موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ١٢ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٨
ببجي لعبة الكترونية خطيرة جدا

د. جورج طريف :

حذرت مديرية الامن العام من انتشار لعبة على الهواتف الذكية تسمى «ببجي» وهي لعبة تسمح لمجموعة ضخمة من اللاعبين باللعب بشكل فردي أو مجموعات، محورها القتال بين بعضهم ضمن مواجهة بين الجميع، هي اليوم أشهر ألعاب الحرب وأكثرها اهتماماً في واقع المراهقين وغيرهم ايضا.

اللعبة التي اصبحت مجانية وفي متناول يد كل من يحمل الاجهزة الذكية تسمى ( باتل جراون) ، نالت قدراً من الشهرة وتشبه لعبة فورت نايت مع أن لعبة ببجي هي الأقدم، واليوم، تشير الاحصائيات الى بيع أكثر من 15مليون نسخة من اللعبة، وتضم أكثر من 2 مليون لاعب، كما تم تحميلها أكثر من 32.34 مليون مرة، وأصبحت اللعبة في مقدمة التطبيقات التي يجرى تحميلها في أكثر من 100 دولة حول العالم.

تقوم فكرة اللعبة على توفير طائرة حربية تضم مئة لاعب تحلق فوق جزيرة كبيرة وتبدأ اللعبة بأن يختار اللاعب مكان قفزه من الطائرة، بعد ذلك عليه جمع الأسلحة والإضافات الأخرى الموجودة في هذه الجزيرة لتساعده على النجاة، وكل اللاعبين سيكونون صيادين وقتلة أو ضحايا في اللعبة خارج منطقة محددة في الجزيرة (الزون ) التي تتقلص باستمرار بعد أن يصفي كل لاعب الآخر بحيث تنتهي اللعبة بقتل وخسارة من هم خارج الزون، وعليك أن تكون الشخص الأخير الحي على الجزيرة بقتل جميع المحاربين حتى تخرج منتصرا من اللعبة.

خطورة اللعبة تبرز في سرعة انتشارها بين جيل الشباب حتى أصبحت في مقدمة الألعاب على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، وقد حذر علماء النفس في العديد من دول العالم من استخدام الشباب لهذه اللعبة كونها تجعل الانسان يهرب من واقعه ليعيش في عالم آخر بعيدا عن الحقيقة ومبني على التخيلات والأوهام وضياع وقت الفرد في شيء فارغ لا فائدة منه، والأسوأ من هذا كله أنها لعبة تقود الى العنف والعنف المضاد بمعنى انها تخلق جيلا من الشباب قد يلجأ الى العنف والقتل والتدمير لحل نزاعاته الشخصية كون اللاعبين يستخدمون السلاح لقتل الآخرين ما يشجع الشباب على استعمال السلاح في حياتهم العادية... وهنا تكمن الخطورة.

مديرية الأمن العام حذرت الاسبوع الماضي بشدة من خطورة هذه اللعبة، وقالت المديرية في كتاب تم تعميمه بأن اللعبة تساعد على تنمية العنف وتسيطر على نفسية اللاعب وادخاله في حالة من التشويق والادمان واستفزاز الخصم اكثر للقيام بأعمال القتل والتدمير كما انها تركز في جوهرها على تشكيل جماعات وعصابات والتواصل بين اللاعبين صوتا وصورة من كافة انحاء العالم ومن كلا الجنسين ذكورا واناثا. كما عممت المديرية على كافة مرتباتها بعدم تحميل او ممارسة هذه اللعبة وخلاف ذلك يتحمل كل من يخالف المسؤولية القانونية وسيتم اتخاذ اشد العقوبات بحقه.

لعبة «ببجي» من أخطر الألعاب الالكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي والوصول اليها اسهل مما هو متوقع خاصة وانه مجاني ما يستدعي من كل أب وأم ومعلم ومعلمة بث الوعي والتحذير من مغبة انتشار مثل هذه الألعاب ومراقبة ومتابعة هذه الحالة حتى لا تستشري في مجتمعنا وتنال من شبابنا الصاعد في المدارس والجامعات والمؤسسات العامة والخاصة وتولد لديهم العنف وتشجعهم على الانعزال وبث الرعب والفرقة والكراهية وعدم التسامح بين جميع فئات المجتمع.

(الرأي الأردنية)