موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٨
الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تعلن قطع الشركة مع بطريركية القسطنطينية

مينسك - أ ف ب :

اعلنت الكنيسة الارثوذكسية الروسية الاثنين في مينسك قطع الشركة مع بطريركية القسطنطينية في فصل جديد من الازمة بين الكنيستين المتنافستين بعد قرار بطريرك القسطنطينية الاعتراف بكنيسة مستقلة في اوكرانيا.

وقال المتروبوليت هيلاريون، المكلف بالشؤون الدبلوماسية في بطريركية موسكو للصحافيين في ختام مجمع للكنيسة الروسية في عاصمة بيلاروسيا "لا يمكن ان نقيم قداديس مشتركة وكهنتنا لن يشاركوا بعد اليوم في خدم ليتورجية مع اساقفة بطريركية القسطنطينية".

واضاف "لا يمكن ان نستمر في الشركة مع هذه الكنيسة لانها في وضع انشقاق". واوضح الأسقف هيلاريون ان هذه القطيعة الكاملة تعني ايضا ان المؤمنين التابعين لبطريركية موسكو ما عادوا يستطيعون تناول القربان المقدس في كنائس تابعة لبطريركية القسطنطينية.

وقرر بطريرك القسطنطينية برثلماوس الاول الاسبوع الفائت الاعتراف بكنيسة ارثوذكسية مستقلة في اوكرانيا، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل ملايين المؤمنين في هذا البلد حيث لا يزال للكنيسة الروسية تأثير كبير.

وبعد استقلال اوكرانيا العام 1991 وانهيار الاتحاد السوفياتي، اسس فيلاريت دينيسنكو الذي كان اسقفا تابعا لبطريركية موسكو كنيسة ارثوذكسية اوكرانية اعلن نفسه بطريركا لها، الامر الذي دفع موسكو الى رشقه بالحرم الكنسي. ومذاك انقسم الاوكرانيون بين الكنيستين. ولكنيسة موسكو اكبر عدد من الابرشيات في اوكرانيا (اكثر من 12 ألفًا) لكن بطريركية كييف يتبع لها اكبر عدد من المؤمنين وفق آخر الاستطلاعات.

وازداد توتر العلاقات بين الكنيستين مع الازمة الروسية الاوكرانية التي تجلت خصوصا في ضم موسكو للقرم في آذار 2014 والنزاع في الشرق الاوكراني الموالي لروسيا والذي خلف اكثر من عشرة الاف قتيل. وتحظى كنيسة كييف بتأييد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو والنواب، ويعتبر اعلان استقلالها وسيلة لتوجيه ضربة الى النفوذ الروسي في اوكرانيا، وخصوصا ان البطريرك الروسي كيريل قريب جدا من الكرملين.

ونددت بطريركية موسكو بما اعتبرته "انشقاقا" و"كارثة" محذرة من وقوع اضطرابات في اوكرانيا بين اتباع الكنيستين. حتى ان بعض الكهنة في رعايا تابعة لموسكو دعوا المؤمنين الى الاستعداد للدفاع عن كنائسهم في وجه اي محاولات محتملة للاستيلاء عليها.

واحدى المسائل الاكثر حساسية تكمن في معرفة الى اي كنيسة ستتبع الاديرة الارثوذكسية الكبيرة في اوكرانيا، وابرزها دير كييفو-بتشيرسك في كييف ودير بوتشاييف في غرب البلاد، علما بانهما يتبعان حاليا بطريركية موسكو. وقال المطران الاوكراني كليمنت فيتشيريا المتحدث باسم الكنيسة التابعة لموسكو ان السلطات "تؤكد انه لن يتم اللجوء الى العنف، ولكن كيف تعتزم نقل كنائسنا ومقارنا الى جهات اخرى؟".

وكانت كنيسة موسكو قلصت علاقاتها في ايلول مع بطريركية القسطنطينية بعد زيارة لكييف قام بها موفدان من القسطنطينية. كذلك، قررت بطريركية القسطنطينية الاسبوع الفائت إعادة البطريرك فيلاريت دينيسنكو "الى رتبته في الهرمية الكنسية" بعد النظر في طعن تقدم به ضد قرار حرمانه الذي اصدرته الكنيسة الروسية.