موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢١
أساقفة أوروبا يدعون لمقاربة إنسانيّة حيال أزمة المهاجرين واللاجئين على الحدود البولندية

فاتيكان نيوز :

 

شددت لجنة مجالس أساقفة المجموعة الأوروبية على ضرورة التعامل إنسانيًا مع أزمة المهاجرين واللاجئين المتواجدين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا والساعين إلى دخول أراضي الاتحاد الأوروبي، في وقت دعا فيه رئيس اللجنة ورئيس أساقفة لوكسمبورغ الكاردينال جان كلود هولريتش، الاتحاد الأوروبي إلى فتح ممرات إنسانية أمام هؤلاء الرجال والنساء والأطفال.

 

إزاء هذه المأساة اللاإنسانية شاء الأساقفة الأوروبيون أن يتوجهوا إلى قادة الاتحاد الأوروبي مؤكدين أنه لا يسعنا أن نقف مكتوفي اليدين في وقت يلقى فيه الأشخاص حتفهم على الحدود الأوروبية، مطالبين السلطات المعنية ببذل كل ما في وسعها من أجل احتواء هذه الأزمات والحيلولة دون تكرارها، كما دعوا إلى العمل على التخفيف من معاناة هؤلاء المهاجرين، خصوصًا وأن معظمهم تركوا أرضهم بسبب الصراعات المسلحة. وقد جاء هذا النداء في وقت تحدثت فيه التقارير الصحفية عن وفاة ثمانية أشخاص على الأقل بسبب البرد، إذ تتدنى درجات الحرارة ليلا تحت الصفر.

 

لجنة مجالس أساقفة المجموعة الأوروبية أصدرت بيانًا عبّرت فيه عن ألمها حيال سقوط ضحايا في صفوف هؤلاء الأشخاص حاثة الاتحاد الأوروبي على التعبير عن تضامنه الملموس مع جميع المهاجرين وطالبي اللجوء المتواجدين على الحدود البولندية. وأثنى الأساقفة الأوروبيون على مواقف مجلس أساقفة بولندا الذي طالب بتبني مقاربة إنسانيّة حيال هذه الأزمة، وذكروا بأن البابا فرنسيس نفسه عبر عن قلقه تجاه مصير هؤلاء الأشخاص. وأكدت اللجنة الأسقفية أنه من غير المقبول أن يُغض النظر عن الأشخاص الذين يموتون على حدود الاتحاد الأوروبي، وهذا يعني أن الاتحاد لم يعد يؤمن اليوم بالقيم الأوروبية، وهي خطية مميتة.
 

للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس اللجنة الكاردينال جان كلود هولريتش الذي اعتبر أن ما يجري على الحدود البولندية اليوم يعكس فشل السياسة الأوروبية، لأن النهج الذي اتبعته أوروبا قضى بدفع الأموال إلى الدول المجاورة، شأن تركيا وليبيا، كي تضمن عدم وصول المهاجرين إلى أوروبا. وبهذه الطريقة، مضى يقول، تستطيع تلك البلدان المجاورة أن تمارس الضغوط على أوروبا،فيصبح بذلك الاتحاد الأوروبي ضعيفاً جداً نتيجة تلك الضغوط.

 

بعدها حذّر نيافته من المساعي الهادفة إلى تسييس قضية المهاجرين وطالبي اللجوء وقال إن هؤلاء هم أشخاص لا يشكلون تهديداً بالنسبة لأوروبا، إنهم رجال ونساء وأطفال يحاولون الهروب من الأوضاع التي يعيشونها. وأضاف: نحن لا نعلم ما إذا كانوا لاجئين، وفقا لما تنص عليه معاهدة جنيف، أم مهاجرين اقتصاديين يأتون إلى أوروبا بحثا عن ظروف حياتية أفضل، لكنهم أشخاص يحبهم الله، وقد خلقهم الله الذي يحبهم كما يحبنا نحن. وكل شخص لديه الحق في كرامته البشرية.

 

رداً على سؤال حول ما تطلبه لجنة مجالس أساقفة المجموعة الأوروبية من الاتحاد الأوروبي قال الكاردينال هولريتش: إننا نطلب من الاتحاد أن يقبل هؤلاء الأشخاص وأن يفتح ممرات إنسانية تسمح للعديد من الدول باستضافتهم. وأضاف: إنهم أشخاص يعانون من البرد، ويواجهون خطر الموت، وإذا كانت بيلوروسيا تعاملهم بطريقة لا إنسانية لا يمكن أن يقبل الاتحاد الأوروبي بأن يموت الأشخاص على حدوده الخارجية، لأن هذا الأمر سيكون وصمة عار بالنسبة لأوروبا ويعكس فقدان القيم الأوروبية.

 

المؤسسات الأوروبية تتهم حكومة مينسك بالسعي إلى تسييس قضية هؤلاء المهاجرين واللاجئين، الذين يتراوح عددهم بين ثلاثة وأربعة آلاف شخص، إذ تستخدمهم كسلاح ضد الاتحاد الأوروبي. ووسط تراشق الاتهامات بين بروكسيل والرئيس لوكاشنكو تقوم شرطة الحدود البولندية بإبعاد المهاجرين عن حدودها مستخدمة القنابل المسيلة للدموع. وقد ارتفعت في الآونة الأخيرة أصوات عدة في بولندا وألمانيا مطالبة الاتحاد الأوروبي بالتضامن مع البلدَين لأنهما لا يستطيعان مواجهة أزمة اللاجئين لوحدهما.