موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٣ فبراير / شباط ٢٠٢٠

الملك يجسد في أرمينيا ثوابت العلاقة الاسلامية المسيحية

أرشيفية

أرشيفية

د. جورج طريف :

 

في الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في العاصمة ألأرمينية يريفان أكد جلالته على جملة من الثوابت التي تستند اليها العلاقة الاسلامية المسيحية في الاردن والعالم وهي ثوابت راسخة تعود جذورها إلى العهد العمرية قبل ما يزيد عن الف وثلاثمائة عام.

 

ويأتي في مقدمة هذه الثوابت تطبيق الوصيتين العظيمتين التي يتشاركهما الإسلام والمسيحية، وهي حب الله وحب الجار، وذلك عندما منح الشريف الجسين بن علي العائلات الأرمنية المسيحية التي كانت تطلب العون، الملاذ الآمن بعد المذبحة التي تعرض لها الأرمن في أوائل القرن الماضي واستقر الآف منهم في المدن الاردنية واندمجوا في المجتمع الاردني وانخرطوا في الأعمال الحرة والفنون والتعليم والخدمات العامة المدنية والعسكرية ووصلوا إلى مراتب عليا مجددا جلالته تأكيده على مد يد العون لمن يحتاجه باعتبار أن ذلك واجب وديدن الهاشميين يستم? الأردن بالوفاء به.

 

وعبرالملك عن اعتزازه بالدور الذي لطالما لعبه الأردنيون ذوو الأصول الأرمنية، إلى جانب جميع الأردنيين، في السعي نحو التقدم والازدهار لوطننا مشيرا إلى أن تاريخنا المشترك يمتد إلى أبعد من ذلك؛ إذ يشكل الأرمن في الشرق الأوسط جزءا من أقدم مجتمع مسيحي في العالم، وهم جزء لا يتجزأ من ماضي منطقتنا وساهموا في تشكيل حضارته، وها هي كنيسة «مار قره بيت» للأرمن الأرثوذكس في موقع عمّاد السيد المسيح، عليه السلام، تقف شاهدا على التاريخ الأرمني المستمر في الأردن.

 

وفيما يتعلق بالقدس أكد الملك أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية واجب يفتخر بممارسته وهي وصاية شرعية ببعديها الديني والوطني، ومثلما تحمل المدينة المقدسة أهمية تاريخية كبيرة بالنسبة للهاشميين، فهي أيضا مدينة مقدسة لأتباع الأديان التوحيدية الثلاثة، وللجميع مصلحة ومسؤولية في الحفاظ على الروحانية والسلام والعيش المشترك الذي تمثله المدينة، ومن هذا المنطلق لا يمكن السماح للمدينة المقدسة أن تتحول إلى بؤرة للعنف والانقسام، ومن الضروري الحفاظ على هويتها ووضعها القانوني، وكذلك الوضع التاريخي القائم ?يما يتعلق بالمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء والعمل الجاد للحفاظ على القدس كمدينة تجمعنا ورمزا للسلام مع التركيز على ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق حل الدولتين، وبما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

 

خطاب الملك في العاصمة الأرمينية جسد بشكل واضح الأسس التي تقوم عليها العلاقة الاسلامية المسيحية والعيش المشترك في إطارها التاريخي ليس في الأردن فحسب وانما في العالم اجمع كونها السبيل الوحيد لبناء المجتمعات الآمنة المستقرة وصولا إلى تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار ضمن الرابطة الانسانية التي تقوم على مبادىء العدالة والمساواة لجميع البشر بغض النظرعن الجنس واللون والدين واللغة.

 

(الرأي الأردنية)