موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٠ يوليو / تموز ٢٠٢٠

التواصل الاجتماعي ليس هو الاعلام

نسيم عنيزات، صحافي أردني

نسيم عنيزات، صحافي أردني

نسيم عنيزات :

 

هناك فرق كبير وواضح بين الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي فالاخير فضاء مفتوح ومتاح للجميع دون قيود او ضوابط وعلى مدار الساعة واليوم، لذلك لا يجوز ان نطلق عليه اسم اعلام والقائمين عليه اعلاميين. في حين ان الاول له قيود وضوابط وقادته معروفين باسمائهم والقابهم ويخضعون لنقابة الصحفيين وللقوانين وتحكمهم المهنية والمصداقية والمؤسسية.

 

لذلك فان ترك الساحة لوسائل التواصل وروادها الكثر يخربط الاوراق ويخلق جوا عكرا يخلو من الصفاء احيانا كثيرة تمكنه من استقطاب متابعين او قراء لان ما يقدمونه من منشورات أو بوستتات تستهوي الناس باعتمادها على الإثارة والمعلومات غير المؤكدة احيانا او مبالغ فيها باوقات كثيرة. مما جعلها تسيطر على المشهد في غياب الاعلام الحقيقي الذي يعاني من ازمات وتحديات عديدة وكثيرة لا مجال لذكرها لانها معروفة للجميع. ناهيك عن عدم وحود استراتيجية اعلامية يتفق عليها الجميع من حيث الاهداف والوسائل والاساايب والرسائل التي علينا اتباعها.

 

لانه في النهاية هي الباقية والقادرة على ضبط الشارع ووسائل التواصل الاجتماعي وتوجيه الراي العام وايصال رسائل الدولة داخليا وخارجيا ونشر الحقائق واعفاء الحكومة من عناء الرد او النفي لكثير من البوستات التي يطلقها بعض الناس ممن لا عمل ولا مهنة له الا وسائل التواصل من باب التسلية وتقضية اوقات الفراغ، الا ان بعضها للاسف يكون له اثر كبير وتحدث ضجة غير مبررة في غياب او تغييب الاعلام الحقيقي وخروجه من الساحة.

 

وهناك دلائل وامثلة كثيرة شاهدة على الدور الذي لعبه الاعلام والصحفيون في ضبط الإيقاع والدفاع عن الدولة منذ نشأتها وحملت على عاتقها مسؤولية كبيرة في مواجهة تحدياتها وتحقيق اهدافها الامر الذي ساهم في حماية الامن والاستقرار والمحافظة على السلم المجتمعي لخلوه من الاشاعة او الاثارة لدرحة كبيرة.

 

لذا فان قوة الاعلام الحقيقي يشكل رافعا رئيسيا ومهما في جميع الدول.

 

(الدستور الأردنية)