موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٣ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٧

يا مريم! بلاد الرعب أوطاني

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن

كلكم تعلمون أيها الأصدقاء أنني أمضيت في البلد المحبوب 3 أسابيع في بداية نوفمبر وقد احزنتي الأحوال السائدة في المنطقة كلها، وهي كانت السبب الذي دفعني لنظم هذه القصيدة الجديدة التي أريد منكم أن تتمتعوا بكلماتها وأفكارها الحقيقية. ففيها لغز على السياسيين المغرضين ولكن سلاحنا هو اللجوء إلى الصلاة وطلب معونة العذراء مريم. مع تحياتي لكم جميعًا. يا مريمُ! بلاد الرعب أوطاني يا مريمُ يا بنتَ أوطاني أَتَعْلَمينَ ما حَلَّ بالأوطان صارَتْ مَسرحاً للعُدوانِ أَبْدِليهِ بِقُبْسِ حُبٍّ وحنان بلادُ الرُّعبِ هيَ أوطاني وذا بِكُلِّ الأَشْكالِ والألوانِ بلادُ الحربِ هيَ أوطاني تَدمَّرَتْ فيها أكثرُ البُنيان بلادُ الحزنِ هيَ أوطاني ما عاد فيها مكان لفرحان بلادُ القهرِ هيَ أوطاني يُدفَنُ فيها المَيْتُ بلا أكفان بلادُ القمعِ هيَ أوطاني فحالُ النّاسِ تعيسٌ أبكاني بلادُ الفُقرِ هيَ أوطاني فلا خبزُ فيها لأيِّ جوعان بلادُ الجفافِ هيَ أوطاني فلا ماءُ فيها لأيِّ عطشانِ بلادُ البَطالَةِ هيَ أوطاني إذْ لا عَمَلَ فيها لِكُلِّ إنسان ضاعَ الأَمْنُ في أوطاني وصارَ الموتُ فيها مجّاني فمِنْ خوفٍ إلى رُعبٍ ومن بطش إلى الثاني ومِنْ أَلَمٍ إلى قَهْرٍ فَظُلْمٍ إلى بُؤسٍ فإلى حرمان فكَمْ نَزَحَ مِنها قَوْمٌ وَكَمْ تاهَ في العالَمِ بلا عنوان تمادى الحُزنُ في قلبي وغطّى الدّمعُ كلَّ أجفاني إلى متى يَقِفُ المسؤولون مِنَ الصُّبْحِ وحتّى الأَذان يُناقِشون في ما بَيْنَهُمْ لا نحمي أحداً إلا بأثمان مصالِحُهُمْ تَتَطَلَّبُ مِنْهُمُ حِمايَةَ الواحِدِ دون الثاني كيفَ نُرْضِي الطَّرَفَيْنِ بتَضْييقِ الخُنّاقِ لا بالحنان لِمَنْ أشكو أمري وحالي فلا مكانٌ يبدو للإطمئنان التجأتُ إلى مَنْ قالوا عَنْهُمُ هُمْ أصحابُ الشان غير أنّهُمْ لَوَّحوا بالأيادي كُنَّا قَبْلاً وفي ذاكَ الزمان أمّا اليومَ فَهُناكَ زَعاماتٌ جديدةٌ حَلَّتْ في كل مكان مِنْ جديدٍ سألتُ أَحَدَهُمْ كان على لائِحَتيْ هُوَالثاني ما لكُمْ لا تَمْنَعُوا خَطَراً واقِفاً على البابِ كالشيطان يُلَمْلِمُ الجحافِلَ ويسلِّحُها لإِشْعالِ لا لإطفاءِ النيران جوابُهُ كان غيرُ مُلائِمٍ أوْجَعَني أكثرَ مِمّا شفاني أنا أَتَلَقّى مِنْهُمُ الأوامِرَ لا يَحِقُّ رفضُها وَلَوْ ثوان أفْهِموهُمْ أنتُمْ مَطْلَبَكُمْ فَحَلُّهُ لا يَكْمَنُ في حِرْمان عِنْدَها عَرَفْتُ إلى مَنْ أذهبُ لِرَفْعِ الذّلِّ والهوان إلى إلهِ الْكَوْنِ والخالِقِ وهذا يَعْتَمِدُ على الإيمان صلَّيْتُ فارْتاحَتْ نفسي وعامَ قلبي بكبيرِ العرفان عندَها لَجَأْتُ إلى نِداكِ يا مريمُ وَأَعْطَيْتُكِ عنواني وكأنّي في حُلْمٍ أعْلَمْتِني أنَّ الحروبَ ستزولُ بثواني إذا ما عادَ النّاسُ لِلتَّوبَةِ والصَّلاةِ بِلا لُؤْمٍ ولا توان فيا عالَمُ اسْمَعْ لِصَوْتِ مريمَ وهذا مِنْها أَساسُ الإحسان ويا مريمُ يا نَجْدَةَ اليائِسينَ إشْفَعِي بِنا عِنْدَ ابْنِ الرحمان دعيهِ يُبدِلُ الحروبَ لنا بِسلامٍ دائِمٍ كي نشعر بالأمان فما لنا سِواكِ مِنْ مُعينٍ فِيْ أوقاتِنا الصَّعْبَةِ الشِّجان أنتِ أُمُّنا فلا تَخْذُلينا فِيْ مَطْلَبِنا حتّى العالَمِ الثاني تمّ تأليف هذه القصيدة يوم الجمعة 01/12/2017