موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر السبت، ٢١ سبتمبر / أيلول ٢٠١٣
أغنية المحبة والسلام

د. سلوى عمارين :

نقلاً عن الرأي الأردنية

في اليوم العالمي للسلام الذي يصادف في الحادي والعشرين من أيلول (سبتمبر) من كل عام.. أحمل قيثارتي وأشحذ أوتار صوتي المسكون بأمل لا يموت.. لأنشد في محافل الكون جميعها أغنية المحبة والسلام.. في اليوم العالمي للسلام.. «بحلم بيوم ما اعرفش امتا ما اعرفش فين يبقى السلام جوّا قلوبنا.. بحلم بيوم السلام.. بحلم بيوم الاتحاد بين كل جنس وكل لون.. بحلم بيوم الانتصار على التعصب مهما يكون.. بحلم أشوف كل البلاد رافعه شعار العلم نور.. بحلم بيوم تبقى لغة واحدة لسان كل الشعوب.. بحلم بيوم السلام»..
الصوت النسائي الذي أنشد هذه الأغنية الممجدة حلم السلام الإنساني العظيم، تمثل صرخة عالية الصدى عميقة الدلالات حول رغبة شعوب الأرض قاطبة من مختلف الملل والنحل بتكريس السلام كعنوان تواصل وحيد بين الأمم والدول وبين بني البشر أجمعين.. تعرف (ويكيبيديا) السلام العالمي بالقول «إن السلام العالمي هو المثل الأعلى للحرية السياسية والسعادة بين مختلف الدول وداخلها. كما إنه فكرة طوباوية حول اللاعنف الذي من خلاله تتقارب الدول إرادياً، إما طوعاً أو بحكم النظام الذي يمنع الحرب. وهو يشكّل دعوة إلى وقف جميع الأعمال العدائية بين جميع الأفراد.

السلام العالمي الأكثر شيوعا يشير إلى نهاية دائمة للحروب العالمية والإقليمية مع حل الصراعات في المستقبل من خلال وسائل غير عنيفة. ومرة ثانية هو التمثيل الأعلى للحرية والسلام والسعادة بين جميع الدول والشعوب». أما أطفال العالم.. وفيما هم يستقبلون إطلالة خريف جديد في متوالية الكون وتبدل الأيام والأعوام.. فهم يستنجدون الكبار أن يعيدوا إليهم طفولتهم.. وينشروا في كل جهات الأرض سلاماً مفقوداً ومنتظراً.. «يا عالم أعطونا الطفولة أعطونا السلام».. هكذا تختم الطفلة المعجزة ريمي بندلي أغنيتها الخالدة.. مكررة مقاطع الأغنية بأكثر من لغة من لغات العالم الحيّة..

«جينا نعيّدكن... بالعيد بنسألكن ليش ما في عنا لا أعياد ولا زينة؟ يا عالم أرضي محروقة... أرضي حرية مسروقة.. سمانا عم تحلم... وبتسأل الأيام: وين الشمس الحلوة... ورفوف الحمام؟ يا عالم أرضي محروقة... أرضي حرية مسروقة.. أرضي زغيرة... متلي زغيرة ردولا السلام وأعطونا الطفولة».. يستيقظ الطفل الصغير.. يقبل جبين أمه.. يلقي تحية الصباح على والده وأشقائه.. يركض نحو شرفة البيت الغربية يحزنه ضباب قادم من هناك.. لا وضوح ولا عنوان يمكن أن يحمل لأطفال فلسطين السلام.. يذهب نحو شرفة البيت الشرقية تبهره الشمس بشلال ضوئها المنساب نحوه كأنها شلال ماء ورد وماء زهر وحبق وقطا ورفوف دوريّ يعانق أشواق السماء القريبة من شرفة البيت..

السماء متراقصة فوقه بعلو منخفض.. يفتح الطفل يديه وذراعيه عن آخرهما وينشد مع الفجر والندى والحساسين والباعة المتجولين وأول هسيس الحياة حوله حافلات مدارس وتسابيح حمام وزقزقة محبة.. أغنية السلام..