موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٦ ابريل / نيسان ٢٠٢٠

يسوع المجروح الشافي

بقلم :
الأخت كلارا معشر - الأردن
في لحظة الألم والمعاناة، ترتسمُ أمامنا لوحة لقاء القدّيس توما بيسوع، إنّه يسوع المجروح ولكنّه القائم والمنتصر على الموت

في لحظة الألم والمعاناة، ترتسمُ أمامنا لوحة لقاء القدّيس توما بيسوع، إنّه يسوع المجروح ولكنّه القائم والمنتصر على الموت

 

"إذا لم أُبصر أثر المِسمارَين في يديه، وأضع إصبعي في مكان المسمارين ويدي في جنبه، لن أُؤمن".

 

وقف توما الرّسول أمام يسوع القائم والمنتصر على الموت المختوم جسده بختم الألم والجراحات، وطلب أن يلمس تلك الآثار بيديه ليشعر بها وليتأكّد أنّ الّذي يقف أمامه هو يسوع المسيح نفسه الّذي صُلِبَ ومات وقام من الموت. توما كان بحاجة إلى أن يلمس أثر المسمارين في يديّ يسوع ويضع يده في جنبه،أمّا نحن اليوم ففي صلاتنا ولقائنا مع الرَّبِّ نشعر بحاجة عميقة إلى أن يلمس الرَّبُّ أثر النّدبات والجراحات الّتي طُبعت في عقولنا ونفوسنا وأجسادنا جرّاء ما تعرّضنا له منذ الطّفولة إلى يومنا الحاضر.

 

فكم من إنسان ما زال يعاني من آلام الماضي الّتي عشّشت في الذّاكرة، وندب حُفرت في القلب.

 

كم من إنسان تعرّض للظّلم بسبب التفكّك الأسريّ، وما زال إلى الآن يعاني من نتائجه.

 

وكم من إنسان يعاني بسبب الفقر والجوع والمرض وفقد حبيب أوصديق، وما زالت تلك المعاناة تقيّده، وتحبس فرحه في زنزانة لا يستطيع الخروج منها.

 

كم من إنسان يعاني بسبب ارتباطه بماضيه المؤلم وما زال غير قادر على الانفصال عنه.

 

كم من ضحيّة تعاني جرّاء العنف الأسري والجنسي والتّهافت على المال والثّروات المادّيّة وطلب المجد الأرضي.

 

يسوع لم يخجل أن يقف بتلك الآثار والجروح أمام تلاميذه، ونحن لا نخجل أن نقف أمامه بجراحاتنا وآلامنا، وكلّما نظرنا إلى تلك الجراحات، تَذكّرنا طبيعتنا البشريّة ومحدوديّتنا.

 

ففي لحظة الألم والمعاناة، ترتسمُ أمامنا لوحة لقاء القدّيس توما بيسوع، إنّه يسوع المجروح ولكنّه القائم والمنتصر على الموت.

 

أحدًا مُباركًا أتمنّاه لكم أحبّتي