موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٨ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠

أحد لوقا الثالث 2020

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
الرب هو رجاؤنا وحياتنا. بقيامته المجيدة فتح لنا الطريق إلى الحياة الأبدية

الرب هو رجاؤنا وحياتنا. بقيامته المجيدة فتح لنا الطريق إلى الحياة الأبدية

 

الرسالة

 

ما أعظمَ أعمالكَ يا ربُّ كلَّها بحكمةٍ صنَعتَ.

باركي يا نفَسي الربَّ

 

فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل غلاطية (2: 16-20)

 

يا إخوة، إذ نعلم أن الإنسان لا يُبرَّر بأعمال الناموس بل إنما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنَّا نحن أيضاً بيسوع لكي نُبَّرر بالإيمان بالمسيح لا بأعمال الناموس، إذ لا يُبرَّر بأعمال الناموس أحدٌ من ذوي الجسد. فإنّ كنّا ونحن طالبون التبرير بالمسيح وُجدنا نحن أيضاً خطأة، أفيَكونُ المسيح إذاً خادماً للخطيئة؟ حاشا. فإني إنْ عدتُ أَبني ما قد هدمتُ أجعل نفسي متعدياً، لأني بالناموس متُّ للناموس لكي أحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أحياه في إيمان ابن الله الذي أحبّني وبذل نفسه عنّي.

 

الإنجيل

 

فصل شريف من بشارة القديس لوقا (7: 11-16)

 

في ذلك الزمان كان يسوع منطلقاً إلى مدينةٍ اسمُها نايين، وكان كثيرون من تلاميذه وجمع غفير منطلقين معه. فلمّا قَرُبَ من باب المدينة، إذا ميتٌ محمول، وهو ابنٌ وحيدٌ لأُمّه، وكانت أرملة، وكان معها جمعٌ كثيرٌ من المدينة. فلمّا رآها الربُّ تحنَّن عليها، وقال لها: لا تبكي. ودنا ولمس النعش فوقف الحاملون. فقال: أيّها الشابُّ، لكَ أقولُ قُم. فاستوى الميْتُ وبدأ يتكلّم، فسلّمه إلى أُمّه. فأخذَ الجميعَ خوفٌ، ومجَّدوا الله قائلين: لقد قام فينا نبيٌّ عظيمٌ وافتقد الله شعبَه.

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.

 

أيها الأحباء، الإنجيلي لوقا هو الوحيد من الإنجيليين القديسين الذي يخبرنا أن المسيح أقام بأعجوبة الابن الوحيد لأم أرملة في نايين. نائين هي بلدة تقع جنوب جبل طابور في الجليل.

 

في معجزة اليوم، يقيم الرب الابن الوحيد لأم أرملة متألمة. يشعر الرب بألم الأم البائسة، لذلك هو قريب جدًا منها. وكان العزاء الذي قدمه لها هو القيامة المعجزة لابنها. بهذه المعجزة يخبر الرب الأم وكل من قرأ المقطع أن الموت هزم وتحول إلى نوم. هذه الرسالة السعيدة تنقل لنا كل معجزات قيامة الأموات التي صنعها الرب. هذا هو الحال مع المعجزة الحالية، وكما مع ابنة يايرس (لوقا 41 :8-56) ولعازر (يوحنا 11: 1-44).

 

مثل كل يوم، الرب ينزل من الجبل حيث كان يقضي الليل كله في الصلاة ويبيت ، ويخرج من البيت مُبكِّراً، ومعه تلاميذه، يطوف المدن كلها والقرى يُعلِّم في مجامعها، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب.

 

ولأن الجموع كانوا يُفتِّشون عليه فسرعان ما يتجمع الناس من حوله، وكانوا أحيانـاً يمسكوه لئلا يذهب عنهم، وبينهم: مـَن يريدون أن يسمعوا كلمة الله. وأيضاً الذين يريدون أن يمسكوه بكلمة ليكون لهم ما يشتكون به عليه،ومعهم طالبو الشفاء من المرضى والمُعذَّبين من الأرواح النجسة.

