موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٥ ابريل / نيسان ٢٠١٤
أجواء تاريخية في روما عشية تقديس البابوين "اليوحناوين"، وأبونا يشارك
الفاتيكان - أبونا :

تستعد مدينة روما هذه الأيام لواحد من أكبر الأحداث في تاريخها، وهو إعلان قداسة بابوين من القرنين العشرين والحادي والعشرين، ما زالت الذاكرة تحفظ لهما مآثر كثيرة أثرت في تاريخ الملايين من الأشخاص.

وقبل الحديث عن البابا يوحنا بولس الثاني، يتم الحديث عن البابا يوحنا الثالث والعشرين، الملقب بالبابا الطيب الذي أشعل في كنيسة القرن العشرين أكبر ثوراته البيضاء وهي المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. وبعدما جيء به وانتخبه الكرادلة عام 1958 ليكون بابا المرحلة الانتقالية الهادئة وغير الصاخبة، فاجأ العالم بإعلانه للمجمع المسكوني عام 62 والذي فتح أبواب ونوافذ الكنيسة واسعة أمام العالم وأمام كل إنسان. لذلك لم يشأ البابا فرنسيس أن ينتظر إلى وقت معجزة منه، فقال إن قداسته معروفة، وبالتالي إن أعظم خدمة قدمها للكنيسة هي "تحريرها" من قيود الأنانية والتقوقع. لذلك قرر أن يكون قديساً.

أما يوحنا بولس الثاني، فهو الرجل المعروف الذي غادر هذه الحياة "عائداً إلى منزل الآب" كما قال هو، بشكل هز العالم أجمع. غادر العالم في خضم الثورة المعلوماتية والتكنولوجية، والإعلامية، لذلك عرفه الناس، وما زال الكثيرون يحتفظون بصورهم معه، سيما في أثناء رحلاته الرسولية التي فاقت التصورات والتحليلات.

ومن تلك الرحلات كانت رحلته عام اليوبيل الكبير إلى الأرض المقدسة، مبتدئاً من الأردن، فقابل الملك عبدالله الثاني، واحتفل بقداس حاشد في ستاد عمان، وزار المغطس، لأول مرة، وما زال سكان الأردن يذكرون كيف أمطرت السماء في الستاد، بشكل غير متوقع، وكيف ثارت الرياح في المغطس، وكلها تقول بأن الرجل الذي كان في الأردن وقتها كان "بشر غير عادي"، لقد كان قديساً.

وبعدما عبر إلى الأرض المقدسة، التقى بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، واحتفل بالقداس في ساحة المهد، وزار مخيم الدهيشة، ومضى إلى الناصرة حيث احتفل بعيد البشارة، قرب بيت مريم التي كرس لها كل حبريته، والتقى بالشباب بقداس آخر على بحيرة طبريا، ثم عاد إلى القدس، ليختم رحلته بقداس القيامة في كنيسة القيامة، بعدما زار حائط المبكى وقبة الصخرة والتقى برؤساء الأديان والكنائس، داعياً إلى الوحدة والتلاقي.

موقع أبونا المؤسس منذ عام 2003، والذي اختار منذ عام 2005 البابا يوحنا بولس الثاني شفيعاً له، وكما شارك في حفل التطويب في 1 أيار 2011، ها هو كذلك يشارك اليوم بالاحتفال بإعلان قداسته، هو الذي أولى للإعلام أهمية خاصة ورفع أهميتها في قلب الكنيسة وقال في آخر رسالة موقعة منه في حياته الأرضية: لا تخافوا من وسائل الإعلام.

وفي الوقت الذي يشارك فيه الأب رفعت بدر، كرئيس تحرير لموقع أبونا، فإنه كذلك يشارك كممثل للبطريرك فؤاد الطوال الذي سيحتفل بقداس الشكر في مساء الأحد، يوم التقديس في القدس، وسوف يكون الأب بدر مع الكهنة الذين يقدمون المناولة المقدسة للمؤمنين. وقد أطلق على صفحات مواقع التفاعل الاجتماعي دعوة لاقت استحسان عشرات الألوف، في طلب الصلاة، من أجل نيات خاصة، فجاء في هاتفه النقال يحمل هموم وصلوات ألوف الأصدقاء.

وصباح اليوم الجمعة، شارك الأب بدر بالمؤتمر الصحفي الذي ترأسه في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الأب فيدريك لومباردي، وتحدث به الدكتور جورج فاجيل المتخصص بالشؤون الفاتيكانية ومؤلف سيرة البابا يوحنا بولس الثاني. وبعدها تحدث عن رغبة البابا القديس بأن يكون بعد قرن من الدموع ربيع من الرجاء، سأل الأب رفعت، وماذا في حق الذي يعيشون الربيع في معانيه السلبية، وبخاصة في بلدان الشرق الأوسط التي ما زالت تعيش في قرن الدموع، فكيف نقدم لشعوب منطقتنا التقديس كعلامة مصالحة وبخاصة بين أتباع الديانات في ظل نمو التعصب والانغلاق في المنطقة العربية.

فأجاب الدكتور فايجل بأن يوحنا بولس الثاني لم يكن يعرف اليأس أبداً، وبعد انهيار جدار برلين في نهاية الثمانينات، عرف العالم كيف تكون قوة الصلاة مؤثرة وفاعلة وايجابية.

وتحدث في المؤتمر كذلك الناطق الإعلامي السابق يواكيم نافارو فالس، وقال إن الكنيسة اليوم لا تصنع قديساً، بل تعترف بأن حياته كانت قداسة. وختم بقوله أنه وبعد عشرات السنين مع يوحنا بولس الثاني يقول: بأنه لا يمكن أن يكون هنالك قديس حزين، يوحنا بولس الثاني قديس في روح الفكاهة والفرح الذي تخطى وهن الجسد والباركنسون الذي كان يمنعه من اظهار ابتسامته، لكنه بقي فرحاً في الداخل، ولذلك يستحق وبجدارة أن يكون اليوم قديساً.