موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٠ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٧

يوحنا آخر أنبياء العهد القديم

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن

عَلى دُفْعاتٍ أَرْسَلَ الله لِشَعْبِهِ عِدَّةَ أنبياء يُوَجِّهونَهُ لِعَمَلِ الخَيْرِ وتَحاشي الفحشاء آخِرُهُمْ كانَ يوحنّا المعمدانُ ابْنُ زكريا كلامُهُ لا مَظْهَرُهُ كانَ يُشِعُّ نوراً سرِّيا هذا الكلامُ اخْتَرَقَ عُقولَ وَقُلوبَ السّامِعين حَتّى افْتَكَروا أَنَّهُ المُخَلِّصُ الْمُنْتَظَرُ المُبين في الإنْجيلِ نَقْرَأُ يوحنّا المعمدانُ ما كانَ النور بلْ كَانَ شَاهِداً للنُّورِ الّذيْ سَيَظْهَرُ بَعْدَهُ بشهور بِهِ سَتَنْقَلِبُ الظُّلْمَةُ إلى بَريقٍ داخِلِيٍّ يُجَدِّدُهم هذا النُّورُ كانَ عِنْدَهُمْ وَعَنِ السّوءِ سَيُبْعِدُهم فَغُيومُ خَطاياهُمْ وَمُخالفاتُهُمْ لِوَصايا الله العديدة كانَتْ أَعْمَتْهُمْ مِنْ رُؤيا هذا النُّورِ لِبِدايَةٍ جديدة وَلَمّا جاءَ إِلى خاصَّتِهِ لَمْ تَتَعَرَّفْ خاصَّتُهُ عليه أمّا الَّذينَ تَعَرَّفوا عليهِ وَآمَنُوا فَدَعاهُمْ أَبْناءَ أبيه هُمْ ما وُلِدوا منْ بَشَرٍ بَلْ وِلادَتُهُمْ مِنْ حِضْنِ الله الَّذي اخْتارَهُمْ للشَّهادَةِ والْعِبادَةِ بِالْحُبِّ والصلاه وَحَتّى هُمْ لا يَنْسوهُ أَرْسَلَهُ الآبُ وَسَكَنَ عندَهم فَظَهَرَ مَجْدُهُ الّذي هَدَفُهُ الأساسِيُّ كانَ تجديدَهم وإِذِ الْكَلِمَةُ صارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنِنا فَالْخَبَرُ تَحققا وإذْ مَجَّدَهُ الآبُ صارَ تَبْشيرُهُ مَمْلوءً نِعْمَةً وحقا هذا ما نَادى بِهِ يوحنّا لِلتَّعَرُّفِ على أَصْلِ الدين كَمُرْسَلٍ لِيُهَيِّئَ النّاسَ لِفَتْحِ القُلوبِ لِرَبِّ العالمين مُوسى أَعْطى لِشَعْبِهِ النَّاموسَ الَّذيْ هُوَ كَلامٌ فقط لا يُطهّرُ القُلوبَ فالتَّطْهيرُ نِعْمَةٌ مِنَ الله عليها عمد يوحنّا كانَ مِثالاً فِي الْعَيْشِ وصاحِبَ رِسالَةٍ دينية صَدَّقَتْهُ الجماهِيرُ فَأَظْهَرَ مِنها كَثيرونَ حُسْنَ النية تابُوا واعْتَرَفوا بِزَلاّتِهِمْ وقَبِلوا بِمَعْمودِيَّةِ التوبة صَاروا عَلى رَأْسِ مَنْ ساهَمَ فِيْ رِسالَةِ المحبة