 

وإذا كان الرب قريباً من بحر الجليل (طبرية) يمضي إلى شاطئه ويجلس، فإن الجموع التي احتشدت دخـل إلى سفينة ويقف الجمع على الشاطئ ويبدأ يُعلِّمهم. أما في السبت فكان يذهب إلى المجمع أو الهيكل يُعلِّم ويُنير البصائر.

 

ولكن هذه المرة ذهب الرب من كفرناحوم حيث كان قد شفى غلام قائد المائة (لوقا 7: 1-10) جنوباً إلى مدينة نايين الصغيرة، التي دخلت التاريخ لأن الرب صنع فيها واحدة من آيات محبته وتحنُّنه على البشر. فلما اقترب إلى باب المدينة، إذا ميت محمول، ابنٌ وحيدٌ لأُمه، وهي أرملة ومعها جمعٌ كثيرٌ من المدينة.

 

الموت نتيجة خطيئة الإنسان. احتقر الجديين الأولين آدم وحواء، بطاعتهم، أمر الله وأكلوا من شجرة الخير والشر. هكذا أظهر الإنسان أنه لا يحتاج إلى الله في حياته. لكن الله حياتنا ونور العالم الحقيقي. بعد أن أنكر الإنسان الله بخطيته، أُجبر على الموت. فقد النور الذي هو المسيح ووجد الظلمة.

 

هل كانت مصادفة أنَّ الرب وهو يقترب من باب المدينة، تخرج منه هذه الجنازة متَّجهة إلى خارج المدينة حيث المقابر؟ وهل الرب مثلنا يسير دون أن يعرف ماذا ينتظره؟

 

الرب يتقدَّم، فهو الذي يُبادر ويقرع الباب منتظراً مَن يفتح لكي يدخل إليه، ثم لمس النعش فوقف الحاملون تهيُّباً وترقُّباً. ولأن فيه كانت الحياة، فلمسة يده جعلت الحياة تسري في الراقد في النعش، ونفسه التي كانت في الهاوية تعود لتتَّحد بالجسد البارد. وهكذا هتف الرب في الميت آمِراً: "أيها الشاب لك أقول: قُمْ".

 

أي سلطان هذا الذي يأمر ميتاً أن يقوم؟ لعل الناس قالوا متعجبين: إنه يُخاطب ميتاً، وكيف يسمع الميت؟ إنه نداء في غير محله. والرب يأمر ولا يطلب من السماء أن تتدخل كما نعرف عن غيره من رجال الله أصحاب المعجزات.

 

جاء "الابن الوحيد وكلمة الله" إلى العالم لينقذنا من الشيطان والموت. إن الرب بصلبه وقيامته المجيدة أبطل الموت وأعطانا الحب والحياة الأبدية. إن رسالة الإنجيل المبهجة هذه هي إيمان كنيستنا وحياتها، التي تتغنى باستمرار: "صليبك يا رب، حياة وقيامة شعبك".

 

تريد الكنيسة اليوم أن تقدم لنا ثلاث حقائق أساسية:

 

1. يسوع المسيح هو ربنا وإلهنا الحقيقيين. بحياته الإلهية وقوته يتغلب على الموت.

2. الرب هو رجاؤنا وحياتنا. بقيامته المجيدة فتح لنا الطريق إلى الحياة الأبدية.

3. الإنسان الروحي يظل دائماً في علاقة صميمية مع الله، بحيث أنه يبدو في نفس الوقت وقوراً وفَرِحاً في كل الأحوال: وقوراً بسبب وعيه (الدائم) بالله، وفَرِحاً بسبب كل الخيرات التي يمنحها الله للبشر... إنه يشكر الله دائماً من أجل التمتُّع المشروع بكل الخيرات: الطعام والشراب...الخ.

 

الطروباريات

 

طروباريَّة القيامة باللَّحن الرابع

إنّ تلميذاتِ الربّ تَعلَّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخِراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنح العالَمَ الرَّحمةَ العُظمى.

 

القنداق باللَّحن الثاني

يا شفيعةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تَعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسرَعي في الطلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفّعةَ دائماً بمكرِّميك.