موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٩ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٦
أطفال رعية القديس فرنسيس في حلب يصلون من أجل سلام بلادهم
حلب – حراسة الأراضي المقدسة :

بينما تدوي في الخارج أصوات القنابل والصواريخ، اجتمع في رعية القديس فرنسيس الراعوية في مدينة حلب، شمال سورية، أكثر من مائة طفل لتلاوة صلاة القديس فرنسيس: "ربي، إجعلني أداة لسلامك"، ملوحين بأعلام بيضاء كتب عليها: "السلام لحلب".

وقال الأب ابراهيم صباغ، كاهن الرعية "بدأت مبادرة ’أطفال يصلّون من أجل السلام‘ هنا في حلب. وقد أغوت هذه المبادرة بسرعة حارس الأراضي المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون، الذي حوّلها إلى دعوة وجهتها حراسة الأراضي المقدسة مع رهبانية الإخوة الأصاغر إلى الكنيسة كلها، المنتشرة حول العالم، وجميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة، لتنظيم أوقات يخصّصونها للصلاة من أجل السلام في الأحد الأول من كل شهر".

وأضاف: "إن الهدف من هذه المبادرة هو تكثيف الجهود الرامية إلى وقف الحرب وآلام السكان المدنيين وأضعفهم الأطفال. بعض هؤلاء الأطفال لم يعرفوا حياة أخرى غير الحرب. بعضهم ولدوا تحت القصف. هم يعانون من ضغط نفسي كبير، ومن سوء في التغذية ونقص في الماء والكهرباء والعناية الطبّيّة المناسبة، ومن البرد والجوع. تعجز وجوههم عن رسم الإبتسامة. وينبعث الخوف من عيونهم المرتعبة. منذ سنوات وهم يعيشون في القلق. يستيقظون من النوم على صوت زمجرة الإنفجارات والقصف، والصواريخ المضادة. لا نعلم أبدًا أين ستسقط كلّ هذه الصواريخ. الضحايا هم دائمًا من المدنيين دون أي تمييز".

تابع كاهن الرعية: "عند بداية القداس الإلهي، حمل الأطفال شمعة حتى المذبح – علامة على شركتنا مع سائر الأشخاص حول العالم، الثابتين في اتحادهم معنا في الصلاة من أجل السلام. وأثناء دورة التقادم، قدّم الأطفال للرب كل آلامهم التي عبروا عنها بالرموز. فوضعوها أمام المذبح طالبين من يسوع أن يحوّل آلامهم وأحزانهم إلى رجاء. أما الألعاب والبالونات والفراشات فقد رمزت إلى طفولتهم وبرائتهم، وأيضًا إلى أثمن ما يملكون. قدموها إلى الرب في قلب الحرب والتدمير والعنف".

وأضاف: "ومن مخلفات الصواريخ، صنعوا آنية ملؤوها بالورود، رمزًا للألم الذي يشعرون به نتيجة موت أقربائهم وأصدقائهم في الحرب، ولخوفهم من الصواريخ التي تهدد حياتهم وحياة أقاربهم. يرمز ذلك إلى الألم الذي تحول إلى تقدمة للرب. رمز للمغفرة التي تولد في قلوبهم الممتلئة من الروح القدس. وعلى خلفية حمراء، تضيئها الشموع، كتبوا اسم حلب، المدينة الحبيبة التي تمزّقها الحرب، والتي تم تشريد جزء كبير من أبنائها".

وقال الأب صباغ الفرنسيسكاني: "رمز آخر أيضًا كان كوكب الأرض الذي تعلوه حمامة تمثل صلواتهم التي ترتفع من أجل السلام في سوريا والعالم كلّه. ذاك السلام الذي يسبب غيابُه لهم آلاماً جمّا. وبجانب المذبح، وُضِعَ اعلان، رُسِمَت عليه يد تكسوها الدماء، يقول: أوقفوا الحرب. وعند نهاية الإحتفال، رقصت مجموعة من الفتيات على ألحان ترنيمة للسلام، وكأنهن يردن بذلك رفع صلاة أفضل إلى الله. كذلك عبّرت سائر الترانيم التي أنشدت خلال القداس الإلهي عن السلام والدعوة إليه".