موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر Sunday, 6 January 2019
افتتاح مسجد وكاتدرائية.. رسالة مصرية للعالم بأنها بلد الوحدة الوطنية

القاهرة - أ ش أ :

يكتسب عيد الميلاد المجيد الذى يحتفل به مسيحيو مصر في وقت لاحق مساء الأحد مذاقًا جديدًا ومختلفًا هذا العام، بإفتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكبر مسجد وكاتدرائية في الشرق الأوسط، واللذين يمثلان باكورة الافتتاحات في العاصمة الإدارية الجديدة التي تدخل بها مصر عصر المدن الذكية، ومباركة السماء لوحدة مسلمي ومسيحيي مصر.

رسالة مصرية للعالم يبعثها تعانق الأذان المنطلق من مسجد "الفتاح العليم"، وأجراس كاتدرائية "ميلاد المسيح"، تؤكد أن مصر بلد الوحدة الوطنية، وأنها لا تفرق بين دور العبادة ومواطينها إلا بالعمل والإنتاج، وأنها كانت ومازالت مهد قيم التعايش السلمي والتسامح والمحبة والسلام بين مختلف الأديان والثقافات.

عيد الميلاد المجيد هو ثاني أهم الأعياد المسيحية بعد عيد القيامة، ويبدأ احتفال الكنائس المسيحية بهذا العيد من ليلة 24 ديسمبر وحتى 7 يناير، ويعتبر عيد الميلاد وذروة "زمن الميلاد" الذي تستذكر فيه الكنائس المسيحية الأحداث اللاحقة والسابقة لميلاد المسيح، كبشارة مريم وميلاد يوحنا المعمدان وختان المسيح، ويختلف تاريخ الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بتنوع الثقافات المسيحية غير أنه ينتهي عادة في 6 يناير بعيد الغطاس.

وتعتمد الكنيسة المصرية في حساب أعيادها علي التقويم القبطي الموروث من الفراعنة والمعمول به منذ دخول المسيحية مصر، والتقويم القبطي هو التقويم الفرعوني أقدم تقويم في الأرض، إذ يرجع إلى عام 4241 قبل الميلاد، وقد اتخذ المصري القديم نجم الشعري اليمانية المسمى باليونانية سيريون "Seirios" أساسًا لتقويمه وأسماه بالمصرية "سيدت"، وهو ألمع نجم في السماء ينتمي كوكبه إلى مجموعة الدب الأكبر ويبعد حوالي 8.5 سنة ضوئية عن الأرض وشروقه الاحتراقي على الأفق الشرقي قبل شروق الشمس.

لم تعرف المسيحية المبكرة الاحتفال بعيد الميلاد، لكن لاحقا ومع بدء ترتيب السنة الطقسية اقترحت تواريخ متعددة للاحتفال بالعيد قبل أن يتم الركون إلى تاريخ 25 ديسمبر بعد نقاشات مستفيضة حول التاريخ الأنسب للاحتفال، ودرج التقليد الكنسي على اعتباره في منتصف الليل.

ويعد تاريخ ميلاد المسيح، من أبرز نقاط الاختلاف بين الكنائس، وتظهر دائمًا مبادرات من كبار رجال الديانة المسيحية، لتوحيد تواريخ الأعياد المسيحية، وكان آخرها من البابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية الذي يسعى جاهدًا لتحقيق حلم كل المسيحيين فى العالم، بتوحيد الأعياد سواء ميلاد المسيح أو القيامة، حيث أطلق مبادرة بهذا الشأن، لاقت ردود فعل إيجابية من كبار البطاركة في العالم، وعلى رأسهم بابا الفاتيكان.

اليوم الذي ولد فيه المسيح بالتحديد لم يأت ذكره في أية من الأناجيل الأربعة، التي تحدد بشكل دقيق العام الذي ولد فيه، وحسبما اورد "ويل ديورانت" في كتابه الموسوعي "قصة الحضارة" فإن كلا من إنجيلي متى ولوقا حددا مولد المسيح في الأيام التي كان فيها هيرودس ملكًا على بلاد اليهود، أي قبل عام 3 قبل الميلاد، فيما حدده يوحنا بين عامي 1 - 3 قبل الميلاد، واختلف المؤرخون في آرائهم في هذا الشأن، فمنهم من أشار إلى أنه ولد في اليوم التاسع عشر من شهر إبريل، وبعضهم ذكر أن ميلاده كان يوم ١٠ من شهر مايو، بينما رأى كليمنضوس الإسكندري أنه ولد في السابع عشر من نوفمبر من العام الثالث قبل الميلاد.

وحسب الاتفاق في مجمع نيقية عام 325 ميلادية، يأتي ميلاد المسيح يوم 29 كيهك الموافق 25 ديسمبر، حيث يكون عيد ميلاد المسيح في أطول ليلة وأقصر نهار (فلكيًا)، والتي يبدأ بعدها الليل القصير والنهار في الزيادة، وباتت الكنائس التي تتبع التقويم "اليولياني الشرقي"، تحتفل بعيد الميلاد المجيد في 7 يناير، في حين تقيمه الكنائس التي جمعته مع عيد الغطاس على التقويم الشرقي في 19 يناير رغم قلة عددها وأبرزها بطريركية الأرمن الأرثوذكس في القدس، في حين أن بطريركية كيلكيا اعتمدت التقويم الغربي وباتت تقيم عيد الميلاد مع عيد الغطاس في 6 يناير.

ويقيم عدد من الكنائس الأرثوذكسية عيد الميلاد والغطاس بحسب التقويم الغريغوري منها بطريركية انطاكية، القسطنطينية، الإسكندرية، اليونان، قبرص، رومانيا وبلغاريا. أما كنائس روسيا، أوكرانيا، القدس، صربيا، مقدونيا، مولدافيا وجورجيا فضلاً عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية، فتعتمد التقويم اليولياني في تحديد هذه الأعياد.

صور الاستعدادات الأخيرة لافتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=2…