موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٩ يونيو / حزيران ٢٠١٩
البطريرك الراعي يترأس القداس في ختام رياضة الروحية لسينودس الأساقفة

بكركي – أبونا :

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس اختتام رياضة السينودس المقدس وتبريك الميرون، بمشاركة مطارنة لبنان وبلدان الإنتشار والرؤساء العامين والعامات، في حضور لفيف من الشخصيات العامة والمؤمنين.

ومتطرقًا إلى الآية الإنجيلية "أحبّوا أعداءكم، وصلّوا من أجل مضطهديكم، لتصيروا أبناء أبيكم الذي في السّماوات" (متى 5: 43-45)، قال البطريرك الراعي في عظته: "بهذه الصّيغة الآمرة يواصل الرّبّ يسوع عظة الجبل، التي تُعتبر دستور الحياة المسيحيّة. إنّه يدعو إلى ثقافة محبّة الأعداء، والصّلاة من أجل المعتدين. ويؤكّد أنّ هذه المحبّة المثاليّة وهذه الصّلاة التّشفّعيّة هما الشّرطان الأساسيّان لنكون أبناء الآب السّماويّ وبناته".

وأضاف: محبة الأعداء والصلاة من أجل المضطهدين "هي شريعة المسيح الجديدة التي تسمو على شريعة الطّبيعة وشريعة موسى في العهد القديم. لا يأمرنا الرّبّ بما لا يمكن فعله، بل بما يسمو بنا إلى الكمال. فيسوع غفر لصالبيه وبرّر جريمتهم بأنّهم لا يدرون ما يفعلون (لو 34:23). واسطفانوس، أوّل الشّهداء، جثا وصلّى من أجل راجميه ملتمسًا من المسيح الإله ألاّ يحسب ذلك عليهم خطيئةً (راجع أع 60:7). وآخرون كثيرون في تاريخ الكنيسة كانوا مجلّين في سموّ هذه الفضيلة".

وتابع: "إنّها ثقافتنا المسيحيّة التي يحتاجها العالم عامّةً، ومجتمعنا خاصّةً. وهي ثقافةٌ نرجو توفير التّربية عليها في العائلة والمدرسة والجامعة. هذه الثّقافة تحتاج إليها الجماعة السّياسيّة لكي تتمكّن من العيش معًا بالاحترام والثّقة والتّعاون، وتنبذ التّراشق بالاتّهامات والكلمات المسيئة، التي عادت بكلّ أسف لتتجدّد في هذه الأيّام. وهي تُسيء إلى صيت لبنان وكرامة شعبه، وتقوّض ثقة الدّول به. يحتاج عالمنا إلى هذه الثّقافة عبر وسائل الإعلام ونوعيّة الأفلام، فتقصي منها العنف والقتل واستباحة قدسيّة الحياة البشريّة وكرامتها".

وخلص البطريرك الراعي إلى القول: "بهذه الثّقافة يدعونا الرّب يسوع لنحبّ أعداءنا ونصلّي من أجل مضطهدينا. فلا نبادل الظّلم بالظّلم، والاعتداء بالثأر، والإهانة بمثلها، بل نبادل بالمحبّة والصّلاة والغفران وصنع الخير. إنّ الصّلاة من أجل الأعداء وفاعلي الشّرّ، مثل القتلة والظّالمين بكلّ أنواع الظّلم، لا تعني شرعنة أعمالهم الشّرّيرة، وإيقاف عمل العدالة بشأنهم، بل لنلتمس من الله أن يغيّر قلوبهم ويمسّ ضمائرهم، فيبدّلوا مسلكهم، كما فعل مع شاول - بولس وسواه، ويجنّب النّاس شرورهم. إنّ مبادلة الشّرّ بالشّرّ إنغلابٌ وانكسارٌ".