موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٥ مايو / أيار ٢٠٢٠

الاخوة الإنسانية تنتصر

د. مارسيل جوينات، باحثة في شؤون الأديان وحقوق المرأة

د. مارسيل جوينات، باحثة في شؤون الأديان وحقوق المرأة

د. مارسيل جوينات :

 

ها نحن اليوم 14 أيار 2020 نلبي نداء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، مجتمعين في الصلاة والصوم والدعاء للحفاظ على البشرية من جائحة كورونا.

 

هذه الجائحة وحدتنا وتوحدنا رغم المسافات البعيدة، ومن دون أي نوع من أنواع التمييز.

 

ولكن وحدتنا في الإنسانية أعمق ومتجذرة منذ بداية خلق البشرية، ولكن للأسف المصالح الخاصة، والانشغالات العديدة، ومن الأقوى، والمكتسبات والربح والخسارة، وجشع السيطرة، هذه الأمور الزائفة والزائلة ابعدتنا عن وحدتنا الإنسانية.

 

والبيان الذي أطلقته اللجنة العليا للأخوة الإنسانية ما هو إلا نداء عاجل لكل انسان، أن يشارك اخية الانسان دون معرفة بالصلاة والصوم والدعاء، وان نتحد بالروح الإنسانية طالبين من الله ان يمنحنا الصحة والعافية.

 

والسؤال هنا، أيوجد انقى من ان تدعى الله ان ينم على أخيك بالإنسانية بالصحة والعافية وتزيل عنه هذه الجائحة من دون معرفة؟! انه لمطلب غريب في عالمنا اليوم الذي يملاه كل هذا العنف والانانية.

 

ولكن ليس بالغريب على قداسة البابا فرنسيس ان يدعو من مكانه قائلاً " بما أن الصلاة هي قيمة عالمية فأرحب بدعوة اللجنة العليا للإخوة الإنسانية بأن يتحد المؤمنون مع جميع الديانات روحياً يوم 14 مايو بالصلاة والصوم والاعمال الخيرية وذلك للدعاء إلى الله أن يساعد البشرية في التغلب على جائحة الفيروس التاجي، ... ". وقال ايضاً فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب " أرحب بالنداء الإنساني النبيل الذي أطلقته اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بدعوة الناس حول العالم للصلاة والدعاء وفعل الخير من اجل أن يرفع الله جائحة كورونا عن أسرتنا البشرية...".

 

هؤلاء العظمين يعطون لنا درساً في اتحاد الإنسانية وعلينا ان نحتذي بهم، فالتصالح مع الذات ومع الآخر من أسماء معطيات ونعم الله علينا.

 

اليوم 14 أيار يوم تاريخي في المسيرة البشرية، فنحن في العشرة الاواخر من شهر رمضان المبارك والدعاء بهذه الأيام أقرب الى الله، وكذلك نحن في الشهر المريمي المكرس لمريم العذراء، لذا دعونا نصلي معاً متحدين لإنقاذ البشرية من هذه الجائحة.

 

(السوسنة)