موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢١ ابريل / نيسان ٢٠٢٠

جرعة تفاؤل وأمل

د. حسان ابوعرقوب

د. حسان ابوعرقوب

د. حسان ابوعرقوب :

 

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمدُ لله حمدًا لا حدّ له، فنِعَمُ الله علينا عظيمة وجليلة، وهو المعطي الوهّاب فسبحانه ما أعظمَ شأنه، وما أكرمه، نعيش في ظلّ أزمة عالمية، وجائحة تحصدُ الأرواح، لكننا بحمد الله وتوفيقه، وبركة دعاء الصالحات والصالحين، والنشميّات والنشامى العاملين المُخلِصين، نعيش ببركةٍ وخير، والأوضاع ما زالت تحت السيطرة، ونسأل الله تعالى أن تزول هذه الغمّة سريعًا.

 

تعلمنا من سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم، سيد الخلق، أن نزرع التفاؤل بين الناس، فهو القائل: (بشّروا ولا تنفّروا) متفق عليه، وما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجبُه الفأل الحسن (رواه أحمد وابن ماجه) وكلّ ذلك من باب حسن الظنّ بالله تعالى، فالتشاؤم والتّطير سوءُ ظنّ به سبحانه، والله تعالى يقول: (أنا عند ظن عبدي بي) متفق عليه، وعند أحمد بإسناد صحيح:( فليظنّ بي ما شاء) فعلينا ألا نظنّ بالله إلا خيرا، وهو أهلٌ لكلّ خير.

 

وإذا أضفنا إلى ما سبق، أنّنا في دولة متواضعة الإمكانيات، إلا إنها بفضل الله تعالى تعاملت مع الأزمة أفضل من كثير من الدّول الثرية أو القوية أو العظمى، وذلك بتوفيق الله تعالى لقيادة هذا البلد، وحكومته وشعبه، فكم وكم فتح هذا البلد ذراعيه للكل لاجئ أو متضرر، فكان واحة أمن وأمان لهم، وكم وكم اقتسم أهل هذا البلد لقمة العيش وشربة الماء مع إخوانهم من الدّول الأخرى، ورحّبوا بهم، وكم وكم رفعة قيادة هذا البلد شعار المهاجرين والأنصار، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، فلا نظنّ بربّنا إلا خيرا.

 

وأخيرًا، وعدنا ربّنا أن يجعل مع كلّ عُسرٍ يُسرين في قوله: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» «الشرح: 5، 6» فالعسر في الآيتين واحد، وهو نفسه؛ لأنه معرّف، أما اليسر فمنكّر، لذلك كان اليسر في الآية الأولى يختلف عنه في الثانية، ولن يغلبَ عسرٌ يسرين، لذلك لا نظنّ بربّنا إلا خيرا.

 

ستزولُ الغمّة إن شاء الله تعالى، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه بل أفضل وأجمل، وسنخرج من هذه الأزمة أكثر قوّة وصلابة إن شاء الله، فالضرباتُ التي لا تقصمُ ظهرك تُقوّيه.

 

(الدستور الأردنية)