موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٣ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠
الأنبا بشارة جودة: دعوتي أن أحمل البشرى السارة لأبناء الكنيسة

أجرى الحوار: ناجح سمعـان :

الأب بشارة جودة، أحد آباء الكنيسة الكاثوليكية بمصر، الذين منحهم الله الكثير من العطايا التي عملوا على استثمارها لخير المؤمنين الروحي. ينتمي إلى الرهبنة الفرنسيسكانية ويحمل خبرة رعوية تقترب إلى عشرين عامًا، تولى عدد من المواقع المتقدمة بالرهبنة كرئيس دير ورئيس منطقة ومرشدًا روحيًا لمزار جروحات القديس فرنسيس بأسيوط، فضلاً عن عضويته للمجلس الاستشاري لأبرشية أسيوط للاقباط الكاثوليك. انتخبه سينودس الكنيسة القبطية الكاثوليكية مطرانًا لأبرشية جديدة بمحافظة المنيا تحمل اسم أبرشية أبو قرقاص للاقباط الكاثوليك.

حول دعوة الرب للأب بشارة للخدمة الأسقفية ورؤيته لواقع الكنيسة المعاصر ومستقبلها، كان لنا هذا الحوار:

■ في بداية الحوار دعنا نقدم للقارئ بطاقة تعارف لشخصكم الكريم؟

الأب بشارة جودة مواليد قرية النجيلة بمحافظة سوهاج فى 28 اغسطس 1971، تلقيت تعليمي الابتدائي بمدرسة جمعية الصعيد بالقرية ثم التحقت باكليريكية الفرنسيسكان الصغرى باسيوط منذ 25 اكتوبر 1983. أمضيت مرحلة الاعدادي والثانوي بمدرسة اسماعيل القباني باسيوط إلى جانب التكوين الروحي بالاكليريكية الصغرى وهي مرحلة اكتشاف الدعوة وتنميتها. ومن الاباء المكونين بالاكليريكية الصغرى الذين عاصرتهم وكان لهم فضل اكتشاف دعوتي وتربيتها الاب عمانوئيل ماكن والاب ابراهيم سليمان والمتنيحين الاب كيرلس اسكندر والمطران عادل زكي. التحقت بالمعهد الاكليريكي الفرنسيسكاني بالجيزة لدراسة الفلسفة عام 1992، ثم درست اللاهوت مدة عام واحد بالكلية الاكليريكية بالمعادي وارتديت الثوب الرهباني في 5 سبتمبر 1995 ثم سافرت عام 1996 لدراسة اللاهوت بلبنان في الجامعة البولسية وعدت إلى مصر في 12 فبراير 2001 وقد ابرزت نذوري الدائمة فى 23 مارس 2001 وتمت سيامتي الكهنوتية عن يد المتنيح الانبا مرقس حكيم مطران سوهاج في 8 يونيه 2001.

■ ماذا عن المواقع التي خدمت بها خلال حياتك الكهنوتية التي تقترب إلى العشرين عامًا؟

خدمت في كوم امبو باسوان مدة تسع سنوات من عام 2001 حتى 2010، ثم الخدمة باسيوط مدة تسع سنوات ايضًا وخلال هذه الفترة دبر لي الرب العمل بالعديد من الخدمات في الرهبنة الفرنسيسكانية من راعي كنيسة ومدير مدرسة إلى رئيس دير ومزار حتى رئيس منطقة من مغاغا بالمنيا حتى الشورانية بسوهاج فضلاً عن الكثير من الفرص الروحية التي وهبني الرب اياها سواء في العمل الراعوي او التعليمي.

■ كيف تم انتخابكم إلى الدرجة الأسقفية؟

التزكية أولاً تأتي من الرهبنة ثم الترشيح تم من قبل سينودس الكنيسة القبطية الكاثوليكية بتاريخ 26 ديسمبر 2019 وتم اعتماد قداسة البابا فرنسيس للانتخاب يوم 7 يناير 2020، والسيامة بنعمة الله ستكون في ابو قرقاص يوم 27 فبراير القادم.

■ ماذا انطباعك الشخصي فور سماع نبأ انتخابك مطرانًا؟

مشاعر كثيرة تنتابني منها التوتر والقلق، الفرح مع الخوف من المسؤولية، اشكر الرب على نعمته واشكر اباء الكنيسة على ثقتهم وكلي ثقة في نعمة الله، وان الرب هو من يقودني في كل مكان وكل عمل. واتمنى أن أكون أداة صالحة في يد الرب.

