موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٨ سبتمبر / أيلول ٢٠١٥

يسوع عند حنان وقيافا

بقلم :
الشماس سمير كاكوز - ألمانيا

عندما ألقي القبض على يسوع وهو في بستان الزيتون، تم أخذه في البداية إلى شخص يدعى حنان، كان منصبه ما بين سنة 6 الى سنة 15 عظيم كهنة. السلطات المستعمرة لليهود عزلته من منصبه لأسباب لم تذكر. وبالرغم من أن ليس لديه أي منصب، لكن الكتبة والقائد والحرس اتوا به إلى حنان في ذلك الليل، حيث كان من عائلة صدوقية الذين لا تؤمن بقيامة الاموات والملائكة. كان أول اجتماع لليهود يرأسه حنان، لم يذكره يوحنا مع انه عظيم كهنة سابق. حنان يسال يسوع عن اعماله ومعجزاته ويساله عن تلاميذه. يسوع هنا اجاب حنان وبكل هدوء وصراحة انه كان يعلم علانية. كان يعيش بين الناس يعلمهم في كل مكان ولم تكن اعماله في الخفاء. بسبب ان اعمال يسوع ليست عقائد سرية. المسيح كان يعمل اعماله في المجمع والهيكل والشوارع والطرقات وفي كل مكان من اليهودية والسامرة. يسوع انتهى من اجابته لحنان وقال اسال الذين شاهدوا وسمعوا العجائب لماذا تسالني انا بمعنى ان يسوع يريد محاكمة ليس فيها خش او خداع لكن المجلس وحنان لم يصغوا ويسمعوا كلام يسوع بل اخذوا القرار من هذه المحاكمة الكاذبة. مباشرة ما ان انتهى يسوع من كلامه جاءت يسوع ضربة قوية على وجهه من احد الحراس وبدون اخذ الاذن من حنان لكي يسمح له بضربه بمعنى تصرف غير قانوني. قال ليسوع هل يجوز ان تجاوب عظيم الكهنة هكذا. يسوع الاله، يسوع الرب، يسوع فادي، يسوع المخلص اجابه وبكل رحابة صدر ومحبة ولطف يسوع هنا يريد الدفاع عن كلامه الذي قاله لحنان. اين هي الاساءة من كلامي لحنان عظيم الكهنة. هنا الجلسة الاولى لمحاكمة يسوع انتهت ولم تخرج بنتيجة ماذا يفعلون بيسوع. حنان ارسل يسوع الى المدعو قيافا كان في تلك السنة عظيم الكهنة وتولى المنصب ما بين سنة 18 الى سنة 36 وهو الذي اشار ان يموت يسوع ولا نفقد او تهلك الامة اليهودية كلها كما ورد في يوحنا الاصحاح 11/ 49. قيافا في كلامه هذا اراد ان ينهي بلبة يسوع كما هم يتصور ليعود الهدوء مرة ثانية في اليهودية. لان موت يسوع بحسب نظر قيامة هو للمصلحة العامة وللجميع. المجلس برئاسة قيافا ارادوا اثبات التهم الموجهة الى يسوع من انه يثير بلبة في اليهودية. جلبوا اثنين من شهود زورا ليس هم معروفين لاي جهة يعملون هؤلاء الاثنان وقالا امام يسوع والمجلس هذا قال انه قادر على هدم الهيكل في ثلاثة ايام كما ورد في متى الاصحاح 26. هنا المجلس وجموع الشعب لم يفهموا معنى قول يسوع هذا. معناه هو انه انتم الذين ينقضون هذا الهيكل اي هيكل جسد يسوع لكن يسوع لانه هو الله قادر على بنائه مرة ثانية في فترة قصيرة. مع العلم ان اليهود فهموا كلام يسوع فهما جسديا لما قالوا له ان الهيكل بني في ست واربعين سنة. لكن يسوع فكان يعني جسده المقدس هيكل الله الحقيقي. والتلاميذ ايضا وقت كلام يسوع هذا لهم لم يفهما ايضا بل لما قام من بين الاموات تذكرا كلامه من انه كان يقصد جسده لا الهيكل الذي بني بايدي البشر. هنا المجلس مع قيافا لم يقنعوا من كلام يسوع بل اخذوا بكلام شهود الزور، واجاب قيافا يسوع ما هذا الكلام الذي تسمعوه من الشهود. يسوع هنا لم يجب قيافا ولا المجلس، ظل صامتاً لأنه يعرف جيداً أنه في النهاية سوف يحاكم من قبل اليهود، فظل صامتاً مثل شاة وخروف يساق للذبح. قيافا أكيد في صمت يسوع اعصابه صعدت حرارتها فسال يسوع مرة ثانية واحتمال بعصبية جدا وامام المجلس قل لنا هل انت المسيح ابن الله. يسوع اجابهم وبكل هدوء هو ما تقول بمعنى نعم انا هو الله انا هو المسيح انا هو المخلص انا هو الفادي. المجلس في كلام يسوع هذا اعتبره تجديف على الله والشريعة لانه قال ترون ابن الانسان جالسا عن يمين القدير. كلام يسوع اعتبر تجديف لانه لم يلفظ اسم الله بل قال عن يمين القدير فاعتبره تجديف واصدروا الحكم الكاذب بانه يستوجب الموت. كلام يسوع وبحسب ما ورد في شريعة موسى في سفر اللاويين 24/ 16 تقول الاية ومن جدف على اسم الرب فليقتل قتلا، ترجمه كل الجماعة رجما نزيلا كان أو ابن البلد اذا جدف على الاسم يقتل. قيافا من كلام يسوع شق ثيابه مع العلم ان الشريعة كانت تحرم شق الثياب كما ورد في سفر اللاويين 10/ 6 و21/ 10. قيافا غضب جدا من كلام يسوع حتى وصلت درجة غضبه الى ان ينسى الشريعة من انه تحرم شق ثياب الكهنة. المحكمة تقريبا انتهت وهذه المسرحية والتمثلية خرجت بقرار غير صحيح وكاذب من ان يسوع يستوجب القصاص الموت، وقبل ارسال يسوع الى محكمة اخرى برئاسة بيلاطس بصقوا على يسوع مع الضرب ولكمات والاهانات والشتم وكلمات اخرى لم تذكرها الاناجيل ومن خلال هذا العمل السيء يقولون ليسوع تنبأ من من ضربك. هذه الضربات والشتائم لوقا ويوحنا ينسبها الى الحراس اما في متى ينسبها الى اعضاء المجلس نفسه مما يزيد على شناعة المحاكمة وكما ورد في سفر اشعيا 50/ 5-7. نذكر شيء آخر وفي كل الاناجيل يذكرون اعتقال ومحاكمة يسوع انكار بطرس له ثلاثة مرات وفي كل الاصحاحات التي ذكرت القبض على يسوع. المحكمة انتهت الى الفجر وارسلوا يسوع الى بيلاطس ليصدر قرار ويحكموا على يسوع بالموت هذا ما ورد وجاء من محاكمة يسوع امام حنان وقيافا عظيما الكهنة.