موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الخميس، ٢١ مايو / أيار ٢٠٢٠
أكثر من 5 ملايين إصابة بكورونا، وأميركا اللاتينية تشهد انتشارًا متسارعًا

أ ف ب :

 

تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد 5 ملايين في العالم، أغلبهم في أوروبا التي تواصل رفع الحجر رغم وجود خشية من حصول طفرة وبائية، ويأتي ذلك في حين تستعد الصين لإعلان "الانتصار" على الوباء.

 

تضاعف عدد الإصابات المسجلة خلال شهر ليصل إلى 5,01 مليون على الأقل، بينها 328220 وفاة، وفق إحصاء لوكالة فرانس برس. ورغم أن هذه الأرقام لا تعكس الواقع كاملا، تظهر المعطيات تسارع انتشار العدوى خاصة خلال الأيام العشر الأخيرة.

 

وسجلت أوروبا، القارة الأكثر تضررًا، نحو مليوني إصابة بينها 169932 وفاة.

 

ومع ذلك، تواصل الدول الأوروبية تخفيف إجراءات العزل تدريجيًا. ويتوقع الخميس فتح كل شواطئ كورسيكا تقريبًا، بينما فتحت قبرص المدارس والمقاهي والمطاعم وصالونات الحلاقة بعد شهرين من تقريبًا من الحجر. ورغم فتح الشواطئ السبت، ستبقى المطارات والفنادق مغلقة، ما سيطيل أزمة القطاع السياحي الحيوي لاقتصاد الجزيرة. وتترافق هذه التطورات مع خشية من حصول طفرة وبائية.

 

في إسبانيا حيث سجلت وفاة حوالى 28 ألف شخص، أعادت برشلونة فتح شواطئها وحدائقها. لكن الحكومة مددت حالة الإنذار حتى السادس من حزيران، وفرضت وضع الأقنعة الواقية بدءًا من سن الست سنوات في كل الأماكن العامة التي يصعب فيها الإبقاء على مسافات، بما في ذلك في الشوارع.

 

ورحبت المدرّسة كريستينا كويفيدو خوركيرا بالإجراء. وقالت "هذا يعطي شعورا بالأمان"، وأضافت "ستكون هناك إصابات جديدة، رغم وضع الكمامات، ولكن من دون كمامات سيشبه الأمر القفز في المياه بدون إتقان السباحة". من جهته، قال ميغيل سالفادور (38 عامًا) الذي يضع كمامة منذ السماح بمغادرة المنزل بداية أيار، "لا أعلم إن كان أمرًا جيدًا أم لا، وهم (الحكومة والمسؤولون) لا يعلمون أيضًا".

 

وقالت مديرة المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها أندريا أمون في حوار مع جريدة ذي غارديان إن على أوروبا التجهّز لموجة وبائية ثانية، "لا أريد رسم صورة كارثية، لكن أظن أن علينا أن نكون واقعيين. الوقت ليس مناسبا الآن للإرخاء الكامل".

 

الصين تهدد بالرد

 

في الصين حيث ظهر الوباء في كانون الأول الماضي في مدينة ووهان، يفترض أن يجتمع نواب الجمعية الوطنية الشعبية البالغ عددهم ثلاثة آلاف اعتبارًا من الجمعة في الدورة السنوية.

 

وسيشكل ذلك فرصة للاحتفال بانتهاء الوباء.

 

في هذا الصدد، قالت المحللة السياسية دايانا فو من جامعة تورونتو إن الدورة "يفترض أن تشكل مناسبة (للرئيس) شي جينبينغ ليعلن الانتصار الكامل في الحرب الشعبية على الفيروس". وذلك رغم الخشية من ظهور موجة ثانية بعد رصد إصابات جديدة في بعض المناطق خلال الأسابيع الأخيرة.

