موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٢٣ يونيو / حزيران ٢٠١٩
دواء الحوار بدل سلاح الكراهية

د. مارسيل جوينات :

دعونا نتأمل ما يدور حولنا من أزمات بكافة الأنواع والأشكال، وجعلت المنطقة تعيش واحدة من أسوأ ما مر عليها في تاريخها الممتد على امتداد مئات بله آلاف السنين، مقسمينها ما بين الإيجابية والسلبية في أوضاعنا الحالية وفي حياتنا. ماذا نريد؟؟ محاولين الابتعاد عن البقعة الرمادية في حياتنا اليومية بعد أن اختلط الحابل بالنابل.

لننظر الى ما يدور حولنا، في كثير من الأحيان، حتّى ولو كانت سلوكيات فردية أو من جماعات صغيرة، حتى ولو اعتبرنا أنها ليست ظاهرة من ظواهر خطاب كراهية واقصاء للآخر، إضافة إلى الانفرادية والتعصب والغلو، وخاصة مع التقدم كل يوم في وسائل الإعلام وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، والكثير غيرها اذا لم تعد محصوره من كثرتها ومن عديد البرامج التطبيقية التي نعرفها ولا نعرفها، وهي أصبحت اقرب الينا من انفسنا احياناً.

فمن خلال التاريخ والدروس التي نستطيع أن نستقيها، ماضياً وحاضراً، نستنتج أن الحوار هو الدواء المبني على المحبة والسلام في إقصاء ونبذ سلاح الكراهية. فالسلاح، عند استعماله، مهما كان نوعه وطريقة استخدامه والهدف منه دائما ما يكون مدمراً ولا ربح عند استخدامه في غير سبيل تكريس المبادئ والأخلاقيات التي اتفقت عليها البشرية في سعيها للتقدم، لا بالعكس فالخسارة لدى الطرفين. عكس الدواء الذي يعود الينا بالشفاء وخاصة دواء الحوار الذي يعطينا الأمل بمستقبل وحياة افضل.

عقد، قبل أيام، مؤتمر دولي هنا في عمان بعنوان « الإعلام ودوره في الدفاع عن الحقيقية «. كانت الأوراق المقدمة متنوعة. وقد طرحت العديد من التساؤلات وطرحت إجابات على العديد من هذه التساؤلات، وخرج المؤتمر بتوصيات قابلة للتحقق اذا عملت عليها الجهات المعنية، معا،ً للوصول الى نبذ خطاب الكراهية وخاصة المنتشرة عبر مواقع التواصل الإحتماعي ووضع استراتيجية ثابتة وقوانين ملزمة لتجريم الإساءة الى الأديان والتصدّي الإعلامي لخطاب الكراهية. ولا ننسى أن من المهم العمل على إيجاد مناهج مدرسية تربّي اولادنا على أخلاقيات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. إن لكل جيل مدرسته وثقافته وتربيته، لذا علينا مواكبة تطوّر وتقدّم الأجيال وتوجيههم بما يتماشى مع عصرنا ونحن في الألفية الثالثة.

وقد ركّز جلالة الملك من خلال كلمته، التي القاها اليوم الخميس 20-6-2019، في افتتاح المؤتمر الدولي «مجتمعات متماسكة» في سنغافورة حث فيها الشباب والشابات ل» أن تكون أصواتهم مسموعة، خصوصاً، على مواقع التواصل الاجتماعي وتسخير مواهبهم لتعزيز التفاهم المتبادل والأمل، كما حثهم على أن تكون أصواتهم « معتدلة وايجابية، واستعادة هذا الفضاء للتوجه، بالذات، الى الحوار والتفاهم».

دعونا معاً ننبذ سلاح الكراهية ونستعيض عنه بالحوار ليكون نهج حياتنا اليومية.

(الدستور الأردنية)