■ كيف استقبلت الرهبنة الفرنسيسكانية النبأ السعيد؟

بالتأكيد استقبلت الرهبنة الخبر بفرحة كبيرة. ان الرهبنة الفرنسيسكانية تفرح وتفخر بأن تقدم أحد ابنائها إلى الخدمة في الكنيسة، وقد قدمت من قبل الانبا يوحنا نوير والانبا مرقس حكيم لأن الرهبنة دائمًا في خدمة الكنيسة.

■ ماذا عن المنهج الراعوي الذي تفكر فيه حاليًا للخدمة الاسقفية؟

ابرشية جديدة في مكان جديد وشعب جديد، هذا يدعوني إلى التفكير في معنى التجديد في الخدمة الرعوية والسعى إلى الرسالة بروح جديدة. إن رسالتنا الاساسية هي رسالة الانجيل الذي هو البشرى السارة لكل إنسان وهذا يتطلب التركيز على التكوين الروحي للانسان وتنمية الرجاء في عالم مليء بالتحديات لأن التكوين الحقيقي الذي يركز على الإنسان بكل جوانبه يقود إلى تحقيق كرامة الشخص ومن ثم العمق الروحي في الثمر والرسالة، وفي هذا نستمد طاقتنا من حياة الصلاة والتأمل، بنعمة الله ستكون رسالتي حمل البشرى المفرحة لكل شخص.

■ كيف ترى رسالة المطران في ابرشيتك الجديدة؟

دور المطران هو ان يكون اباً للجميع، أب للكهنة اخوته وشركائه في الخدمة. وبالتأكيد لابرشية المنيا حضور قوي في الكنيسة القبطية الكاثوليكية بكهنتها وراهباتها ومؤسساتها الاجتماعية والروحية، وقد خدم بها مطارنة اجلاء منهم غبطة ابينا الكاردينال الانبا انطونيوس نجيب وغبطة ابينا البطريرك الانبا ابراهيم اسحق ونيافة الانبا بطرس فهيم وربما هذا ما يزيد من قوة المسؤولية ويدعوني لاستكمال المسيرة بثبات. كذلك على المطران ان يكون اباً للعلمانيين المعاونين في الخدمات والانشطة حيث دعاهم المجمع الفاتيكاني الثاني إلى القيام بدعوتهم ورسالتهم في خدمة الكنيسة وكل واحد حسب طاقته لاننا جميعًا واحد في المسيح.

■ ما هي أولى الخطوات التي ستقوم بها في ابرشية ابو قرقاص؟

ابرشية ابو قرقاص للاقباط الكاثوليك التي دعاني الله للخدمة بها حدودها الجغرافية تضم ثلاثة مراكز بمحافظة المنيا هي ابو قرقاص ملوى ودير مواس وبها عدد (21) رعية واعتقد انني سأبدأ بالزيارات الرعوية للكنائس للاقتراب من ابناء الابرشية ورعاتها، فضلاً عن المشاركة في اللقاءات العامة سواء مع الخدام او الشباب والعائلات. كذلك سأسعى إلى الاهتمام بالتعليم المسيحي والتأكيد على الهوية الكاثوليكية لأبناء الابرشية، واتطلع إلى زراعة الرجاء أمام التحديات واثقاً في محبة المسيح وعنايته بكنيسته.

■ كيف ترى نيافتكم توجه سينودس الكنيسة القبطية الكاثوليكية إلى فكرة تقسيم الابرشيات؟

لكل عصر متطلباته نتيجه الظروف الاقتصادية والاجتماعية وهو ما يدعو الكنيسة إلى أن تكون الخدمة الراعوية ملبية لهذه الاحتياجات. في الوقت الحاضر نلمس تأثير الهجرة الداخلية في البحث عن فرص العمل، كذلك زيادة أعداد المؤمنين وانتشارهم في اماكن جديدة، وهو ما يدعو الكنيسة إلى ضرورة التواجد بين الناس وتوفير أماكن للعبادة. واعتقد ان هذا ما جعل اباء السينودس يفكرون في هذا الأمر حتى يستنى للمطران والكهنة في نطاق جغرافي مناسب متابعة المؤمنين وافتتاح أماكن جديدة للخدمة.

■ كيف ترى مستقبل الكنيسة الكاثوليكية بمصر؟

انطلاقاً من الواقع الحالي اعتقد اننا نحتاج إلى التركيز على الهوية الكاثوليكية بين المؤمنين وهذا يتطلب تكويناً أعمق لأبناء الكنيسة، تكوين يجذر في الناس غنى الكنيسة الكاثوليكية بتعاليمها وطقوسها وتاريخها وقديسيها. ان هذا التكوين بلا شك يحفزهم على الانتماء ومن ثم الرغبة في اعلان ايمانهم واظهار هويتهم بكل محبة وتقدير نحو الجميع.