موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٠ سبتمبر / أيلول ٢٠١٨
مينا وجيه.. المصري الوحيد في مارثون كاليفورنيا بدافع وطني وإنساني

بودابست - مايكل عادل أمين :

مينا وجيه مصري من مواليد محافظة المنيا وينتمي لأسرة مصرية قبطية كاثوليكية، لم يكتفِ أن يكون متميزًا في مجال عمله كطبيب علاج طبيعي في أمريكا إنما دفعه حلمه للمشاركة في أكثر من سباق. فبدأت رحلته من مصر وانطلق منها ليشارك في سباقات عديدة في بلاد مختلفة، آخرها الترا مارثون في ولايه كاليفورنيا، حيث شارك كأول مصري في سباق جبلي وقطع 330 كيلو متر على اأرتفاع ٣ كيلو من مستوى سطح البحر خلال 3 أيام و20 ساعة.

ذكر مينا في تسجيل له عن الأسباب التي دفعته للمشاركة في هذا المارثون الصعب، حيث قال "أردت المشاركة في هذا السباق من أجل هدفين الأول لأكون أول مصري يخوض سباق من هذا النوع، والدافع الثاني لجمع تبرعات للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة في مصر". كما ذكر بالصعوبات التي واجهها خلال هذا المارثون Tahoe 200 والتي لم يواجهها خلال في الـ33 سباقًا التي شارك بها من قبل. ومن أصعب التحديات للعدائين على مستوايات مرتفع هي صعوبة التنفس وعدم تحمل اختلاف وتغير درجات الحرارة".

لا يتميز مينا فقط بكفاحه وإصراره على تحقيق حلمه، إنما يتمتع بإيجابية تعكسها إبتسامته الدائمة، ويظهر مينا كمثال جيد على الإصرار والعزيمة في عالم يُتهم فيه الشباب باللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية، ولذلك أتمنى أن يصبح مينا مثال يقتدي به شباب اليوم في تحقيق أحلامهم. لأن الأحلام لن تتحقق بالكلام إنما بالأفعال والاستمرارية، وعدم السقوط في الاحباط أمام الصعوبات إنما الكفاح من أجل الهدف والحلم. وفي رأي الشخصي، فإن الإنسان الذي يعيش بلا حلم فهو إنسان بلا مستقبل، والحلم الخالي من أهداف يصبح مجرد أفكار، والأهداف من دون إصرار تبقى أمنيات بعيدة المنال.

ما أجمل أن يكون الدافع وطني وإنساني، وهكذا كانت أهداف مينا قبل السباق، لذلك شجعه أصدقائه المصريين على صفحات التواصل الاجتماعي، وبادر الجميع بمشاركة صور مينا لتشجيعه ومساندته للإستمرار رغم كل التحديات التي واجهها وكان يشاركها على صفحته الشخصية. إن هذا التفاعل يدل على حب أبناء وطنه له وإعتزازهم به كأول مصري يخوض مثل هذا النوع من السباقات.

بدأ مينا السباق من دون راعٍ رسمي، وربما كان وحيدًا في المارثون، ولكن خلاله أخذ كل شخص من أصدقاء العداء الدولي على عاتقه أن يكون الراعي الرسمي لمينا بشكل شخصي، فأصبح له رعاة رسميين معنويًا وليس ماديًا، وأثبت لجميع من لم يقدموا له يد المساعدة من الناحية المادية بأنه أغنى منهم بأصدقائه المسلمين والمسيحيين، المصريين والأجانب، الكبار والصغار. فقد فاز بحب ودعم أصدقائه ومن لم يساعده ماديًا خسروا في المشاركة في حدث إنساني هام وتضامن وطني من الدرجة الأولى.

وفي ختام مقالي أقدم أجمل التهاني لصديقي مينا ليس فقط لأنه أنهى أكبر سباق في حياته، وأقدم تهنئتي على دعم ومحبة الناس له، وأشكره على إصراره لأنه أصبح مثالاً رائعًا لشباب كثيرين لقوة التحمل وقبول التحدي، متمنيًا له المزيد من التقدم والنجاح.