موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٠ يناير / كانون الثاني ٢٠١٩
وصول 49 مهاجرًا كانوا عالقين في البحر المتوسط الى مالطا

أ ف ب :

وصل 49 مهاجرا عالقون منذ أكثر من أسبوعين على متن سفينتين انسانيتين ألمانيتين الاربعاء الى مالطا بعد اتفاق لتوزيعهم على ثماني دول أوروبية أخرى.

وعبر 32 مهاجرا عالقون في سفينة منظمة "سي ووتش" غير الحكومية الالمانية منذ انقاذهم في 22 كانون الأول 2018 عن بالغ فرحتهم لدى سماعهم النبأ وأنه بات بامكانهم النزول الى اليابسة، بحسب شريط فيديو بثته المنظمة.

وصعدوا جميعا بعيد الظهر الى زوراق البحرية المالطية التي نقلتهم الى فاليتا. وكذلك فعل 17 مهاجرا آخرون عالقون منذ 29 كانون الأول في سفينة منظمة "سي آي".

وكان سمح للسفينتين قبل أسبوع بالاحتماء من سوء الاحوال الجوية في المياه المالطية لكن الاتفاق على انزال المهاجرين تطلب وقتا لأن مالطا اشترطت أن يشمل 249 مهاجرا آخرين انقذتهم واستقبلتهم في الأيام الأخيرة.

وأعلن رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات في مؤتمر صحافي الأربعاء "تم التوصل الى اتفاق مناسب (..) 220 شخصا سيتم توزيعهم على دول أخرى أعضاء (في الاتحاد الاوروبي) او سيعودون الى بلدانهم الأم".

وسيتم توزيع المهاجرين على ألمانيا وفرنسا والبرتغال وايرلندا ورومانيا ولوكسمبورغ وهولندا وايطاليا، بحسب المصدر ذاته.

بالتوازي مع ذلك، سيتم طرد 44 بنغلادشيا من مجموعة المهاجرين الذين أوتهم مالطا الى بلدهم واعتبرت فاليتا أنه ليس لديهم سبب لطلب اللجوء اليها. وسيبقى 78 مهاجرا من مجموعة أولى في مالطا أصغر دول الاتحاد الأوروبي (450 الف نسمة).

وأوضح موكسات (يسار) "أردنا توجيه رسالة سياسية قوية مفادها أنه يتعين تقاسم العبء لان الأمر يتعلق بمشكلة أوروبية. وهذا ليس خطابا ضد المنظمات غير الحكومية، ببساطة أردنا أن يطبق الجميع القواعد" المرعية.

"مؤشر ضعف"

وأضاف "ان كل ساعة مرت بدون تسوية لم تكن موضع اعتزازي" معربا عن أسفه لكون الحل لم يشمل الا بعض دول الاتحاد الاوروبي وليس جميع دوله.

وخشية وصول مزيد من المهاجرين الى مياهها في المستقبل مع نقص سفن الانقاذ الى جنوبها، سعت مالطا للتوصل الى حل "كامل وشامل".

واضاف موسكات "من طبعنا أن نساعد الأشخاص الذين هم في أوضاع صعبة لكن بوصفي رئيس وزراء لا يمكنني أن أتخلى عن مسؤولية الحفاظ على أمننا ومصالحنا الوطنية" مكررا أن الاتفاق الذي تم التوصل اليه لا يمكن أن يشكل "سابقة".

وبحسب المفوض الأوروبي المكلف الهجرة ديمتريس افراموبولوس فان "الأسابيع الأخبرة لم تكن الأفضل بالنسبة الى أوروبا. ووجود 49 شخصا على سفينتين لنحو ثلاثة أسابيع، أمر لا يمكن أن (يشرف) الاتحاد الأوروبي".

وكما هي الحال مع اتفاقات سابقة لتوزيع مهاجرين يتم انقاذهم من سفن انسانية أخرى او حتى من حرس السواحل الايطاليين، دعا المفوض الى "ارساء آليات دائمة" لتفادي أزمات مقبلة.

وفي باريس طالب متحدث باسم الخارجية أيضا "بآلية دائمة" وذكر بالمبادىء التي تدعو اليها فرنسا التي لم تفتح أبدا، بعكس ايطاليا ومالطا واسبانيا، موانئها للمهاجرين الذين يتم انقاذهم قبالة ليبيا، وهي "رسو السفن في الميناء الآمن الأقرب والتضامن في استقبال الاشخاص المحتاجين حماية".

وفي ايطاليا أثار 15 مهاجرا وافق رئيس الحكومة جوزيبي كونتي على استقبالهم، جدلا حادا وسيلتقي مساء الاربعاء مسؤولو الأغلبية في اجتماع طارىء لبحث الأمر. يشار الى أن وزير الداخلية ماتيو سالفيني يعارض بشدة وصول مهاجرين.

وقال سالفيني "في بروكسل يتظاهرون من دون فهم ويسهلون عمل المهربين والمنظمات غير الحكومية" وأضاف زعيم حزب الرابطة (يمين متشدد) "أن الخضوع لضغوط وتهديدات أوروبا والمنظمات غير الحكومية هو مؤشر ضعف لا يعكس ارادة الايطاليين".

ويلقى شعار "سالفيني لا تتراجع" على تويتر شعبية كبيرة بين الايطاليين.