موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٤ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٩
أسرة تراسنطة الأردن تحتفل بعيد القديس فرنسيس الأسيزي

عمان – أبونا :

<p dir="RTL">احتفلت أسرة كلية تراسنطة الأردن بعيد القديس فرنسيس الأسيزي، وذلك بقداس إلهي أقيم في كنيسة مار فرنسيس التابعة للكلية في جبل اللويبدة بعمّان، ترأسه مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب د. رفعت بدر، حيث أوضح بأن عيد هذا العام يأتي بالتزامن مع يوبيل 800 عام على مجيئه إلى الأرض المقدسة.</p><p dir="RTL">وشارك في القداس مدير الكلية والرئيس الإقليمي لحراسة الأراضي المقدسة في الأردن وسوريا ولبنان الأب رشيد مستريح الفرنسيسكاني، وعدد من الكهنة، بحضور سفير الكرسي الرسولي في المملكة المطران ألبرتو أورتيغا مارتين، وطلاب ومعلمي وإداريي الكلية، وحشد من الراهبات من مختلف المؤسسات المكرسة، ومؤمنين، فيما أحيا ترانيم القداس جوقة الكلية.</p><p dir="RTL">وبعد إعلان الإنجيل المقدس من الشماس الإنجيلي الدائم يوسف فتّال، ألقى الأب بدر عظة شكر بداية فيها الأب مستريح على دعوته الكريمة للاحتفال مع أسرة تراسنطة بعيد القديس فرنسيس. وأوضح بأن احتفال اليوم هو لقديس مميّز؛ فرنسيس الفقير المتواضع الذي دخل في مثل هذا اليوم إلى الملكوت السماوي، وفي عام مميّز؛ هو عام يوبيل 800 سنة على مجيئه إلى الشرق.</p><p dir="RTL"><strong>الأمر الأول: البساطة الإنجيلية هي الارتماء بحضن الله</strong></p><p dir="RTL">وحول ما نتعلمه من القديس فرنسيس بعد 800 عام، قدّم الأب بدر للمؤمنين ثلاثة أمور يمكن أن نتعلمها من القديس فرنسيس. وقال: &quot;البساطة هي أن نكون كالأطفال بين يدي الرب. حيث يقول الإنجيل: &rsquo;تعالوا إليّ جميعًا أيها المرهقون والمتعبون، وأنا أريحكم&lsquo;. فتعالوا إليّ وارموا نفوسكم في حضني، وتعالوا إليّ مجيء الأطفال إلى أبيهم وأمهم. فالبساطة هي الاستسلام في حضن الله، والاتكال عليه في كل منعطفات حياتنا&quot;.</p><p dir="RTL">وأضاف: &quot;قبل أن يعرف دعوة الرب له، عاش فرنسيس فترة عصيبه من حياته، وفي هذه الفترة بعد عودته من الحرب جريحًا، وفترة النقاهة والاستشفاء، شعر بأن هنالك شيئًا غامضًا في حياته، وصار كئيبًا. هذه الكآبة كانت فترة التفكير، ولربما كانت فترة الاستعداد للارتماء الكليّ في حضرة الرّب&quot;، مشددًا على أن &quot;فرنسيس، رجل الله، قد هجر بيته، وترك ميراثه، وصار فقيرًا معوزًا، لكنّ الله قبله&quot;.</p><p dir="RTL">وتابع: &quot;الرب قبله وهو الفاتح ذراعيه على الصليب، كلّم فرنسيس وقال له: &quot;يا فرنسيس، رمّم بيتي المتداعي!&quot;. وفرنسيس يدرك أن بعد سنوات من هذه الرؤية ليسوع المصلوب، ليسوع الفاتح ذراعيه، والفاتح عينيه لأنه ليس نائمًا ولا ميتًا، إنه حيّ... وبيديه المثقوبتين، بعد سنوات، سيهديه الرب أجمل هدية وهي جراحاته الخمسة، وسوف ينعكس يسوع بجراحاته الخمسة كمرآة على جسم فرنسيس. لذلك سمعنا من القديس بولس في القراءة إلى أهل غلاطية: &rsquo;لا ينغصنّ أحد عيشي بعد اليوم، لأن جسدي موسوم بسمات يسوع&lsquo;. جسدي موسوم بهدايا يسوع، بجراحات يسوع، وهذا ليس مصدرًا لمزيدٍ من الكآبة بل للفرح الكبير الذي ميّز فرنسيس&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>الأمر