موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٤ فبراير / شباط ٢٠١٣
أسقف حلب للكلدان ينتقد لامبالاة الغرب حيال مسيحيي الشرق

الفاتيكان – أ ف ب :

انتقد المطران انطوان اودو، أسقف حلب للكلدان ورئيس كاريتاس سوريا، في تصريح لوكالة فرانس برس، الغرب الذي "لا يولي أي أهمية للمجموعات المسيحية" في الشرق الأوسط، والتي تشكل مع ذلك ضمانة "للعلمانية الايجابية" و"حرية المعتقد":

سؤال: كيف تصف الوضع في حلب التي ستعود إليها الثلاثاء بعد سينودس الكنيسة الكلدانية؟

جواب: منذ سبعة أشهر تعيش حلب في رعب وقلق. فيها عدد كبير من الجبهات، ولا نعرف في أي ساعة يهاجمون. إنها عمليات كر وفر لا تتوقف. ولدينا القناصة على جوانب الأحياء، والسيارات المفخخة وعمليات القصف. وأحياناً يستهدف متمردون مراكز عسكرية ويمكن أن يخطئوا، أو العكس. يرد الجيش. والنقطة الرابعة الأخطر، هي عمليات الخطف الناجمة عن انعدام سلطة الدولة والشرطة. ومن الصعب جداً تحديد الجهة التي تقوم بعمليات الخطف. ولا يمكننا المجازفة بالخروج من حلب بالسيارة. وفيما يواجه 80% من السوريين البطالة، تشكل عمليات الخطف هذه فرصة للاستفادة.

حتى الطبقة المتوسطة أصبحت فقيرة. ليس لدينا وسائل تدفئة ولا كهرباء. وشراء قارورة غاز بات نوعاً من الرفاهية. وسعرها يناهز 50 دولاراً، في مقابل دولارين من قبل. لذلك يتناول عدد كبير من الناس أطعمة باردة من أجل البقاء.

سؤال: هل يتعرض المسيحيون للخطر لأنهم مسيحيون؟ هل تعرضوا لعمليات إعدام تعسفية؟

جواب: المسيحيون معرضون أحياناً للخطف أكثر من سواهم، لأنهم ليسوا منظمين تنظيماً ميليشيوياً في إطار نظام قبلي.

وعموماً، حول عمليات الإعدام التعسفية، لا أرغب في أن أقول أموراً غير محددة وعمومية. ثمة إعدامات تستهدف عسكريين خصوصاً. ثمة طوائف يتعرض أفرادها للملاحقة أكثر من غيرهم، كالعلويين. سمعنا عن تهديدات موجهة، ليس إلى المسيحيين بصفتهم مسيحيين، بل هي موجهة في حلب على سبيل المثال إلى الأرمن الذين أبدوا بعض التضامن مع النظام ضد المجموعات المسلحة.

سؤال: هل تقوم كنائس الغرب، الغرب نفسه، بالمساعي الكافية من أجل سوريا؟

جواب: لا نريد أن يدمر بلدنا، ولا أن يأتوا لمنحنا بعض المال من أجل دعمنا، فسيكون ذلك مخزياً في الواقع لشعبنا. وما نطلبه، هو تفهم حقيقي للمشكلة، أن يساعدوا سوريا على الدخول في عملية حوار ومصالحة. أنا أعارض تسليح الأطراف. لم يفت الأوان بعد.

لقد استغل هذا الصراع لخدمة المصالح السياسية والاقتصادية لقوى إقليمية ودولية. ومنذ البداية، تحدثت عن حملة إعلامية منسقة، وما زلت أقول الكلام نفسه، حتى لو ؟نه لا يعجب كثيرين.

وبصفتنا كنيسة، نقوم بكل ما في وسعنا من أجل البقاء، حتى نبقى على قيد الحياة. ثمة تاريخ جميل، تعايش غني جداً. نحاول أن نعطي المثل الصالح بالبقاء وإيجاد حلول للجميع، من أجل هذا العيش المشترك. من الضروري دائماً تجاوز أعمال العنف بحكمة وعقلانية ومحبة وتسامح، وقبول الآخر المختلف، واكتساب ثقافة المواطنية هذه. فالإرشاد الرسولي للبابا بندكتس السادس عشر يشدد على علمانية ايجابية وحرية المعتقد. يجب أن نتمتع بحق اختيار معتقدنا مع احترام الآخرين. ويمكن أن يكون المسيحيون ضمانة لهذا التطور بسبب تجذرهم في هذه الثقافة، ومن المؤسف أن نضيعهم ونحملهم على المغادرة.

نتعجب في الشرق الأوسط أن نرى كيف لا يولي الغرب أي أهمية لهذه المجموعات المسيحية. لدينا انطباع بأن لا أحد يصغي إلينا! فهم لا يكترثون لوجودنا أو لرحيلنا! أولوية الغرب هي القوة الاقتصادية والمجتمع الاستهلاكي. وهو لا يرى الأهمية التاريخية لوجودنا. فمن جهة، ثمة مجتمعات علمانية، ومن جهة أخرى، ثمة مسلمون يزدادون تعصباً. والمسيحيون عالقون بين هذه العقلية العلمانية وهذه العقلية الأصولية. يجب تجاوز العقليتين.