موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٤ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
أستاذ الأخلاقيات في الجامعة الكاثوليكية بميلانو: الموت الرحيم هو جريمة وخطيئة مميتة
تعيد "السامري الصالح" رسالة مجمع عقيدة الإيمان حول رعاية الأشخاص في المراحل الحرجة والنهائية من الحياة، التأكيد على رفض الكنيسة أيضًا للإجهاض والانتحار بمساعدة الغير. مقابلة مع الأب روبرتو كولومبو عالم أخلاقيات علم الأحياء، وأستاذ في الجامعة الكاثوليكية في ميلانو.

فاتيكان نيوز :

 

"Samaritanus bonus"، "السامري الصالح" رسالة مجمع عقيدة الإيمان حول رعاية الاشخاص في المراحل الحرجة والنهائية من الحياة، التي وافق عليها البابا فرنسيس هي نص ذو أهمية عالية لشموليّة القضايا التي تتناولها، وغنى المصادر، وقوّة المواضيع وآنيّة المشاكل التي تمت مناقشتها؛ لذلك وفي اليوم التالي لنشر النص، أجرى موقع فايتكان نيوز مقابلة مع الأب روبرتو كولومبو، طبيب وأستاذ في الجامعة الكاثوليكية وعضو في الأكاديمية الحبريّة للحياة.

 

قال الأب كولومبو تنتمي الرسالة إلى التقليد العظيم للإجابات والإعلانات والتعليمات التي صدرت عن مجمع عقيدة الإيمان والتي سبقت ورافقت وتلت خطابات الباباوات والرسالة العامة "إنجيل الحياة" حول قيمة وحرمة الحياة البشرية، شرعة أخلاقيات علم الأحياء الكاثوليكية. وهي تؤكد بشدة على تعاليم الكنيسة المعتادة، وأنّه لا يُقبل أخلاقياً أي فعل أو إغفال يتسبب عمداً في وفاة شخص مريض أو يعاني من إعاقة خطيرة، ولا حتى بناءً على طلبه، لأنه عمل شرير بطبيعته وفي أي مناسبة وظروف. ففي جوهر رسالة "السامري الصالح" يكمن التمييز الأساسي وغير القابل للتصرف على المستوى الطبي والتمريضي والأنثروبولوجي والأخلاقي بين "العلاج" و"الشفاء". لسوء الحظ، لا تزال العديد من الأمراض اليوم غير قابلة للشفاء. لكن "غير قابل للشفاء" ليس مرادفًا أو مفهومًا متضافرًا لكلمة "غير قابل للعلاج". لا يوجد مرضى ولا أشخاص يعانون من إعاقات خطيرة أو مشرفون على الموت غير قابلين للعلاج. يمكننا ويجب علينا أن نعتني بجميع الاشخاص "غير القابلين للشفاء" حتى اللحظة الأخيرة من حياتهم، من خلال مساعدة وظائفهم الجسديّة الأساسية، وتعزية العواطف والإيمان.

 

تابع الأب كولومبو يقول تعيد الرسالة التأكيد على الإساءة التي يسببها الإجهاض والقتل الرحيم والانتحار بمساعدة الغير إلى قيمة الحياة. إنَّ الحياة البشرية لها قيمة على الدوام، وهي خير على الدوام أيضًا، كما كتب القديس يوحنا بولس الثاني في الرسالة العامة "إنجيل الحياة"، التي تستعيدها مرارًا رسالة مجمع عقيدة الإيمان. قيمة، وخير لا يعتمد على "صفاته" الجسدية أو النفسية أو الروحية، ولا على الظروف التي يعيش فيها المريض أو المعوَّق. إن انتزاع الحياة هو خيار خاطئ على الدوام. ولذلك فالتغذية والماء طالما هما مناسبين سريريًا للحفاظ على الوظائف الحيوية الأساسية والتوازن لجسم المريض، فلا يمكن توقيفهما لأنهما يمثلان شكلاً من أشكال "العناية" وليس "العلاج". هما لا يساعدان على الشفاء، وإنما على العناية بحياة المريض، بالإضافة إلى أشكال أخرى من المساعدة غير العلاجية. فيما ينبغي إيقاف العلاجات غير المجدية، والتي لا تفيد المريض ويمكن أن تسبب له المزيد من المعاناة أو أن تكون مرهقة، لكي لا يصار إلى تعنّت علاجي غير مقبول، كما تؤكّد الرسالة.

 

أضاف الأب كولومبو يقول أما بالنسبة لتخدير المريض فيمكنه أن يصبح جزءًا من العلاج التخفيفي. إن التخدير ليس علاجًا بحد ذاته يشفي المرض، ولكنه يعالج أعراض الألم التي يسببها المرض. لذلك بإمكان التخدير أن يكون مفيدًا للمريض. لكن مع ذلك، تذكر الرسالة أن التخدير العميق الذي يتم اعتماده من أجل التمكن من ممارسة القتل الرحيم أو الانتحار بمساعدة الغير هو أمر غير مقبول على الدوام لأنه جزء من بروتوكول سريري يسبب الموت بشكل مباشر ومتعمد. إنَّ القوانين التي توافق على الموت الرحيم والانتحار بمساعدة الغير هي قوانين غير عادلة ولا تفرض التزامات على ضمير الطبيب ومعاونيه وتثير واجبًا قاطعًا بالمعارضة مع الاستنكاف الضميري، لا يمكن لأي نظام ديمقراطي أن يستبعده لأنه حق للمواطن وهو غير قابل للتصرف.