الثاني: أن نطفىء في قلوبنا لغة العنف بلغة اللطف</strong></p><p dir="RTL">وقال مترئس الاحتفال: &quot;قبل 35 عامًا، عندما دخلت المعهد الإكليريكي في بيت جالا، بدأ الكهنة يحدثوننا عن القديسين. وقد علّمنا الأب رفيق خوري في المعهد الإكليريكي أن نحبّ مار فرنسيس. وفي أول سنة لي شاهدت فيلمًا للقديس فرنسيس للمخرج الشهير زفيريلي، اسمه &rsquo;اختي الشمس واختي القمر&lsquo;. واليوم، لا أتفاجىء بأن يكتب الأب رفيق كتابًا جديدًا عن القديس فرنسيس، ويعنونه: &quot;القديس والذئب&quot;. لماذا؟ لأن هنالك مار فرنسيس روّض الذئب، وأصبح كالحمل. هنالك قوة عند القديس فرنسيس كانت أن يطفىء لغة الشراسة في ذلك الذئب، واليوم نحن نواجه في حياتنا ما قاله أحد الفلاسفة: &rsquo;إن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان&lsquo;&quot;.</p><p dir="RTL">وأضاف: &quot;يعلمنا &nbsp;القديس فرنسيس أن هنالك قوّة أقوى من لغة الذئاب، وهي لغة المحبّة واللطف، وهي شعار الفرنسيسكان في الشرق: السلام والخير <span dir="LTR">Pax et Bonum</span>. كم مجتمعاتنا، وحواراتنا، والسوشال ميديا، بحاجة إلى لغة اللطف والمحبة، على مستوى الأديان، وعلى مستوى الشعوب، وعلى مستوى العلاقات الأسرية، وعلى العلاقات بين الطلاب... نحن بحاجة إلى فرنسيس بداخلنا لكي يطفىء الذئب الذي قد يستيقظ في كل فترة، وفي كل لحظة، من لحظات حياتنا. نعم، نحن بحاجة إلى أن نطلق صوت فرنسيس في داخلنا، وهو صوت اللطف، والتعامل البسيط، والتعامل المحب مع الإنسان، مع الطبيعية، مع البيئة، ومع كل الخليقة، ومع كل إنسان... يا مار فرنسيس علمنا اللطف والسلام والوداعة&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>الأمر الثالث: أن نتعلق بالمسيح في قلب الكنيسة أمنا</strong></p><p dir="RTL">وأضاف الأب بدر في عظته: &quot;نتحدث أيها الأحباء عن كيفية التشبه بالسيد المسيح في أيامنا الحالية، وكيف نعيش أمناء للكنيسة المقدسة، ولا نستطيع أن نفصل بين الأولى والثانية. ارتباط كبير لمار فرنسيس في محبته للمسيح وةتشبهه اليومي به، وبارتباطه في كنيسة المسيح، وخدمته للاخوة، وخدمة للمحبة، وسعيه نحو الوحدة&quot;.</p><p dir="RTL">وتابع: &quot;من تجارب هذا العصر، أن يقول الإنسان: أنا أصلي للمسيح، ولكن لا أريد الكنيسة. لقد أحب مار فرنسيس الكنيسة، وكم نحن بحاجة إلى من يعملون بإخلاص في قلب الكنيسة، مثل القديسة تريزا الصغيرة التي قالت: في قلب الكنيسة أمي أريد أن أكون الحب!. وهذا ما عاشه أيضًا فرنسيس، في قلب الكنيسة تمثّل بالمسيح وتشبث به، وقَبِلَ أن يكون صورة حيّة، وأحيانًا متألمة، عن المسيح، حتى قيل بأنه الصورة الأكثر شبهًا بالمسيح. وكيف يتم ذلك؟ بأن نتمسك بتعالم الكنيسة وبمحبتها، ولكل من يعمل بإخلاص في قلب الكنيسة، وليس إلى جوارها. وألا نقذف الكنيسة بالحجارة، إنما بأن نعمّر حجارتها ونرممها مثلما فعل مار فرنسيس&quot;.</p><p dir="RTL">وفي نهاية الذبيحة الإفخارستيا، شكر الأب مستريح كل من حضر للاحتفال، وشكر الأب رفعت والمركز الكاثوليكي والآباء الكهنة والراهبات.</p><p dir="RTL">للمزيد من الصور:</p><p dir="RTL"><a href="https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&amp;album_… dir="LTR">https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&amp;album_…;