موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٩ سبتمبر / أيلول ٢٠١٤
أساقفة الولايات المتحدة يلتقون شخصيات إسلامية ومسيحية في بيت لحم
بيت لحم - جورجينا حبش :

بمناسبة زيارة وفد من مؤتمر الولايات المتحدة للأساقفة الكاثوليك للأرض المقدسة نظمت البعثة البابوية لفلسطين في القدس وبالتعاون مع مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الأرض المقدسة لقاء أخوياً جمع بين الأساقفة وعدد من الشخصيات الإسلامية والمسيحية من مدينة بيت لحم.

افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها عريف الحفل، جوزيف حزبون من البعثة البابوية، رحب فيها بالضيوف الكرام في مدينة السلام ومسقط رأس أمير السلام، مدينة بيت لحم، رمز التآخي والتلاحم، حيث تعانق أجراس الكنائس مآذن الجوامع وتصدح معاً بترنيمة وجودية ترتفع بنفوس قاطنيها صوب خالقها.

ومن ثم ألقى السيد سامي اليوسف، المدير الإقليمي للبعثة البابوية، الكلمة الافتتاحية يرحب فيها بالحاضرين جميعاً في لقاء "الصلاة المسيحية الإسلامية لأجل السلام" وخاصة بالأساقفة القادمين من الولايات المتحدة والذين يمثلون مجلس الأساقفة الكاثوليك في أميركا، حيث أن حضورهم هو علامة تضامن وعمل كسفراء سلام في المنطقة. وثمن غالياً إصرارهم بشجاعة على المضي قدما في هذه الزيارة، في حين أن الكثير من الحجاج والسياح والوفود الرسمية قررت إلغاء رحلاتها إلى المنطقة، إلا أنكم أصريتم زيارتكم هذه، الأمر الذي يؤكد على التزام أصحاب السيادة الصادق لدفع السلام والعدالة ومحبتهم تجاه أبناء شعبنا، لا من خلال الصلوات وحسب بل وأيضاً من خلال المناصرة والحوار مع الزعماء الروحيين والسياسيين هنا وفي مختلف أنحاء العالم.

في كلمتها قالت السيدة فيرا بابون، رئيسة بلدية بيت لحم، أن السلام تعرض للاحتلال وأن جيلاً كاملاً من الفلسطينيين في بيت لحم لا يعرف كنيسة القيامة ولا المسجد الأقصى في القدس بسبب جدار الفصل. كذلك اقتبست سيادتها من كلمة البابا فرنسيس خلال زيارته إلى الأرض المقدسة في أيار الماضي تساؤله: "أين أنت يا آدم وماذا تفعل؟" في إشارة إلى جرائم الاحتلال بين قتل واحتلال وتهجير.

أما السيد موسى درويش، من مركز اللقاء، فشدد على ضرورة مراعاة تراعي المساجد والكنائس في خطابها على واقع التعايش المسيحي الإسلامي في البلاد وأن الحوار المسيحي الإسلامي لا يدور على مقاعد المؤتمرات فقط بالقدر الذي يتم ذلك فيه بصورة عملية في الشارع الفلسطيني وفي السوق وفي العمل من خلال التعامل الإنساني اليومي بين أبناء الوطن الواحد.

من جهته تلا فضيلة الشيخ عبد المجيد عطا، مفتي محافظة بيت لحم، ما تيسر من القرآن الكريم لهذه المناسبة، وألقى كلمة شدد فيها على العلاقات الطيبة بين أبناء الشعب الواحد وضرورة الحفاظ على هذه العلاقات وأن الإسلام دين سلام يؤمن بالأنبياء جميعاً لا يفرق بينهم أحد. كذلك ذكر بأهمية العمل على إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وأن السلام في فلسطين يستلزم إزالة كل أنواع الظلم مثل المستوطنات ومصادرة الأراضي، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني شعب يحب السلام ويطمح إليه بكل وجدانه.

أما الأسقف ريتشارد كانتو، نائب رئيس لجنة العدل والسلام التابعة لمجلس الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة فقد ذكر كيف أن البابا فرنسيس يشدد في كل لقاء يجمعهم به على أهمية عقد اللقاءات: اللقاء مع يسوع المسيح، ولقاء يسوع المسيح في الآخرين: في المريض والمحتاج والسجين والمظلوم. لهذا السبب رغب الأساقفة في عقد هذا اللقاء، لأنه "عبر اللقاء تنهار الجدران ونقضي على الخوف ونرى في الآخر إنساناً له كرامة". وأضاف: "لقد لمسنا هنا جوعاً إلى السلام وعطشاً إلى العيش بحرية وكرامة، وهذا جزء من الرسالة التي سنحملها معنا إلى أبنائنا في الولايات المتحدة". واختتم بقوله: وسنواصل الصلاة والعمل من أجل السلام في الأرض المقدسة.

واختتم اللقاء بصلاة من أجل السلام تلاها الأسقف ستيفن بلير.

يذكر أن خدمات الإغاثة الكاثوليكية عملت على تنظيم برنامج الزيارة لوفد الأساقفة الذين بلغ عددهم 19 أسقفاً رافقهم خمس موظفين من مجلس الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة الامريكية، وذلك بقيادة المطران ريتشارد باتيس، رئيس لجنة العدل والسلام التابعة لمجلس الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة.