موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٦ يناير / كانون الثاني ٢٠١٣
أمهات الكهنة وطلاب الكهنوت

ترجمها سامح المدانات – كاليفورنيا :

كنت اتصَّفَح موقع "زينيت" الكنسي الالكتروني، واعجبتني هذه الرسالة من الكاردينال ماورو بياشينزا، فوددت ان اقدمها الى جميع الكهنة ورجال الدين الكرام الذين عرفتهم وصادفتهم في حياتي، وعلى رأسهم غبطة البطريرك المحبوب فؤاد الطوال، وسائر اساقفتنا في الاردن والاراضي المقدسة واسرائيل وقبرص، والى جميع طلاب الكهنوت خصوصا في معهد الاكليريكية اللاتينية في بيت جالا، والذي اكنُّ له ولجميع القاطنين فيه والقائمين عليه كل المحبة والاحترام والتقدير. كما اقدمها بشكل خاص الى سائر امهاتهم الفاضلات. بُوركنَ من امهاتٍ وجزاهن الله كل خير على كل ما قدمنه ويقدمنه للكنيسة المقدسة. واذكر بالاخص والدة المرحوم الاب وليم اليعقوب، الذي لم تكتفِ امُه بتقديم حياة ابنها لخدمة النفوس، بل لم تتردد في تقديم اعضاء جسده بعد وفاته، رحمه الله، ليستفيد منها العديد من المرضى من ابناء الاردن العزيز مسلمين ومسيحيين على السواء.

في يوم عيد سيدتنا مريم العذراء أم الله، وجَّهَ الكاردينال "مَاورو بياشِينْزَا" (محافظ جماعة رجال الدين في السُلْطَة الكَنَسيَّة في روما )، رسالة الى أمهات الكهنة وطُلاب الكهنوت، قال فيها:

"لدى استقبالها للكلمة الازلية في أحشائها البريئة من الدنس، فان مريم العذراء الكلية القداسة، قد ولدت الكاهنَ الاعظم، يسوع المسيح، مخلص العالم الوحيد. وبالتزامها بارادة الله، فقد اشتركت مريم بطريقة فريدة وغير قابلة للتكرار في سر خلاصنا، وبالتالي اصبحت أم الله، باب السماء وسبب سرورنا."

ويواصل الكاردينال بياشينزا قائلا: "وبنفس الطريقة، فان الكنيسة برُمَّتِها تنظرُ باعجابٍ وعرفانٍ عميق الى كلِّ أمَّهات الكهنة، وهؤلاء الذين لبَّوا هذه الدعوة السامية، وانخرطوا في طريق الاعداد لها."

وقد ميَّز الكاردينال بياشيزا دور العائلة في مساعدة الشباب ليَقبَلوا الدعوة الكهنوتية. فاستطرد قائلا: "ْإن المشاركة التي اعْطِيَتْ لأمهات الكهنة بشكل خاص، هي وحيدة وخاصة ومتميزة جدا. لان العزاء الروحي المنبثق مِنْ حَمْلِ مَنْ أصبحَ كاهنا أو "ممثلا" للمسيح في أحشائهن هو ايضا منقطع النظير وخاص جدا. وبالحقيقة لا يسعُ كلَّ امٍ الا ان تفرح، لرؤيتها ان حياة ابنها قد تحققت، لا بل أنها توشحت باكبر النعم الالهية عزةً وتميزا ، وهي تحتضنها (حياة الكاهن) وتغيرها الى الابد." – " أنت كاهن الى الابد".

ويواصل الكاردينال "ورغم ان الانفصال بين الام وابنها هو انفصال جذري اكثر من اي إنفصال آخر، فان خبرة الكنيسة التي ترجع الى الفي عام، تُعلمُنا انه عندما يُرسمُ الرجلُ كاهناً، فإن أمُّهُ "تستقبله" بطريقة غير متوقعة وجديدة جدا، حيث انها مدعوة لأن ترى ثمرة بطنها "أباً" سيقوم بارادة الله بارشاد ومصاحبة العديد من الاخوة والاخوات الى الحياة الابدية." وبهذا ايضا تصبح كلُّ امِّ كاهنٍ "بنتا لإبنها"، كما انه يمكنها ان تمارس دورا جديدا في الامومة نحوه، من خلال تقربها الفعلي والفعَّال الذي لا يُقدَّر بثمن من الصلاة، وكذلك بتقديم حياتها الخاصة في سبيل رسالة ابنها."

"إن هذه "الأبُوَّة الجديدة" التي يستعدُّ لها طلابُ الكهنوت، ومُنِحَتْ للكهنة المرسومين، والتي هي لمنفعة وخير شعب الله، تحتاج ان يصاحبَها المواظبة ُعلى الصلاة والتضحيات الشخصية، لكي تتجدد وتتقوى تلبية الكاهن الحرة باستمرار الى ارادة الله، ولكي لا يكلُّ ولا يتعب من معركة الايمان ابدا، ولكي يُوَّحِدَ حياتَه ويضمَّها أكثر واكثر الى ذبيحة الهنا السيد المسيح."

ويختتم الكاردينال بياشينزا رسالته قائلا:"ان امهات الكهنة وطلاب الكهنوت يُمثلنَ "جيشا حقيقيا وصادقا" يقدمُ التضحيات والصلوات من الارض، وتذهب مباشرة الى السماء، وهي بدورها تستقطب اكبر عدد من النعم من السماء، لتنهمر كل هذه النعم والبركات على حياة ممثلي الكنيسة المقدسة، (الكهنة)."