موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الخميس، ٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٨
اللغة العربية في زمن الفيسبوك والتويتر

سدني - انطون سابيلا :

كانت وما تزال اللغة العربية من اجمل اللغات في العالم كونها لغة شاعرية لقوم يحبون الشعر والكلمة والخطابة البليغة.

وليس سراً أن اللغة العربية هي لغة سامية وأنها تاثرت بالسريانية والآرامية وغيرها من اللغات.

ولكن هذه اللغة العريقة تواجه اليوم تحديات كبيرة حيث تمتلىء صفحات التواصل الاجتماعي بأخطاء املائية وكلمات من صنع اصحابها وطرق لفظ غير معهودة. وهذه التحديات تشير بوضوح أن هناك ثقافة لغوية جديدة شئنا أم أبينا وعلينا أن نجد حلولاً لها أو نغض الطرف عنها.

ونلاحظ على الفيسبوك والتويتر كتابة الكلمات مثلما يتم لفظها، على سبيل المثال، "جدن" بدلاً من "جداً" و"شوكرن" بدلاً من "شكراً" و"ماشالله" بدلاً من "ما شاء الله."

والمشكلة في هذه الكتابات أنها تجعل الناس أقل إدراكاُ للطريقة الصحيحة في الكتابة.

فالأطفال الذين يتابعون صفحات اصدقاءهم سيجدون أن كلمة "ضابط" تُكتب مثلما تُلفظ بالعامية "ظابط" أو حتى "زابط" وأن كلمة "موظّف" تُلفظ "موضّف". ولن ننسى كلمة "قلبي" التي تُكتب "ألبي" أو "حبيبة" التي تُكتب "حبيبت،" والخ.

كما أن الأطفال الذين يتواصلون مع بعضهم البعض عبر تطبيق "واتساب" أحياناً يكتبون بطريقة خاطئة ولا يوجد احد ليصحح لهم الخطأ، وهكذا ينشأون وهم يكتبون بالطريقة الخاطئة.

وطبعاً هناك اللغة العربية بالأحرف اللاتينية التي تم اختراعها خصيصا للتواصل الاجتماعي. وهذه اللغة تؤثر أيضاً على الكتابة الصحيحة باللغة العربية لأن الذين يعتادون عليها سوف ينسون مع الوقت كيف تُكتب بعض الكلمات باللغة العربية.

ولكن الطامة او المشكلة الكبرى تكمن في "خبراء" اللغة العربية الذين ما يزالون يرفضون "تسهيل" اللغة للانسان العادي. ومن خلال خبرتي التي امتدت قرابة 40 عاماً في مجال الترجمة والكتابة الصحافية وجدت ان نسبة كبيرة من العرب المقيمين والمغتربين يواجهون صعوبات كبيرة في فهم (وليس فقط قراءة) نصوص اللغة العربية. وكما قال لي احدهم :"عندما أقرأ مقالاتك أفهمها جيداً لأنها بلغة سهلة مع أنها لغة فصحى ولكن في كثير من الأحيان عندما أقرأ مواضيع في نشرات أو مجلات عربية لا استطيع فهمها كلياً، واعتقد أنني لو قرأتها باللغة الانجيلزية لفهمتها أكثر من اللغة العربية. " هذا هو حال انسان متعلم ومثقف فكيف الحال بالانسان العادي المغترب الذي جاء إلى استراليا منذ زمن طويل أو أنه لم يكمل تعليمه في بلاده لاسباب الحروب ويكافح لفهم لغته. هناك حاجة ملحة لتجديد في عالم اللغة العربية مثلما هو حاصل في لغات أخرى كي يفهم الانسان العادي لغته بشكل مبسّط وبدون تعقيدات "الخبراء!"