موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٧ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠

شهداء جائحة كورونا

أ. د. محمد طالب عبيدات

أ. د. محمد طالب عبيدات

أ. د. محمد طالب عبيدات :

 

حيث أن وباء كورونا قد إستفحل وبلغ السيل الزبى؛ وحيث أن أعداد المصابين بإزدياد؛ وحيث أن أعداد الوفيات بين المصابين وكذلك الأطباء بإضطراد؛ فقد باتت أهمية التعامل مع جائحة كورونا في سلم الأولويات؛ حيث نحتاج لإدارة الملف الطبي بطريقة مختلفة عما مضى من حيث التركيز على إيجاد المستلزمات الطبية والأجهزة اللازمة والمستشفيات الميدانية والأسرّة اللازمة والأدوية بدلاً من الإستعراضات الإعلامية؛ وحيث أن الأطباء من أبناء الجيش الأبيض وبقية الكوادر الطبية يعملون على أطول جبهة مع كورونا كورونا ؛ وحيث أن الموتى كنتيجة للفايروس أحياناً يقضون كنتيجة لعدم وجود بعض المستلزمات الطبية المناسبة لعلاج الفايروس؛ ولذلك فإن هؤلاء يفترض أن يتعاملوا معاملة الشهداء الذي يجاهدون في سبيل الأفضل والبقاء؛ ومطلوب من الحكومة الشروع بإعتبارهم شهداء واجب:

 

١. تحية إجلال وإكبار للجيش الأبيض من أطباء وممرضين وكوادر طبية المحاربين على أطول خط للمواجهة مع فايروس كورونا على سبيل مساعدة المرضى للوصول إلى حالات الشفاء التام؛ بالمقابل المرضى ممن حالاتهم الصحية غير مطمئنة يصارعون الموت وبحاجة لإنقاذ حقيقي لحياتهم؛ ولذلك حياتهم في خطر وبحاجة لخطة إنقاذ وطني إستراتيجي.

 

٢. الإنتشار المجتمعي للفايروس بات مذهلاً حيث شعار الناس بات 'أن كل الناس من حولهم مصابين؛ والمطلوب حماية أنفسهم من التهلكة وذلك من خلال التباعد الجسدي ولبس الكمامة والنظافة'؛ وساهمت الإنتخابات النيابية في تأجيج حالات الوباء مما يعني زيادة حالة الوفيات أكثر.

 

٣. ضرورة إطلاق لقب الشهداء على مرضى كورونا وأفراد الجيش الأبيض لأنه وباء؛ فالذي يموت بفيروس كورونا إن شاء الله شهيد؛ لأنه وباء، حيث أن النبي ﷺ جعل الذي يموت بالطاعون شهيدًا، وجعل المبطون الذي يموت بداء البطن شهيدًا، وجعل الغريق والحريق شهيدًا، والذي يموت بالسلّ شهيدًا، والذي ينهدم عليه جدار شهيدًا. وفي وباء كورونا من هذه الأمور، ونأمل إن شاء الله يكون شهادة، ونسأل الله أن يتقبّله شهيدًا عنده في البيت.

 

٤. وحيث أن صراع المرضى مع المرض متأرجح بين الحالة المتوسطة وحتى الحالة الخطيرة؛ حيث أن الأطباء يجمعون على أن الفايروس لعين ولا يمكن ضبط سلوكياته ولا يوجد لقاح للآن مجرّب ليعطي نتائج إيجابية جيده للفايروس؛ ولهذا فقد بات الفايروس خطيراً لدرجة تأرجحه وعدم إمكانية نمذجة سلوكياته؛ وكذلك خطورته في القضاء على كثير من المرضى.

 

٥. بالأمس قضى فايروس كورونا على أخوين لي أحدهم أخ بيولوجي والآخر ربّ أخ لك لم تلده أمك؛ فقد صارعا المرض لفترة محدودة لم تتجاوز عشرة أيام؛ وكان وضعهما مستقر لكن سرعان ما تغير الحال كنتيجة للهبوط الفجائي لقراءة الأكسجين ما أدى لتدهور صحتيهما؛ إلى أن فارقا الحياة؛ أليس هؤلاء شهداء لأنهم على طول خط للمواجهة مع الفايروس؛ رحمهما الله تعالى وأسكنهما الفردوس الأعلى؛ وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

٦. مطلوب من الحكومة إعتبار موتى كورونا من الجيش الأبيض والمرضى شهداء ومنح ذويهم تبعات الشهادة كما أبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في حالة الحرب؛ كيف لا ونحن نعيش الحرب مع فايروس كورونا على أطول خط للمواجهة من خلال هؤلاء؛ وإذا لم يتم ذلك وضعهم على الأقل في سجل الشرفاء ولوحات الشرف على مداخل المستشفيات وفاء لهم.

 

بصراحة: شهداء فايروس كورونا بإضطراد؛ والكيّس من حمى نفسه؛ فالوضع لم يعد يُحتمل على سبيل الحاجة لوسائل حماية من الفايروس بإستخدام منظومة ومثلث السلامة العامة من حيث لبس الكمامة والتباعد الجسدي والنظافة الشخصية؛ وعلى الحكومة إعلان قوائم لوحات الشرف أو الشهداء أمام كل مستشفى إحتراماً لهم.

 

صباح الوطن الجميل

 

(عمون)