرعايا والجامعات. تتطلب هذه المؤسسات اهتمامنا الكامل. فهي تشكّل موارد ومناجم ثمينة وفرصاً للقاء والمشاركة، تساعد الشباب على تحقيق أحلامهم وبناء مستقبلهم.</p><p dir="RTL">إن الخلاص يأتي على شكل لقاء. أؤيد دعوة قداسة البابا فرنسيس، كي تتعزز، في هذه المدينة المقدّسة والجريحة، الرغبة في التلاقي مع بعضنا البعض لبناء الجسور وليس الجدران: بيننا وبين الرب، بين الأساقفة والكهنة، بين الكهنة والعلمانيين، بيننا وبين الكنائس الأخرى، بين إخواننا وأصدقائنا المسلمين واليهود، بيننا وبين الفقراء والمحتاجي إلى الرحمة والأمل. باتباعنا هذه الطريقة نستطيع أن نحقق الدعوة العالمية لكنيسة القدس، كنيسة الأماكن المقدّسة.</p><p dir="RTL">&quot;ابتداءً من أورشليم&quot; (لو 24: 47) سأكون معكم ولأجلكم ذاك الذي يفتح الطريق، ويعزز ثقافة اللقاء، ويتشارك مع كل واحد منكم ومع جميعكم في فرحة وحماس ومتطلبات اتباع المسيح، من أجل مصلحة الكنيسة والعالم.</p><p dir="RTL">أنا واثق بأنني أستطيع الاعتماد عليكم وعلى صلوات الجماعات النسكية، التي هي واحات سلام وتقوى. أنا بحاجة ماسة إليها. ليرافقنا الرب في هذه المرحلة الجديدة من حياتنا.</p>