 

من جهة أخرى، ردت بكين بهدوء على التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب التي اتهم فيها الصين بالتسبب ب"قتل عدد كبير من الأشخاص في العالم" بسبب "عدم كفاءتها" في معالجة أزمة كوفيد-19. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية زهاو ليجيان "في مكافحتها للوباء كانت الحكومة الصينية دائمًا منفتحة وشفافة ومسؤولة".

 

لكن هددت بكين أيضًا باتخاذ "تدابير مضادة" في حال أقرّ الكونغرس الأميركي عقوبات تستهدفها بسبب دورها المفترض في نشر الوباء. وقال المتحدّث باسم البرلمان جانغ يسوي في مؤتمر صحافي عشية انعقاد الجلسة السنوية لمجلس الشعب "نعارض مشاريع القوانين هذه بشدّة وسنرد بحزم وسنتّخذ تدابير مضادة بناء على المناقشات (التي سيجريها البرلمان) بشأن هذه التشريعات".

 

ويواصل الوباء انتشاره في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررًا في العالم لناحية الإصابات (1,55 مليون) والوفيات (أكثر من 93400). مع ذلك، يصر الرئيس الأميركي الذي يواجه انتقادات حادة لإدارته الأزمة الصحية، على إعادة الحياة الى طبيعتها. وقد دعا مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إلى اجتماع بحضور القادة في كامب ديفيد. وعبّر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استعدادهما للمشاركة في القمة "في حال سمحت الظروف الصحيّة".

 

قلق من "إبادة" في البرازيل

 

صارت أميركا اللاتينية والكاريبي المنطقة التي ينتشر فيها الفيروس بأسرع وتيرة، إذ سجلت نحو 30 ألف إصابة جديدة الأربعاء. وتشهد البرازيل تسارعًا في انتشار الوباء بحصيلة يومية ارتفعت إلى 1179 وفاة. لكن الرئيس اليميني المتطرف جاير بولسونارو يواصل التقليل من خطورة فيروس كورونا المستجد وانتقاد إجراءات العزل.

 

ويخشى المصور الفوتوغرافي الفرنسي البرازيلي سيباستياو سالغادو (76 عاما) الذي أمضى حياته في تصوير ظروف معيشة الأكثر فقرا وبيئتهم الهشة، من أن تتعرض شعوب السكان الأصليين في الأمازون "لإبادة" بسبب نقص العناية بهم في البرازيل في عهد بولسونارو.

 

وتحت ضغط رئيس الدولة البرازيلي، أوصت وزارة الصحة الأربعاء باستخدام الكلوروكين وعقار الهيدروكسي كلوروكين لمرضى كوفيد-19 الذين تظهر عليهم عوارض خفيفة. وبانتظار لقاح ودواء، يثير استخدام هذا العقار جدلاً لأن تأثيره على الفيروس لم يثبت حتى اليوم.

 

معاناة شعوب أمريكا اللاتينية

 

أما في تشيلي، فقد ارتفع عدد الإصابات إلى أكثر من خمسين ألفًا، بينما سارت تظاهرة جديدة في أحد الأحياء الشعبية للمطالبة بمساعدات غذائية للتشيليين الأكثر فقرا الذي يعانون من توقف النشاط الاقتصادي.

 

وتواجه الإكوادور التي تعد أيضًا من الدول الأكثر تضررًا بالوباء في أمريكا اللاتينية وخصوصًا في مدينة غواياكيل الساحلية التي بدأت الأربعاء تخفيف إجراءات العزل، مشكلة ثانية هي أن ثلثي السجناء في أحد سجون وسط البلاد مصابون بكوفيد-19.

 

وفي بوليفيا، تم توقيف وزير الصحة مارسيلو نافاخاس الذي يشتبه بتورطه في قضية فساد تتعلق بشراء أجهزة تنفس اصطناعي لمرضى كوفيد-19، ثم أقالته الرئيسة جانين أنييز. وقد سجلت في هذا البلد الذي فرض إجراءات عزل منذ 17 آذار، حوالى 4500 إصابة و190 وفاة، حسب الأرقام الرسمية الأخيرة.