موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٣٠ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
البترا.. وسياحة الملايين

د. جورج طريف :

تعمدت الكتابة متأخرا عن مدينة البترا لتأخذ فرحتنا حيزا أكبر بعد إعلان وزيرة السياحة مجد شويكة عن وصول السائحة رقم مليون يوم الخميس الماضي إلى المدينة الوردية الأمر الذي يدعونا إلى تقديم الشكر والعرفان إلى كل القائمين على السياحة في الأردن من القطاعين العام والخاص على جهودهم المباركة والحثيثة والتي إن دلت على شيء فانما تدل على شدة الانتماء وحب الأرض والوطن التي تدفعنا جميعا للعمل الشاق والمتواصل في سبيل رفعة هذا الوطن وتقدمه وازدهاره ونموه وتطوره في مختلف المجالات.

ولا يتسع المجال لذكر الجهات والمؤسسات والأفراد الذين كان لهم دور كبير في وضع الأردن بشكل عام والبترا بشكل خاص على خارطة السياحة العالمية غير أنني أكتفي بالقول إن جهود جلالة الملك عبدالله الثاني وتوجيهاته السامية للحكومات المتعاقبة منذ توليه سلطاته الدستورية بدعم الحركة السياحية في الأردن واستثمار البترا كإحدى عجائب الدنيا السبع و تشجيع القطاع الخاص وأهالي المنطقة بالتحديد وحسن استقبالهم وتعاملهم للقادمين للبترا قد آتت أكلها هذا العام.

وما من شك أن هذا الإنجاز يعد كبيرا ويدعو للفخروالاعتزاز ولكنه في الوقت نفسه يحملنا مسؤولية أكبر تجاه ليس البترا فقط وانما باقي المواقع الدينية والتاريخية والأثرية في الأردن، فالأردن كما يعلم الجميع غني بمواقعه الدينية الإسلامية والمسيحية والحضارية ومنطقتنا مهد الديانات السماوية الثلاث وعلى أرضها سار الانبياء وتنتشر فيها مقامات وأضرحة الصحابة ومواقع الحج المسيحي الخمسة (المغطس ونبو ومكاور ومار الياس وسيدة الجبل )، وبالاضافة إلى ذلك فإن الأردن غني بمواقعه التاريخية والأثرية، فبالاضافة إلى البترا هناك جرش وعجلون وأم الجمال وأم الرصاص وارحاب والكرك والشوبك والقصور الصحراوية والأزرق، وهنالك مواقع السياحة العلاجية في ماعين والطفيلة ومواقع السياحة الترفيهية مثل رم والعقبة والبحر الميت وغيرها الكثير.

لذلك أرى أن ما هو اهم من الإنجاز هو المحافظة عليه أولا و السعي للعمل الدؤوب باتجاهين: الأول: مضاعفة الجهود لتحقيق الهدف الأسمى بأن تحظى مواقعنا السياحية بمختلف أنواعها بالاهتمام الذي تحظى به البترا لنصل بهذه المواقع إلى أرقام مليونية أخرى والثاني: مضاعفة الجهود بشأن البترا للوصول إلى المليون الثاني في الأعوام القادمة ان شاء الله الأمر الذي يتطلب تعاون مختلف الجهات المعنية بالشأن السياحي لتحقيق هذه الأهداف... ولكي تصبح السياحة أحد اهم الأركان الداعمة للاقتصاد الوطني، فصناعة السياحة اذا ما اتقن استخدامها ستكون نفط الأردن في المستقبل نظرا لما يتمتع به هذا البلد من أمن واستقرار وما يحويه من معالم دينية وحضارية وتاريخية وترفيهية.... وطبيعة جغرافية تجمع في مناخها وتضاريسها عناصر بيئية متنوعة الجمال وستكون أحد أهم الركائز للقضاء على الفقر والبطالة ان شاء الله.ط

(الرأي الأردنية)