موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣ ابريل / نيسان ٢٠١٨
أسبوع مقدس حافل بالاحداث في رعية الجالية العربية الاميركية بجنوب كاليفورنيا

مندوب أبونا: سامح حنا المدانات :

في ساعات الصباح الباكر من يوم الأحد الموافق الثامن عشر من شهر آذار لهذه السنة، توجهت مجموعة من شباب ورجال الرعية في (لوس انجلوس) الى منطقة سان بيرناردينو، جنوب كاليفورنيا، للبحث عن مصادر تواجد أشجار النخيل، لاقتطاع سعف النخل التي ستزين الكنيسة ويرفعها أبناء الرعية أثناء التطواف الذي يقام خارج الكنيسة في الاحتفال باحد الشعانين المبارك. وكالعادة في كل سنة، قدمت ارملة المرحوم سامي الصايغ، ام مراد، طعام الغذاء للمشاركين في تجميع سعف النخل في منزلها العامرتلبية لطلب المرحوم زوجها بان تحافظ على هذا التقليد هي وابناؤها حتى بعد انتقاله الى ديار الخلد.

ويتبع عملية التجميع اقامة ورشة عمل نشيطة تديرها سيدات الرعية، في حلقات سهر شيقة ورائعة لعملية تجديل وتزيين هذه السعف بالورود بشكل خلاب يليق بالاحتفال المقدس. ويتخلل هذه الورشة القيام بترتيل ترانيم الاسبوع المقدس، بالاضافة الى فترات المرح واحتساء ما يشارك به ابناء الرعية من طعام صيامي بهذه المناسبة العزيزة على قلوبهم اجمعين. وتستمر ورشة العمل هذه اسبوعا كاملا تنتهي بالاحتفال باحد الشعانين بجو يسوده الفرح والابتهاج.

ويأتي يوم خميس الاسرار الذي يتميز بجمهوره الكبير نظرا لاشتراك كل الجاليات التابعة لكنيسة القديس يوسف (الامريكية، العربية، الفلبينية والمكسيكية) بالاحتفال بهذا اليوم سوية. ويتم مشاركة كل الجاليات فيه كل بلغته في اقسام مختلفة من الليتورجية الخاصة بهذا اليوم. بما في ذلك غسل الارجل ونقل القربان الاقدس الى محبسه بتطواف على انغام ترتيلة "يا لسانًا جد بوصف" التي تقوم جاليتنا بترتيلها باللغة العربية في كل سنة، ثم السجود للقربان.

أما الجمعة العظيمة فإن التقليد الذي تتبعه كنيستنا منذ ما يزيد عن ربع قرن، يجعل الاحتفال به ذا رونق خاص وجو روحي ليس له مثيل. فنعش المسيح المُمَدد والمكسو بالورود الحمراء، هو جزء لا يتجزأ من احتفالنا التقليدي بآلام السيد المسيح. ويفتخر ويتسابق الشباب والرجال للمشاركة في حمله في التطواف الذي يقام بداخل الكنيسة على انغام ترتيلة المزمور 51 "ارحمني يا لله". ولدى الانتهاء من التطواف، يصطف المؤمنون ليقَبِّلوا النعش ويتبركوا منه بعد ان رُشَ عليه زيتٌ من الاراضي المقدسة، ويتسلموا صورة تذكارية، عليها خشب من بستان الجسمانية قدمها الكاهن الضيف لدينا هذه السنة قدس الاب سامر حداد.

والجميل في الامر اننا في كل سنة نُدخل على هذا التقليد بعضَ الامور الجديدة التي تزيد من جماله وروحانيته على السواء. ففي هذه السنة شاركت جوقة الكنيسة من الصبايا اليافعات بالترانيم الخاصة بالاسبوع المقدس باللغة الانجليزية ايضا. حيث قام كاتب هذا التقرير باعداد كتيب جمع فيه الكثير من التراتيل التي لها نفس الالحان وباللغتين العربية والانجليزية، وتشمل الكثير من التراتيل الخاصة بمختلف المناسبات الدينية والاعياد.

وبدأت العشية الفصحية بتجمهر المؤمنين حول النار التي أشْعِلَتْ امام مدخل الكنيسة الرئيسي. وسار الجميع خلف الكاهن حاملا الشمعة الفصحية التب انارها من النار المباركة وهو يشدو "نور المسيح" ويردد الشعب وراءه: "الشكر لله".

أما ما ميز احتفالاتنا بالاسبوع المقدس لهذه السنة بشكل جميل وزاده روعة وروحانية، فهو حضور قدس الاب سامر حداد بيننا ليساعد قدس الاب ريك فان دي ووتر راعينا المحبوب. حيث كان لعظاته حول موضوع الاسبوع المقدس: من يوم احد الشعانين الى جمعة الآلام وانتهاءً بالقيامة المجيدة، كان لها عمق مميز شدَّ الحضور وسمَّرَهُم في اماكنهم حيث كانو يستمعون بانتباه كبير لها، وزاد جمالها اللغة المبسطة التي كان ينطق بها، واسلوبه السلس في طرح الموضوع ومعالجته. وادهش قدسُ الأب ريك كاهنُ الرعية المحبوب الحضورَ، بتلخيصه بدقة متناهية فحوى الوعظة باللغة الانجليزية لمن لا ينطقون بلغة الضاد من ابناء الرعية.

وقد قام قدسُ الأب حداد باهداء ابناء الرعية نسخة لكل عائلة من كتابه الجديد "حضور الله بين العبادة والحب". الكتاب الغني بالنصوص الكتابية، بالاضافة الى تحليل وشروحات يقدمها الاب سامر، وكلها تدعونا الى ان نعيشَ ونُظهَر حُضورَ الله بيننا في هذا العالم. وهذا الكتاب، كما قال عنه سيادة رئيس الاساقفة والمدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية، بيير باتيستا بتسابالا في تقديمه له: "هو كنزٌ ينهل منه المؤمنون الفائدة لتعمق الايمان وانفتاحه". ورغم اني لم انتهِ من قراءة الكتاب كاملا بعد، الا ان ما سطره الاب سامر حداد على الغلاف الخلفي من الكتاب شدني لمتابعة قراءته حيث يقول: "كثيرون هُم الذين يجلسون في بيت الله، وقليلون هم الذين يجلسون في حضرة الله، فالعبادة صورة حضورالله فينا، والعبودية جمود هذه الصورة فينا، والحب هو انعكاس لهذه الصورة".

وتخلل الاحتفال بالعشية الفصحية عماد احدى اطفال ابناء الرعية، وكان الجميع يتابعون مراسيم العماد وقلوبهم ترفرف فرحا بانضمام عضو جديد الى كنيستنا وجماعتنا المحبوبة.

وانتهت الاحتفالات بالعشية الفصحية والاسبوع المقدس بالنشيد الشرقي الاصيل والمعروف للجميع "المسيح قام من بين الأموات" والذي شارك بترنيمه جميع افراد الرعية بكل ما اتاهم الله من قوة وحماس. وتوجه الجميع الى قاعة الكنيسة لتبادل التهاني بالعيد السعيد وتناول الافطار الفصحي والحلويات التي يشارك ابناء الرعية باحضارها احتفالا بهذه الاعياد الفصحية المجيدة.

للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=1…