موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٥ مايو / أيار ٢٠١٩
وكيل صدقات البابا يعيد التيار الكهربائي لمبنى في روما يسكنه واضعو يد

روما – أبونا ووكالات :

أقدم وكيل صدقات البابا فرنسيس، الكاردينال كونراد كرايوفسكي، مساء السبت 12 أيار، بالنزول إلى قبو تزويد الطاقة الكهربائية في أحد شوارع مركز روما، ليكسر الأختام التي وضعتها الشركة المزودة بالكهرباء لقطع التيار عن مبنى يسكنه واضعو يد منذ عام 2013.

وكان المبنى الذي يقع وسط روما، قد انقطع عنه التيار الكهربائي في 6 أيار بسبب الفواتير غير المدفوعة التي بلغت 300 ألف يورو (337 ألف دولار). ويعتقد أن المبلغ تراكم خلال سنوات منذ إعادة استخدام المبنى عام 2013. ويقطن في البناية اليوم أكثر من 400 شخصًا، بينهم العديد من المشردين وحوالي 100 طفل.

ووصف الكاردينال كارجيفيسكي، الأحد، كيف نزل إلى الماسورة، وأزال الشمع الأحمر الذي كان يغطي مفتاح الكهرباء حتى يعيد التيار الكهربائي إلى المبنى. وقال لوكالة أنسا الإيطالية: "تدخلت شخصيًا لإعادة توصيل العداد. وكان تصرفي بدافع اليأس، وضرورة التدخل لأن سكان المبنى، المملوك للدولة، قضوا أسبوعًا كاملاً بلا كهرباء ولا مياه ساخنة".

وأشادت الصحافة الإيطالية بالكاردينال البولندي، ولقبته باسم "روبن هود" البابا فرنسيس. وفي مقابلة مع صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية، قال ذراع الحبر الأعظم للأعمال الخيرية تجاه المشردين والمهاجرين واللاجئين: "كان وضعًا بائسًا... أتحمل المسؤولية كاملة، إذا أرادوا أن يرسلوا لي (أمرًا لدفع) غرامة، فسوف أدفعها".

لفتة شجاعة وغير معزولة

وبهذا الصدد، قال أسقف مدينة ماتشيراتا، ناتزارينو ماركوني، لوكالة آكي الإيطالية للأنباء، "أنا مقتنع بأن الكاردينال كارجيفيسكي قد تصرف بدافع نية طيبة لا يمكن إنكارها، وذلك تماشيًا مع عمله باعتباره مسؤولا عن هيئة الصدقة الفاتيكانية، والذي يمارس مهام منصبه بشكل ملتزم جدًا، ليُشعر المهمشين في روما بقرب البابا". وأردف "لقد أعجبني حقًا، فقد قام ببادرة شجاعة".

وتابع "إن الكنيسة تقوم باستمرار بأعمال خيرية، تمامًا كمواقف التنديد العديدة التي تمثل أيضًا استنكارًا قويًا لحالات غالبًا ما نجد نواجهها بسبب قيود بيروقراطية. لا أعرف إن كنا أمام حالة مماثلة في روما"، لكن "أنا أوصي دائمًا، وكهنتي أيضًا، بضرورة تصميم الأشياء في إطار شمولي متماسك، ينطوي على أقصى قدر من المشاركة من جانب المجموعات والمؤسسات".

ورأى المطران ماركوني، أن "من المهم ألا نتوقف عند لفتة واحدة وأنا واثق من أن كارجيفيسكي لن يفعل ذلك، كونه يشارك باستمرار في الأعمال الخيرية"، أما "من يقوم بعمل ملفت للنظر ويبتعد من ثم، يتركنا أمام تفكير عميق.، واختتم بالقول "لكن الأمر ليس كذلك بالتأكيد في حالة الكاردينال كارجيفيسكي وكثير من الأساقفة الذين يقفون في الطليعة دائمًا" لمساعد الآخرين.