موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٢٨ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
أمّ النور ودعوتها المتكرّرة إلى الصلاة

أشخين ديمرجيان :

 

تقول السيّدة مريم العذراء منها السلام في رسالتها إلى العالم عن طريق الرائية ميريانا في 25 حزيران 2020 في  مديوغوريه – مع العلم أنّ هذا التاريخ هو الذكرى السنوية الـ39 لظهوراتها هناك...

 

"أولادي الأحبّة، إنّي أسمع صرخاتكم وصلواتكم، وأتشفّعُ لكم أمام ابني يسوع الذي هو الطريق والحقّ والحياة. عودوا، صغاري، إلى الصلاة وافتحوا قلوبكم في وقت النعمة هذا، وسيروا على طريق الاهتداء. إنّ حياتكم عابرة، ومن غير الله، لا معنى لها. لذلك، أنا معكم لأقودكم نحو قدسيّة الحياة، حتّى يكتشف كلُّ واحد منكم فرح العيش. صغاري، أحبُّكم جميعًا وأباركُكم ببركتي الأموميّة. أشكرُكم على تلبيتِكم ندائي".

 

واعجبي! تسمّي السيّدة العذراء منها السلام زمن الكورونا اللعين هذا بزمن "النعمة"!

 

بعد تفكير عميق توصّلت إلى الاستنتاج التالي وأرجو ألاّ أكون مخطئة... الخوف من الكورونا يولّد التفكير الذي بدوره ينمي إدراكنا والإدراك يزرع الإيمان في قلوبنا وعقولنا. لذلك وفي رأيي المتواضع ربّما تسمّي أمّ النور هذا الزمن بزمن النعمة لأنّه أدّى إلى توبة عدد كبير من الملحدين بسبب خوفهم من الكورونا، وقد تحرّروا من الطبيعة الخاطئة وعادوا إلى ربّهم بالإيمان وسمحوا لله بقيادة حياتهم من جديد. ونحن نجهل كلّ ذلك بطبيعة الحال.

 

واحتمال آخر ازدياد الصالحين إيمانًا على إيمانهم وانهماكهم أكثر بعلاقة وجدانية مع الله. مع مطالعة الكتاب المقدّس وتطبيق تعاليمه في الحياة اليومية.

 

كذلك هو زمن النعمة لأنّ الأحداث الرهيبة تدعو البشرية إلى التوبة وبالتالي إلى خلاص النفوس التائبة. ومع أنّ جائحة الكورونا بفعل فاعل لكن الله سمح بها كي يتوب أكبر عدد ممكن من الناس وينالوا الثواب الأبدي لا العقاب في نار الجحيم.

 

ويبعث كلام أمّنا القديسة مريم العذراء على التفاؤل إذ يشجّعنا على الصمود من غير أن نفهم خطة الرب، ونجد في أقوالها السلام الحقيقي لنفوسنا والرجاء. يكفي أنّها تفكر بنا وترسل لنا رسالتها الأمومية المفعمة بالحب والحنان كلّ شهر ولسان حالها يقول: "لا تخافوا! أنا معكم وأشفع لكم أمام الربّ" والمهم أن نتوب ونصلّي دومًا. رفع الصلاة هي دعوة أمّ النور الأكثر تكرارًا في مديوغورية، وذبيحة القداس هي أسمى أشكال الصلاة بالنسبة لأمّ النور، وقد قالت في إحدى رسائلها: "لو كنتم تعلمون النعم والمواهب التي تحصلون عليها في أثناء ذبيحة القداس لاستعددتم لذلك قبل ساعة على الأقلّ".

 

خاتمة

 

تنجّينا الصلاة من الشرير وتدمّرمخططاته وترسخ إيماننا. لقد أثبتت الدراسات النفسية أنّ الالتزام بالشعائر الدينية مثل الصلاة والدعاء يُخفّف من الاضطرابات النفسية. كما أن المشاركة في الأنشطة الدينية يجعل المشاركين أقل عرضة لخطر الإصابة بأعراض الاكتئاب أو الاضطرابات النفسية المختلفة.

 

يقول الطبيب العالم ألكسيس كاريل: "لعلّ الصلاة هي أعظم طاقة مولّدة للنشاط عرفها الطبّ النفسي إلى يومنا هذا. لقد رأيتُ بأمّ عينيّ وبوصفي طبيبًا، كثيرًا من المرضى الذين نفض الطبّ يديه عنهم عجزًا وتسليمًا، وفشلت العقاقير في علاجهم، رأيتُ كيف أنّ الصلاة قد أبرأتهم من أسقامهم وشَفَت عِللهم. إنّ الصلاة مصدر للإشعاع مثل معدن اليورانيوم، ومولّد ذاتي للنشاط".

 

ومن آيات الكتاب المقدّس: "لا تكونوا في همّ من أي شيء كان، بل في كلّ شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُرفَع طلباتكم إلى الله... " (فيليبي 4: 6-7).