موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١١ يونيو / حزيران ٢٠١٩
البطريرك ساكو: يسألني الجميع الآن: متى سيأتي البابا؟

الفاتيكان - أبونا :

أثناء تواجده في شمال البلاد للمشاركة في مراسيم تأدية نيجيرفان بارزاني اليمين الدستورية رئيسًا لإقليم كوردستان العراق، سمع بطريرك بابل للكلدان الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بالكلمات التي نطق بها البابا فرنسيس، معربا عن رغبته في زيارة العراق في عام 2020. وهناك، استطاع غبطته أن يتلمّس ردود أفعال الترحيب الحارّة على هذه التصريحات في "اتصال مباشر" مع الزعماء السياسيين والدينيين في البلاد.

وفي أول حوار له بعد هذه الأنباء، أعرب البطريرك ساكو، للصحفي المخضرم جاني فالنته في موقع الفاتيكان إنسايدر، عن سعادته بنيّة الحبر الأعظم زيارة بلاده العام المقبل، لكنه أوضح بأنه "في الوقت الحالي، فلا يوجد إلا رغبة البابا فرنسيس فقط، ولا شيء مخطط له. لكن تصريحاته قد شكّلت، بلا شك، فرحًا عارمًا للجميع: المسلمين والمسيحيين، وأعضاء الحكومات".

وحول احتمالية زيارته لأور الكلدانيين، أجاب البطريرك الكلداني: "أعتقد ذلك. لقد تحدّث معي الرئيس برهم صالح بالأمس عن هذه الاحتمالية. يمكن أن يكون هناك صلاة مشتركة للمسيحيين والمسلمين". وعن الأماكن الأخرى التي يمكن أن يزورها قداسته، قال: "أعتقد بأنه ستكون هناك زيارة إلى العاصمة بغداد للقاء السلطات المدنية والاحتفال بالقداس. من ثم الانتقال إلى الشمال للقاء المهجّرين، والصلاة معهم".

وحول المواضيع التي يمكن أن يتناولها البابا خلال زيارته التي تعدّ الأولى على الإطلاق لحبر أعظم إلى البلاد، قال البطريرك ساكو: "لقد تحدّثت عن التسامح المتبادل كمصدر للمصالحة في الرسالة التي وجهتها إلى المسلمين العراقيين في ختام شهر رمضان. فيبدو لي أن لدى للبابا ’مشروعا‘ مع البلدان ذات الغالبية المسلمة، فهو زار مصر والإمارات والمغرب. وبالتالي، يمكن أن تكون زيارته إلى العراق في الاتجاه نفسه".

وأضاف: "وقّع البابا فرنسيس في العاصمة الإماراتية أبوظبي على وثيقة "الأخوّة الإنسانية" مع إمام الأزهر الأكبر أحمد الطيب. وهنا في العراق، يمكن لقداسته أن يتحدّث عن أبوة الله للجميع. فالله هو أب، ونحن جميعًا إخوة، ليس فقط من نظرة إنسانية فحسب. فنحن إخوة لأننا أبناء الله، وهذا يذكرنا بالنبي إبراهيم، أبو الإيمان لنا جميعًا؛ اليهود والمسيحيين والمسلمين. فجميعنا أبناء في عائلة إبراهيم النبي".

وتابع: "هناك نوعان من القضايا المستجدة التي نواجهها حاليًا. العلمانية؛ وتعني اللامبالاة الدينية التي يعيشها الغرب بشكل خاص. والأصولية الدينية التي هي ضد الإنسان. والبابا لا يتردد في الحديث عن هذه الأمور. ويكرر دائمًا أن مستقبل الإنسانية مبني على الاعتراف بحرية وكرامة كل شخص، وكذلك احترام إيمان من قبل الجميع. فلكل شخص الحق في أن يكون مؤمنًا ويتصرف وفق إيمانه. مع الأخذ بعين الاعتبار دائمًا أن الإيمان والعنف لا يمكن أن يتلازما".

وأضاف الكاردينال لويس روفائيل ساكو: "كما يمكن للبابا فرنسيس أن يقول الكثير عن تجارة الأسلحة، وأيضًا عن النفط، والذي يعد واحدًا من مصادر الثروة التي تثير الشهية والصراعات. إن السبيل الوحيد للخروج منها هو الإدراك بأن مثل هذه الثروات هي ثراء للجميع". وحول إمكانية توقيعه لوثيقة مع الإسلام الشيعي، على غرار وثيقة الأخوّة الإنسانية التي وقعها مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، الإمام الأكبر للمؤسسة الإسلامية السنيّة، أجاب البطريرك ساكو: "بالتأكيد، فالشيعة مستعدون ومهتمون. يمكننا اقتراح وثائق مشتركة معهم".