موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٩
شباب اسيوط في أيام الدعوات: نحن رسالة وشهادة

أسيوط - ناجح سمعـان :

"نحن رسالة وشهادة"، شعار حملته فعاليات لجنة الشباب والدعوات بأبرشية أسيوط للاقباط الكاثوليك، احتفالاً بتساعية الصلاة من أجل الدعوات الكهنوتية والرهبانية والعائلية، وقد جاء اليوم الأبرشي للدعوات، الجمعة 29 نوفمبر2019، تتويجًا لمسيرة اللقاءات الأربعة التي نظمتها اللجنة بين ربوع الأبرشية خلال الفترة من 25 حتى 29 نوفمبر. كانت لجنة الشباب والدعوات قد نظمت أعمال اليوم الأبرشي للدعوات بمبنى القديس كيرلس الاسكندري للخدمات التابع لمطرانية اسيوط للاقباط الكاثوليك حيث قام بحفظ النظام خلال اليوم فريق كشافة أم المحبة الإلهية بمدينة أسيوط، وقد شارك في أعمال اليوم قرابة (600) شابًا وشابة من مختلف كنائس الأبرشية.

بدأ اليوم بالقداس الاحتفالي حيث ترأس الصلاة صاحب النيافة الأنبا كيرلس وليم، مطران أسيوط للأقباط الكاثوليك، وعاون نيافته في الصلاة الأب فرنسيس حلمي منسق لجنة الشباب والدعوات بالأبرشية، القمص اسطفانوس بخيت، القمص مرقس يوسف، الأب أيوب شفيق، الأب بيشوي ناثان، الأب روماني منير، والأب جوزيف نبيل اليسوعي. وقد قام بخدمة الألحان بالقداس خورس كنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك بكوم أبو حجر.

خلال عظة القداس قال نيافة الأنبا كيرلس للمشاركين: أيها الأبناء المباركون، نشكر الله الذي يعطينا أن نختتم اليوم مسيرة الصلاة من أجل الدعوات، إنه تقليد نحرص عليه في الأبرشية منذ حوالي ثلاثين عامًا، متحدين مع الكنيسة الجامعة في الصلاة من أجل المكرسين. لكل إنسان دعوة خاصة يلمس فيها نعمة الله التي تؤهله إلى رسالة فريدة في نشر ملكوت الله على الأرض، فبالكنيسة دعوات متعددة كلها تمجد الله وتحمل محبته للبشر. وأضاف: نصلي من أجل الدعوات الكهنوتية والرهبانية ونثق أن الله يسمع صلاتنا في الوقت المناسب حيث نلمس ثمار هذه الصلوات في الدعوات الصالحة التي يرسلها الرب إلينا، ويكفي أن نذكر أنه في عام واحد تمت بالأبرشية رسامة أربعة كهنة: اثنين منهم كهنوت أبرشي والآخرين أحداهما فرنسيسكاني والأخير يسوعي، إلى جانب العديد من النذور الرهبانية المؤقتة والدائمة للأخوات الراهبات من مختلف الجمعيات الرهبانية النسائية. واختتم الانبا كيرلس العظة بقوله: نشكر الله على كل عطاياه، ونشكر العائلات التقية التي تقدم أبنائها بسخاء للرب لأن الدعوة الحقيقية تنبع من الوالدين الأتقياء الذين يغرسون في قلوب أبنائهم محبة الله والكنيسة.

عقب القداس الإلهي استمع الحاضرون إلى باقة من الترانيم الروحية قدمها كورال الماء الحي بكنيسة قلب يسوع الأقدس بالقوصية، ثم ألقى الأب جوزيف نبيل اليسوعي محاضرة حول عنوان الاحتفالية "نحن رسالة وشهادة ". عن معنى الرسالة قال، إن الرسالة تحمل معنيين، المعنى الأول هو نص الرسالة أي دعوة الله لي وهو ما يتطلب ضرورة قراءتها بعمق وقراءة ذاتي في ضوء هذه الدعوة. أما المعنى الثانى فهو الإرسالية، أي أن أكون مرسل، حامل رسالة لكل الناس. وحول دعوة الحضور أضاف الأب جوزيف اليسوعي: إن الدعوة الأساسية هي أن اكتشف بأن الله يحبني وهو ما يدفعني إلى تأمل ذاتي ورسالتي، أما دعوة الحضور فهي اصغاء جديد لروح الله وعمله فينا، وكيف يكون لنا حضور فاعل في واقعنا وهو ما يقودنا إلى الشهادة للمسيح. وفي حديثه عن معنى الشهادة، أردف: إذا أردت أن تكون مرسلاً وشاهدًا للمسيح فانطلق ولا تخف، وليكن لديك الاستعداد دائمًا لتعطي، لتموت، تموت عن أفكارك وحريتك وكرامتك من أجل المسيح. واختتم الأب اليسوعي المحاضرة بقوله: في السجود أمام القربان الأقدس تتغير حياتنا بالكامل لأن يسوع المسيح هو قدوتنا وهو الضامن للدعوة وصاحبها.

استمع الشباب بعد المحاضرة إلى خبرة حياة من الأب بيشوي ناثان من كهنة أبرشية المنيا للأقباط الكاثوليك، وشقيقته الأخت نرمين يسوع من راهبات أخوات يسوع الصغيرات. كما شاهد الشباب تسجيل فيديو من والدة الأب بيشوي والأخت نرمين ذكرت خلاله الأم سعادتها بدعوة ولديها للتكريس، وأعربت الوالدة التقية عن فخرها بتقديم كل أبنائها للرب، وتمنّت لهما خدمة مثمرة في الكهنوت والرهبنة.

إلى جانب الصلوات والترانيم والخبرات الحياتية، كان للجانب الفني دورًا موثرًا في احتفالية اليوم الأبرشي للدعوات بأسيوط حيث قدم فريق رحالة المسرحي من أبناء أبرشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، عرضًا مسرحيًا بعنوان "قبور الأحياء" عرض خلاله قصة خدمة القديس داميان لمرضى الجزام في الفترة من 1873 حتى وفاته في 1889. واختتم اليوم بتوزيع الهدايا والتذكارات للمشاركين ثم تلاوة الجميع للصلاة التالية من أجل الدعوات: "ربنا يسوع المسيح الذي رافق تلميذي عماوس على الطريق، وكشف لهما سر الآمه وموته وقيامته ومحبته واشركهما في سر فصحه المقدس. تنازل يا يسوع ورافق شبابنا الغارق في الإحباط وخيبة الأمل واكشف لهم سر محبتك وسر تعزيتك الالهية، ودعوتك لهم ليعيشوا فرح القيامة، فينطلقوا لإعلان البشرى السارة لجميع الناس، ويكونوا من المدعوين لتكريس حياتهم، وشهود أمناء للقيامة والفرح والرجاء، منشدين قام المسيح.. حقًا قام".