موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ١٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
“فيسبوك” و”تويتر” وتواصل اجتماعي

محمد سويدان :

لا يحتاج المرء للكثير من الأدلة ولا للكلام لإثبات أن وسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها “فيسبوك” و” تويتر” وغيرها أصبحت لاغنى عنها في مناحي الحياة وخصوصا على الصعيد الاعلامي والمشاركة بالرقابة على الأداء الحكومي وتشكيل الرأي العام، وإظهار السلبيات ومواجهتها، والمساهمة بتبني المواقف الوطنية في قضايا مفصلية.

لهذا، فإن “معايرة” أي شخص، وخصوصا الإعلامي، بأنه يتابع ويراقب ويستقي معلومات من”فيسبوك” و”تويتر” وغيرها، ليست في محلها، وتعتبر إساءة للشخص الذي أطلقها وليس للمتهم بالاطلاع ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي.

عندما، لم يعجب وزير العمل نضال البطاينة، تساؤلات الزميل حسن الكردي في برنامج ستون دقيقية الذي يبثه التلفزيون الأردني حاول التشكيك بمعلوماته من خلال “اتهامه” بأنه يستقي معلوماته من “فيسبوك”، وهذا الأمر مستغرب من عضو في الحكومة، حيث يقلل الوزير من أهمية ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي من معلومات وأخبار ومواقف وغيرها.

فالحكومة ورئيسها، يستخدمان وسائل التواصل الاجتماعي في الكثير من الاحيان، لتحديد موقف، أو للإشادة، ولبث معلومات، أو تفنيد اشاعات، ما يؤشر على مدى “تعويل” الحكومة على هذه الوسائل للوصول لقاعدة كبيرة من المواطنين.

وأيضا، ومن خلال القضايا والاحداث الاخيرة التي وقعت في المجتمع، وبالتحديد قضية المعلمين، فإن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا على هذا الصعيد، واستخدمها النشطاء والمعلمون لحشد الآراء وتقديم المعلومات الصحيحة بالأرقام، وتشكيل رأي عام مؤيد للمعلمين، وهذا ماحصل فعلا.

ونشاهد الآن الكثير من الجهات والمسؤولين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لأغراض متعددة ومهمة، وينشرون من خلالها معلومات في غاية الأهمية، تساهم فعلا في تشكيل الرأي العام، وحشد الناس للدفاع عن الحقوق ومواجهة مشاكل المجتمع وآفاته.

ليس عيبا، وليس شتيمة، القول للإعلامي بأنه يستقي معلوماته من “فسيبوك”، بل من الضروري، أن يكون الإعلامي فاعلا وناشطا ومتابعا جيدا لمواقع التواصل الاجتماعي.

بل من الضروري لكل وسائل الاعلام المختلفة، أن تكون فاعلة من خلال صفحات(وهذا موجود حاليا) على مواقع التواصل الاجتماعي، فهذه المواقع، مهمة وضرورية للحكومة وللمواطن في آن واحد.

وإذا لم تهتم الحكومة، أو الوزراء أو المسؤولون بمواقع التواصل الاجتماعي، فإنهم يرتكبون خطأ كبيرا، سيندمون عليه لاحقا، ولكن الثمن سيكون كبيرا.

وللدلالة على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، نشر أول من أمس مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية استطلاعا للرأي، جاء فيه، أن أكثر من نصف المستجيبين (55 %) يعتبرون التلفاز كأكثر مصدر يتابعونه من أجل الحصول على أخبار محلية تتعلق بالأردن، فيما جاء “فيسبوك” في المرتبة الثانية بنسبة 8ر23 %، وفي المرتبة الثالثة جاءت المواقع الإخبارية الالكترونية بنسبة 7ر12 % وجاءت الإذاعة في المرتبة الرابعة بنسبة 6ر3 %.

أعتقد، أن من يقلل بأهمية وسائل التواصل الاجتماعي، بعيد عن الواقع، ولن يستطيع أن يكون مؤثرا، ولذلك يجب على الإعلاميين الاستفادة من هذه المواقع من خلال استخدامها واستخدام ماتنشره في عملهم، وبشكل مستمر ودون خجل أو شعور بالنقص.

(الغد)