موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٧ يونيو / حزيران ٢٠١٩
روتين

منال الفانك :

تأخذنا الحياة بمشاغلها،همومها و أعبائها،،،
هذا بوظيفته،تلك بعملها ،هو بدراسته، هي ببيتها و عائلتها،،فكل بمكانه مجنَّد،،جندي وفي!!
و ما أن تسأل أحدهم عن أحواله،تراه يجيب بتلك الإجابة المعهودة (الحمد لله ،روتين و ماشي)
أي حتى الكلمات باتت روتيناً على ألسنتنا،، جاهزة مجهَّزة لأي سؤال،،لأي موقف،،
أعجبنا ،،نحمد الله،،لم يعجبنا !!لن نعجز ،فهناك مخزون لا بأس به أيضاً من كلمات روتينية نتصدى بها و نواجه،،
و من هنا لهناك، من رأي لآخر ،،و من واقعٍ لآخر تجدنا كلنا نعاني لسبب ما ،،أو لا نعاني ف(كله تعويد)،من رفيق ثقيل الظل ،ما يدعى (روتين)،،،
لكن لا يكاد أي موضوع يخلو من الطرافة بمكان،،أذكر لكم ما قد يرسم ابتسامة على وجوهكم (كسراً) لروتين المواضيع و المقالات المعتادة،،،
هناك موظفة تنتظر الجمعة لتغيير نمط أسبوعها (المتعب)،،كيف؟؟؟
قامت تلك السعيدة،ب(نبش) خزانة الملابس و أعادت توضيبها من جديد!! فعلا كسرت روتينها و كسرت قلبي!!!
نأتي لأخينا الموظف،،ما مشاريعك البنّاءة لعطلة نهاية الأسبوع؟؟؟
يجيبك بثقة تأخذك إلى جبال الألب كأقل انطباع !!

و فعلا تم!!(بيجاما و ريموت التلفاز) و الباقي لمخيلتكم،،،
هناك ربة منزل مرهقة طيلة الأسبوع،،و كانت(الصدمة) فعلاً أنها هي الأجرأ و الأكثر تمرداً على أقرانها،،فكسر الملل و التغيير لا يقتصر على الموظفين،،،
قامت عزيزتنا و(عجنت) و أمضت العطلة العائلية (بلشانة) بأصناف المعجنات نصف النهار،،و ما أن غربت شمس يوم التغيير الرائع ،حتى جاعوا!!! فلله درك يا عزيزتي!! إبداعٌ نادر،،،،،
أما العمالقة من المتقاعدين الذين أنهوا العقد السادس من أعمارهم،،فهم سادة التغيير!!!هم الدينامو الذي منه نستمد طاقاتنا الإيجابية،،،
هي لم تشاوره قبيل التعزيل ثقيل العيار ( زيح كنابات و تنزيل برادي)،،فكسر البطل روتينهما و قام بواجبها!!!
و ذات مرة هو ،،،لكثرة تدخلاته ومحاضراته و تنظيره ،عملتْ هي له اللازم،،فتخيلوا جمالية الوضع و روعته!!!
يوماً بعد يوم،أسبوعاً وراء الأسبوع ،و عاماً تلو العام،نجد العمر قد شارف على الانتهاء، و لو دققنا لوجدنا أننا عشنا على فسحة الأمل ،و نحن (مكانك سر)،،
ترى،،ما الذي يوقفنا عن كسر الروتين؟؟
أهي ضيق الحال ؟؟
لا أعتقد أنها دائماً،،،،
ضيق الوقت؟؟؟
لا،،،،،فهناك وقت ضائع و مهدور غير مُستغَل،،،
أم هو الكسل(الفكري)؟؟
نعم قد يكون،،فبإرادتنا كثيراً ما نجمِّد لحظات في المخيلة،و نبقيها دون أدنى محاولة لصهرها و تحويلها لواقع مفرِح ،قليل التكلفة،ثمين اللحظة،،،،
لمَ نعش على مبدأ (كله تعويد)،،،و (روتين وماشي)!؟؟؟
هاتوا لنا من طُرَفِ كسر الروتين ما حققتم،،،
مع تمنياتي لكم بروتيناً مكسوراً لا يجبِّره لا ضماداً و لا جبصيناً،،،،،،